حوارات

يوهنس اسملاش ..ارتريا تحولت الى ساحة حرب بسسب اسياس وابي احمد

شهدت الساحة الاريترية المعارضة انقاسما واضحا ومؤثرا جراء الحرب التي دارت بين الحكومة الفيدرالية من جهة ومليشات الامهرا والجبهة الشعبية لتحرير شعب تقراي… هذا التباين في المواقف عزز عوامل عدم الثقة بين الأطراف المعارضة سواء المنضوية تحت مظلة المجلس او خارجه.
من هذا الأطراف ظهر تكتل يتكون من عدد من التنظيمات أبدى تأييده الواضح لحكومة إقليم تقراي واطراف أخرى رأت ان إزالة جبهة تحرير شعب تقراي يمثل أولوية من اجل استتباب الأمن في المنطقة واعربت عن تايبدها للعمليات العسكرية التي يقودها الجيش الفيدرالي.
لاستيضاح الموقف الأول التقت عدوليس بالمناضل يوهنس اسملاش مسؤول العلاقات الخارجية للتكتل والذي احاب بصدر رحب حيثيات موقفه كما إبان رأيهم في الدور المفترض أن ينهض به المجلس الوطني للتغيير الذي أعلن عن بداية عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث للمجلس .

يوهنس اسملاش
مسؤول العلاقات الخارجية للجبهة الاريترية المتحدة من اجل التغيير الديمقراطي

حاوره جمال همد:

لم تنجح المعارضة الإريترية طوال العقود الثلاثة الماضية من إحداث قطيعة حاسمة مع الماضي، لذا تتكرر ذات المشكلات وذات المعارك فقط انها الآن دون سلاح كيف تفسر لنا ذلك؟

صحيح، في بداية الاستقلال لم يكن الإريتريون
يرغبون في العودة مجددا للعمل المسلح، لكن ليس ذلك فحسب، بل حتى قوى المعارضة كانت ترفض استخدام السلاح في المواجهة مع النظام، بل ان بعض المعارضون كانوا يجرمون اي فكرة تقوم على المواجهة المسلحة، لكن هذا ليس سببا كافيا لتبرير تراجع القوى المعارضة، ففي الواقع حتى التنظيمات التي كانت تتبنى العمل المسلح لم تكن جادة او مؤهلة لتلك المواجهة، حيث لم تنجح تلك التنظيمات حتى في تقديم دليل مادي ينفي الفكرة التي كان يرددها النظام عن عدم وجود قوى معارضة .
عموما بعد عقود طويلة من النضال المرير، نلاحظ اليوم تضاعف التنظيمات والاشخاص الذين يؤيدون العمل المسلح ضد النظام الديكتاتوري .
وظلت هذه التنظيمات تنشط بشكل مستقل، الى ان تأسست منذ عام “الجبهة الاريترية المتحدة من اجل التغيير الديمقراطي” التي تضم سبعة من التنظيمات التي توافقت على برنامج موحد، وقدمت اعمال مهمة .
ونحن في هذه الجبهة لا نعتقد اننا قادرون لوحدنا، على اسقاط النظام، لأنها مهمة تتطلب جهود الجميع، وبالتالي نحن نبحث عن تحالفات اكبر مع كل طرف يؤمن بجدوى العمل المسلح، وقد كررنا دعوتنا مرارا لكل من يريد العمل معنا، ذلك حتى نتجاوز مرحلة العجز والفشل الى مرحلة أخرى تستقطب كل القوى خاصة من فئة الشباب، عبر برنامج وطني ديمقراطي يخلص بلادنا من هذا النظام .

وهانس اسملاش
مسؤول العلاقات الخارجية للجبهة الاريترية المتحدة من اجل التغيير الديمقراطي

 
2/ الصراع الدائر الأن بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وحكومة إقليم تقراي الإقليمية والمنتخبة أدى ضمن تداعياته إلى إنقسام المعارضة الإريترية مما يؤشر إلى هشاشة التحالفات والإئتلافات بينها كيف تعلق على ذلك ؟
صحيح لم يكن هناك حد ادنى من الاتفاق المبدئي الجاد والمتين بين القوى الاريترية المعارضة، لذلك وفي مناسبات مختلفة كنا نلاحظ، ان القوى المعارضة كانت تتعاطي مع المستجدات السياسية من واقع المصالح الحزبية عوض المصالح الوطنية العليا، والتي ينبغي ان تبقى هي القاسم المشترك بين جميع التنظيمات .
لم تكن العلاقات البينية متينة بشكل كاف، بين القوى المعارضة، وبالتالي كان من الطبيعي ان تختلف المواقف تجاه التحولات التي حدثت في الجارة اثيوبيا خلال الاربع سنوات الماضية.

وبعد وصول ابي احمد الى السلطة، وخلقه لعلاقات جيدة وسريعة مع نظام اسياس افورقي، توقفت كل اشكال التعاون والمساعدات التي كانت تحصل عليها المعارضة الاريترية من جمهورية اثيوبيا .
ولعل من الواجب ذكره ان بعض القوى المعارضة التي تقف الان ضد الوياني، كانوا من الجهات التي حصلت على دعم كبير من نظام الوياني . وناحية لانقطاع تلك المصالح سعى بعضهم الى خلق علاقة مع ابي احمد،

لكن الاشكالية لا تقف عند هذا الحد فحسب، بل ضعف وتضعضع القوى المعارضة وعدم قدرتها على خلق برامج يستقطب ويقنع شعبنا، هو الاشكالية الحقيقية، وذلك ناتج النزوع نحو الميولات المناطقية والدينية وغيرها من مظاهر التخلف الاجتماعي، ومحاولة استحضار التاريخ السلبي من اجل التأثير على الناس وكسب تعاطفهم ودغدغة مشاعرهم لاغراض سياسية، كانت تلك هي الحيل التي ظلت التنظيمات تعمل عليها، لذلك نحن في الجبهة المتحدة نعمل على تجاوز هذا الواقع .
وبعد اندلاع الحرب في تيغراي لاحظنا ان بعض التنظيمات والشخصيات، ذهبت الى قراءة الحرب من منظور المصالح التي يمكن تحقيقها، وليس من الموقف المبدئي والاخلاقي، وبالتالي تجنى البعض على جبهة تحرير تيغراي وحاول تحميلها وزر كل الاخطاء وحتى تحميلها مسؤولية اندلاع الحرب، ولاحظنا البعض يقول ان “اغلبية شعب تيغراي من المسيحيين الناطقين بالتيغرنية، وكذلك المرتفعات الاريترية، وبالتالي فإن شيوع السلام والاستقرار في هذه المنطقة سيعد خصما من رصيد المسلمين بل مهددا لوجودهم” وبالتالي بنى مواقفه ضد الوياني وفقا لهذا التصور.
شخصيا سواء على مستوى الحزب الذي انتمي اليه او الجبهة المتحدة، نقرأ الاحداث من واقع ان عدو الشعبيين والمسؤول الأول عن حالة عدم الاستقرار في المنطقة هو نظام الهقدف، ولذلك اتخذنا مواقف مبدئية حتى لا تغرق المنطقة والشعبين الاريتري والتيغراوي في براثن الحقد والانتقام . حيث اننا لسنا بحاجة الى اختلاق عدو خارجي .
3/  تنظيمكم هو من التنظيمات التي ترص من موقف حكومة شعب تقراي ممثلة في الجبهة الشعبية لتحرير شعب تقراي على ماذا يستند هذا الموقف وما هي حيثياته؟

سواء تنظيمنا او التحالف الذي يستظل تحته، يقفان مع شعب تيغراي، وذلك نظرا لما يتعرض له التيغراويون من جرائم وانتهاكات، ولأننا طلاب العدالة و الديمقراطية، فمسؤوليتنا الاخلاقية والسياسية تحتم علينا الوقوف بجانب هذا الشعب الذي يتعرض للتصفية،
وكما تعلم فطوال تاريخنا ندافع عن حق الشعب الفلسطيني، ليس لأن الفلسطينيون اقرب الناس الينا، بل لانهم شعب يعاني من الاضطهاد ويستحق التضامن، لذلك نحن مع كل الشعوب التي تدافع عن حقها .
ولا شك ان اصعب تيغراي مكانة خاصة في وجداننا وذاكرتنا لجهة التداخلات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية بينه وبين شعبنا، ولأننا نريد العيش معه كجار بسلام، فمن الواجب ان نقف ضد من يعبث بأمن وسلامة هذا الشعب، فضلا أن من يدفع ثمن المشاركة في هذه الحرب العبثية، هم ابناءنا، ولو فكرنا ملياً في الخسائر البشرية والمادية فإن الأمر في غاية الخطورة .
فنظام الهقدف في هذه الحرب تجاوز كل الحدود، وأجبر حتى الشيوخ والمرضى للمشاركة في حرب لا يرغبونها ولا يؤيدونها، وهم يموتون بالعشرات بعد ان يتسببوا في موت غيرهم في ارض غير ارضهم .

والمفارقة، انه في الوقت الذي يدخل فيه النظام في حروب عبثية لاطالة عمره في السلطة، تطول مسيرة المعاناة الاريترية، لذلك علينا كقوى وطنية ادراك الامر بكل ابعاده قبل فوات الاوان، وعلينا العمل بكل ما اوتينا من امكانات بشرية ومادية ومعنوية التشارك مع كل من يعادي هذا النظام ويساهم في انهاء وجوده في السلطة .
كما تعلم الان ابي احمد نجح في توقيع اتفاق سلام مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وعلينا الان طرح الاسئلة حول الشباب الاريتريين الذين راحوا ضحية هذه الحرب، من المؤكد ان الاثيوبيين سيبقون في دولة واحدة ويحلون مشاكلهم العالقة معاً، حينها لا غرابة ان أتحدوا في مواجهة اريتريا مجددا، وحينها سوف يُطرح السؤال الاكثر الحاحا عن جدوى مشاركة اريتريا في هذه الحرب، وثمن تلك الارواح التي اقحمت في حرب لا تعنيها بأي من المعاني .
لذلك كان موقفنا منذ البداية ضد اقحام الجيش الاريتري في هذه الحرب .

4/ دشنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث للمجلس الوطني أعمالها يوم الأحد 30 أكتوبر المنصرم عبر تقنية الزوم وأنتم أعضاء بالمجلس هل ترى ان إنقعاد المؤتمر في هذا الوقت مناسب في ظل إنقسام عمودي وأفقى حاد في المجلس ، وهل يلك المجلس الأمكانيات لعقد مؤتمره ؟

نعم لقد عقدت اللجنة التنظيمية للمجلس الوطني اجتماعا بغرض التحضير للمؤتمر الثالث، وفي اعتقادي ان حزبنا يسعى ان يجعل من المؤتمر الثالث محطة للانتقال بالمجلس نحو التمثيل الاكبر للقوى المعارضة، وليس للحفاظ عليه بصيغته الحالية .
اعرف ان هناك جهات تريد الحفاظ على المجلس بذات تشكيله، لكن السؤال ماذا حقق هذا المجلس بهيكله الحالي ؟ لذلك في تقديرنا في حال استمر المجلس بشكله الحالي سيجعلنا ننأى بانفسنا عنه تماماً،
فنحن نؤمن في حال مشاركة تنظيمنا في الهيئات القيادية للمجلس فان ذلك يتطلب ان يتفرغ لعمل المجلس، على عكس قيادات التنظيمات الاخرى التي تساهم في اوقات فراغها في عمل المجلس، المسألة بالنسبة لنا قضية نضالية، ولذلك كانت قياداتنا متفرعة لهذا العمل النضالي .
وفي قناعتنا ليس هناك تنظيم اريتري قدم تضحيات مثلنا من اجل انجاح اعمال المجلس الوطني، نقول ذلك بكل ثقة واطمئنان، لكن نؤكد في الوقت ذاته لقد آن الآوان لاحداث نقلة في هيكلة هذا المجلس .

5/ تحولت إريتريا فعليا لساحة حرب من خلال حملات التجنيد الإجباري والتعبئة العامة للجيش وتواجد معسكرات الجيش الفيدرالي الإثيوبي والمليشيات الأمهرية ماهو إنعكاسات ذلك على حياة الشعب الإريتري والعلاقات الإريترية مع إقليم تقراي المجاور؟

صحيح ان بلادنا قد تحولت الى ساحة حرب بسسب الاتفاق الشيطاني بين اسياس وابي احمد، بل يمكن الادعاء أنها تعرضت لخسارة بشرية ومادية تتجاوز ما تعرضت له خلال عهدي هيلي سلاسي ومنحستوا الاستعماريين

وكما ذكرت سابقا الشعب الاريتري يعاني الامرين من هذا النظام ويشارك ابناءه في هذه الحرب التي لا يريدونها من خلال اقتيادهم من داخل بيوتهم الى ساحات المعارك، كما يتم اتخاذ اجراءات عقابية اما شخص يتخلف او يختفي عن الانظار من خلال تشميع البيوت، او اقتياد ذويه للاعتقال.
والأدهى ان البلاد عادت الى حالة ما قبل الاستقلال من حيث تحولها الى معسكر للقوات الاثيوبية، وفي ظل ضعف وتضعضع قوات الدفاع الاريترية، نلاحظ ان القوات الاثيوبية تفعل ما تريد داخل الاراضي الاريترية.

من الجهة الاخرى لاشك ان العالم يشهد اليوم ان القوات الاريترية ارتكبت جرائم لا حد لها داخل اقليم تيغراي، كما تم خطف عدد من القيادات الاريترية المعارضة من داخل اثيوبيا وتم اقتيادهم الى اماكن سرية داخل اريتريا، وفي حين تم اعتقال بعضهم تم اغتيال البعض الاخر .
وهنا اود ان اشير لامر مهم، صحيح ان الشأن الاريتري ينبغي ان يحل في اطاره الوطني، لكن امامنا مسؤولية فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة مع قبل الجيش الاريتري. في تيغراي، وفي ظني ان الحكومة التيغراي ليست كأسياس وبالتالي ستسعى الى حل المسألة بشكلها القانوني و القضائي ولا اعتقد انها ستجر للانتقام، وبالتالي من مسؤوليتنا كمعارضين المساعدة في تقديم القيادات التي اصدرت تعليمات ما بخصوص هذه الحرب للمحاكمة .
والا فان استمرار سياسة العين بالعين والسن بالسن في هذه المنطقة سوف تجر القرن الافريقي كله الى حالة اللا استقرار .
لذلك نعمل كدأبنا دوماً بالوقوف مع كل الشعوب التي تنشد السلام والعدالة والديمقراطية، في هذه المنطقة لأن ذلك وحده الذي يضمن مستقبل زاهر ومشرق لنا ولجيراننا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى