مقالات

بين أحداث وقر .. وتجاهل وسائل الإعلام الإريترية : هل تفلح الزيارة في تطبيع العلاقات بين الخرطوم وأسمرا

13-Apr-2006

المركز

تقرير : عبد الله محمود .. المركز الإريتري للخدمات الإعلامية
في الوقت الذي يقدم فيه عيسى أحمد عيسى السفير الإريتري المرشح لدى الخرطوم أوراق إعتماده لوزير الدولة بالخارجية السوداني على كرتي ، وبالتزامن مع زيارة الوفد الإرتري رفيع المستوى إلى الخرطوم

بقيادة أمين الشؤون السياسية للحزب الحاكم بإريتريا يماني قبرآب وأمين الشئون التنظيمية عبد الله جابر التي أعتبرها المراقبون خطوة هامة لتمهيد الطريق نحو عودة العلاقات السودانية الارترية الى طبيعتها . وفي الوقت الذي تطالب فيه الحركة الشعبية السودانية نقل المفاوضات في قضية شرق السودان إلى إرتريا . تشن قوات المعارضة السودانية هجوماً على مدينة وقر بالقرب من كسلاومناطق مجاورة لها بقوة قدرت بكتيبة مشاة و18 عربة لاندكروزرو15 عربة محملة بمدافع مختلفة حسب بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة .قامت القوة بالهجوم على مكتب الشرطة بتدمير عربة وحرق مكتب الشرطة كما تعرضوا لمكتب الأمن ومستشفى وقر والسوق وقاموا بتعطيل موقع سوداتل ونهب عدد من العربات الكبيرة التابعة لمشروع تعمير القاش . وحسب التحليل الرئيسي الذي نشره موقع سودان سفاري المقرب من الحكومة السودانية فإن ( العاصمة الاريترية اسمرا لها إسهامها الفاعل في هذا الصدد ، بشكل أو بآخر وبدرجة أو بأخرى ، لأن بيان الجيش السوداني أشار إلى أن القوات المعتدية عند انسحابها اتخذت طريقها نحو الحدود السودانية الاريترية ، وهذا يعني بدوره أن الحرب قد انتقلت إلى الشرق، حتى تجري المفاوضات بين جبهة الشرق، والحكومة السودانية في طقس ساخن وملتهب في الوقت الذي بدأت الحكومة السودانية تتجه نحو ملف الشرق ، بقبولها إعادة التمثيل الدبلوماسي مع اريتريا ، وربما باحتمال قبولها لأسمرا كمقر للمفاوضات ) . كما ذكر مصدر بالمعارضة الإرترية إن الهجوم تم باسناد عسكري من السلطات الإريترية .هذا الحادث يعيد إلى الأذهان دخول أفورقي إلى جزر حنيش بينما كان وفده يفاوض في صنعاء ، كما قام باحتلال همشكوريب في الوقت الذي تجري عمليات التفاوض بين البلدين على قدم وساق ، كما ظل يقوم بعمليات عدائية على القرى الحدودية بالتزامن مع كل جولة مما يعكس عن سلوك متأصل لدى الرئيس الإريتري في عدم الجدية في التعامل مع دول الجوار وعدم إحترام العهود والمواثيق .كما يعكس سلوك إنفرادياً يتبعه أفورقي بمعزل عن الخط العام الذي تعيشه البلاد فبينما يرسل وفده للتفاوض يقوم بالهجوم دون مشاورة أحد حسب سلوكه المعروف .ويحلو للسفير عبدالله آدم السفير الإرتري السابق لدى الخرطوم ورئيس الحركة الشعبية الإرترية أن يروي موقفاً يعكس غرابة أطوار الرجل ، يقوم آدم ( في إحدى جولات التفاوض بين المؤتمر الوطني والجبهة الشعبية بالخرطوم إتفق الطرفان على موعد لزيارة وفد المؤتمر الوطني إلى أسمرا وقبل حلول الزمن المحدد قام أفورقي بزيارة خاطفة إلى الخرطوم وطلب منه – أي من عبد الله آدم – أن يبلغ قيادة الحزب الحاكم بالسودان بتأجيل الزيارة لوقت آخر، وقام بدوره بإبلاغ قيادة الحزب الحاكم في السودان ، وعندما اتصل الأمين العام للمؤتمر الوطني وقتها د. ابراهيم أحمد عمر بسكريتر الجبهة الشعبية الأمين محمد سعيد لاستجلاء الأمر وجده لا يعلم الأمر مما أدخل الأمين في حرج كبير) مما يعكس نهجاً أفورقياً متأصلاً في غياب المؤسسية و الإنفراد بالقرارات وعدم الإهتمام حتى بإبلاغها لمرؤسيه.ورغم التكهنات الصحفية بعدم تأثير الهجوم على مجريات التفاوض بين البلدين إلا أن عدم إهتمام وسائل الإعلام الإرترية المرئية والمسموعة والمقروءة بأخبار الوفد الزائر يعد دليلاً آخراً على أن إريتريا تهدف فقط إلى فك الخناق الإقتصادي الذي فرضته عليها الخرطوم بالتحكم في عمليات تهريب الوقود والحبوب إلى المدن الإرتريةعبر كسلا مما جعلها تشهد ضائقة معيشية لم يسبق لها مثيل .سيما وأن الوفد جعل قضية رفع الحظر عن الحدود إحدى بنود التفاوض الرئيسة مع الجانب السوداني . في العموم تعتبر أحداث وقر رسالة واضحة المغزى للحكومة السودانية بعدم صلاحية أرتريا كوسيط للتفاوض لحل قضية شرق السودان وعدم صلاحية أسمرا كمقر للتفاوض لتحقيق سلام مستدام في شرق السودان ، وأن المفاوضات الجارية لا تهدف إلا لتمديد عمر نظام أفورقي وحاولة إنتشاله من وحل الضائقة الإقتصادية والأزمة السياسية والدبلوماسية ، فهلا وعينا الدرس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى