حوارات

حوار مع الدكتور محمد عثمان أبوبكر حول مستجدات الساحة السياسية في إرتريا ( 1 – 2 )

11-Dec-2005

المركز

حاوره في الخرطوم : جمال همدالدكتور محمد عثمان ابوبكر هو واحد من المناضلين الاوائل في الثورة الارترية ، توزع نشاطة بين الحركة الطلابية والنضال في قوات التحرير الشعبية ثم التنظيم الموحد . وقد التحق بالعمل العام منذ كان عمره 16عاما حسب افادته لنا في هذا الحوار .فقد كان واحدا من مؤسسي الحركة الطلابية في اواخر الخمسينات وتقلد فيها عدة مواقع

وتفرغ للعمل العام في قوات التحرير الشعبية ثم التنظيم الموحد وأسس الجبهة الوطنية الديمقراطية واصبح مسؤولا للعلاقات الخارجية في التحالف الوطني الارتري وشارك في تأسيس حزب المؤتمر الإرتري واصبح مسؤول علاقاته الخارجية .له عدت مؤلفات سياسية وتاريخية . يحمل درجة الدكتوراه في التاريخ .جلسنا معه وكان هذا الحوار الذي غطي مشكلات حزب المؤتمر وأوضاع ارتريا الرسمية وتوقعاته لمآلات الاوضاع فيها وغير ذلك .كيف تقرؤون الوضع الداخلي الارتري وماهي السيناريوهات المتوقعة برأيكم ؟الوضع داخل ارتريا شديد القتامة والمأساوية في كافة مناحي الحياة .. النظام يعاني من تردي اقتصادي مريع ، والجفاف والمجاعة تضرب اركان البلاد وتزداد ضراوتها على شعبنا المغلوب على امره بعد ان توقفت كل اشكال الدعم الذي كان يتلقاه النظام من الدول الاوربية المانحة وبعض المساعدات من دول الخليج وليبيا ، كما توقفت كليا تحويلات المغتربين التي كانت مصدر كبير للعملة الصعبة تدخل خزينة الدولة ، والتدابير والقوانين التي سناها النظام فيما يتعلق بتداول العملة الصعبة منعت الكثير من الموردين والمصدرين من العمل، اضف الى ذلك انعدام الوقود الغاز وغيره مما دفع النظام للجوء الى توزيع المواد الغذائية عبر منافذ تابعة للحزب وببطاقات تموين طالت السكر والخبز والذرة والزيت وغير ذلك وقد شف لي قادمون من ارتريا التقيت بهم في المملكة العربية السعودية والقاهرة عن أوضاع مأساوية يعيشها المواطن الارتري حيث طالت الاذمة كل شرائح المجتمع مع تزايد الثراء الفاحش لجنرالات الجيش وازلام الحزب الحاكم المقربين جدا من مراكز القرار، هذا بدوره ادي الى تفشي الامراض الاجتماعية وازياد الفقر والامراض كالملاريا والتيفوئد وازدياد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب ( الايدز )كذلك الفساد الاداري والمالي ، هذا اذا اخذنا في الاعتبار ان قوى الانتاج الحقيقية للمجتمع اما في خنادق القتال أو في الجيش الاحتياطي او في مراكز التدريب ، مؤشر آخر للوضع الاقتصادي في البلاد هو ان البعثات الدبلماسية الارترية تعتمد كليا على الرسوم وبيع الجوازات وبطاقات الجنسية . واخير ما تلتهمم الحشود العسكرية على الحدود وشراء الاسلحة والعتاد العسكري يقدر بملايين الدولارت شهريا . اجمالا نقول ان النظام في الرمق الاخير من حياته .الحديث عن قرب انهيار النظام اصبح مكررا وعاما سئمه الشارع الارتيري دون ان تقوم المعارضة بفعل يقنع الشارع بذلك ، قبضة النظام قوية وبطشه شديد وقادر على اقناع الدول بالتعامل معه بماذا تعلق ؟ما نقوله عين الحقيقة وأقرار لواقع وليس اختلاقات فانظام محاصر اقليميا ودوليا والمساعدات الخارجية متوقفة والتجاره عبر الحدود غير موجودة فحتى الثروة السمكية توقفت نتيجة سن النظام لقوانين جديدة . والقبضة الحديدة لاتعيش بها الانظمة طويلا وتحرشات النظام بدول الجوار واعداده الآن للحرب مع الجارة اثيوبيا والتي يمكن ان تنطلق في اية لحظة سوف تودي بالنظام هذا بجانب ما ذكرناه ليس كافيا لانهيار النظام ، عموما اذا استطاعت المعارضة( ان تشد حيلها ) وتوجه ضربات مركز يمكن ان ينهار النظام لانه برأي منها اصلا .هل المعارضة عموما والتحالف الديمقراطي الارتري مؤهلان لملىء الفراغ الذي سينجم عن زوال النظام ؟ وماذا تلمسون من الدول الغربية ؟التقيت بعدد من الدبلماسين الغربين والعرب وكلهم عبروا عن خشيتهم من تكرار مأساة الصومال في ارتريا في حال انهيار النظام اذا غاب البديل القوي ، وقد تم تطمينهم على ان التحالف الديمقراطي الارتري قادر على مليء الفراغ وان ميثاقه هو محل اجماع وبرنامجه ورؤيه للمرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة انتقالية مهمتها حفظ الأمن والاعداد لدستور وانتخابات عامة وعقد المؤتمر الجامع يمكن ان تشكل ضمانا حقيقيا لمليء الفراغ هذا بجانب التأييد الذي يتمتع به في أوساط الشعب الارتري . وكان رده ايجابيا .هنالك نذر حرب على الحدود الارترية الاثيوبية مرة اخرى .. ماهي معلوماتكم وماهي توقعاتكم وموقفكم ؟الحشود العسكرية كبيرة وضخمة على طرفي الحدود وهي معلنة من الطرفيين والحشود وارتريا تحشد كل قواها على الحدود من دبابات حديثة ومدفعية ثقيلة واعداد كبيرة من الجنود ، كما ان حملات التعبئة العامة والتجنيد الاجباري مستمرة ولم تتوقف وقد شملت كل الاعمار تقريبا ، كما قامت بخطوات جادة تجاه قوات حفظ السلام وآخرها طرد عدد منها وطلب استبدالهم .. خطأ صغير سوف يؤدي لحرب ضروس ونتائج مدمرة خاصة على الصعيد الارتري ونحن كما يعلم الجميع شعب صغير ومحدود الامكانات وقد خرجنا للتو من حرب تحرير امتدت لثلاثة عقود وحرب مدمرة مع اثيوبيا لعامين دفع فيها شعبنا اكثر 70 ألف شهيد واضعافهم من المعاقين واذا اندلعت هذه الحب سفوف تذهب بالنظام كما تدمر ما تبقى من البنية التحتية للبلاد . اما بشأن موقفنا فهو واضح نحن ضد اندلاع حرب جديد ونطالب بتطبيق قرارات المحكمة الدولية لكي يعيش الشعبين بسلام ومن ثم المنطقة عموما واندلاع حرب يعني ان تلتهب المنطقة كلها .نشاهد الآن تقارب ارتري سوداني ، ويتحدث ساسة البلدين عن طي ملف الخلافات وتمت زيارات متبادلة ، برأيكم هل النظام جاد فيما يقول بشأن ذلك ؟السودان برأي جاد في توجهه لانه يريد ان يحل اشكالاته مع كل دول الجوار ومن بينها ارتريا وهذه ليست المرة الاولى فقد بذل محاولات سابقة اصطدمت بتعنت النظام الارتريالذي كان يعقد الاتفاقيات ثم ينقضها ونظام اسمرا ليس صادقا مع مجمل جيرانه .، وهذه مناورة جديدة ضمن سياساته أملتها ضرورات التصعيد مع اديس ابابا وسوف لايتوقف في زعزعت الاوضاع في شرق السودان وغربه ز وننتظر ونرى . في الحلقة القادمةيتحدث الدكتور عن قرار التحالف بشأن تعليق عضوية حزب المؤتمر الارتري ، كما يميط اللثام عن اوضاع الحزب وعقد اجتماع مجلسه التشريعي وغير من القضايا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى