حوارات

حوار مع مسئول العلاقات والاتصالات الخارجية بجبهة الثوابت الوطنية الإرترية

21-Nov-2005

المركز

حاوره في الخرطوم : جمال همد في زيارته الأخيرة خلال شهر رمضان المبارك جلسنا إلى مسؤول الاتصال الخارجي لجبهة الثوابت الوطنية في عدت جلسات حوارية لنتعرف منه على جبهتهم واهدافها ووسائلها ، وقد عرفت الجبهة لأول مرة عن طريق موقع سبي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنيت) واعلن عن اهدافها ووسائلها واكتفت بذلك ، كما انها لم تلتقي بالتحالف الديمقراطي الارتري حتى تمت الزيارة الاخير والتي شهدت لقاء غير رسمي مع رئيس المكتب التنفيذي للتحالف وايضا لقاءات متفرقة مع عدد من قيادات المعارضة حسب ما قاله السيد عبد الوهاب .جلسنا للسيد عبد الوهاب محمد ياسين وكان هذا الحوار والذي سينشر بالتضامن مع موقع سبي التابع للجبهة .

ما هي دواعي قيام جبهة الثوابت الوطنية في الوقت الذي أصبحت فيه ساحة المعارضة تعج بالعدد الكبير من الفصائل ومتي تأسست؟ الحقيقة أن مسيرتنا السياسية في معارضة نظام الحكم القائم منذ العام 1995م عندما وضح لنا تماما أن هذا النظام يسير في اتجاه تكريس وجوده السلطوي ضاربا عرض الحائط بكل وعوده وقرارته في أحداث تحول ديمقراطي يتيح الفرصة لمشاركة الشعب وقواه السياسية في البناء الدستوري الديمقراطي والسياسي والتنموي بحيث يساهم الجميع في بناء نهضة البلاد كما ساهموا أي الجميع في معركة التحرير. حيث أنشانا أطار سياسي نحن نخبة من مناضلين تحت مسمى ( الحزب الديمقراطي الإرتري – اللجنة التاسيسة ) وكان هدفنا آنذاك يتمحور حول النضال من أجل أجبار نظام الحكم على أحداث تحول ديمقراطي تعددي في البلاد , ونشر المفاهيم والقيم الديمقراطية من خلال العمل السياسي وعبر الوسائل السلمية مثل إصدار النشرات والبيانات التي كانت توزع سرا في الداخل والخارج وعقد الاجتماعات وغيرها من الأنشطة السلمية . إلا أنه حدث تحولا جذريا في مواقفنا حيث تغيرت أولويتنا السياسية تعبا لتغير الأوضاع في البلاد حيث فرض علينا نظام اسياس افورقي الطائفي تغير أجندتنا السياسية نظرا لان هذا النظام ورموزه استغلوا وجودهم السلطوي حيث أمعنوا في سياساتهم الداخلية وبشكل متطرف في هدم أهم دعائم التعايش السلمي وهي الثنائية اللغوية والثقافية والدينية , وعمل على فرض أحادية لغوية وثقافية ودينية بالتالي أقاموا نظام يقوم على التمييز الديني والثقافي بين المواطنين . وتحول مشروع الدولة الوطنية إلى مشروع طائفي يمثل عنصر التجرنة المسيحيين يضطهد الأغلبية المسلمة في البلاد . وبالتالي أصبح الحديث عن تحول ديمقراطي في أطار هكذا دوله يمثل قفزا على الواقع وتجاهل كبير لقضايا ومعاناة الأغلبية المسلمة في البلاد والتي نحن جزء منها ونمثل امتداد طبيعي لها . ولو كانت معاناة المسلمين تقتصر على الجانب السياسي فقط لكان يمكن القول إن التحول الديمقراطي وحدة كافي لمعالجة الأمر. ولكن قضية المسلمين في إرتريا لها إبعاد أخرى , وهي كما ذكرت أن النظام القائم يمارس سياسية تمييز بشكل منهجي ضد المسلمين تستهدف إلغاء هويتهم الدينية والثقافية والاجتماعية, و محاولة تذويبهم في كيانها الطائفي والثقافي بحيث تكون هويتهم الثقافية والدينية هي البديل الوطني للهوية الثقافية والدينية والسياسية لإرتريا. ولعل خطاب الشيخ الشهيد هداد كرار رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالعاصمة . الشهير في مناسبة يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم عام 2001م أمام الهيئات الدبلوماسية وعناصر السلطة والذي كان يمثل صرخة عالية النبرة للعالم تعبر عن حجم معاناة المواطن الإرتري المسلم . ومن هنا كانت الحاجة إلى تشكيل جبهة عريضة تدعو إلى وحدة أبناء الاعلبية المسلمة لمواجهة سياسيات النظام لإلغاء وجودهم. والتصدي لها, والدعوة إلى إعادة صياغة الكيان الوطني بحيث يكون معبرا لتطلعات الجميع. وليس لفئة واحدة حتى يتحقق السلام الاجتماعي في البلاد وتنعم البلاد باستقرار والأمن والسلام وحتى يكون مفهوم الوحدة الوطنية قائم على أسس عادلة وبالتالي راسخة . وعليه جاءت فكرة قيام أطار جبهوي يتم من خلاله العمل لتحقيق تلك الأهداف المحدد ه , وهكذا تشكلت جبهة الثوابت الوطنية وصدر بيانها الأول في مارس 2001م . ما هي منطقاتكم وأهدافكم ووسائلكم ؟ كما ذكرت لك أننا تدعوا إلى وحدة صف أبناء الأغلبية المسلمة في أطار كتلة وطنية تكون الإطار السياسي الذي يعبر عن وحدة موافقهم السياسية وقيادة موحدة تمثلهم وهذا إن تحقق في تقديرنا سوف يحدث تحولا كبيرا في مواقف الآخرين اتجاه المسلمين في إرتريا ولا سيما السلطة القائمة. لان ذلك سيكون بمثابة رسالة واضحة للجميع بان المسلمين في إرتريا يشكلون الرقم الصعب في المعادلة السياسية الإرترية بحيث من الصعب تجاهلهم أو إلغاء وجودهم. وبالتالي يكون الحوار والتفاوض هو الخيار الوحيد المتاح أمام هذه القوى. وهذا بدوره سوف يمهد السبيل إلى الوصول عقد مؤتمر وطني جامع يتم من خلاله الخروج باتفاق وطني يعيد صياغة الأسس التي تقوم عليها الدولة. وأيضا مفهوم الوطن والوطنية والوحدة الوطنية. بحيث تعبر عن تطلعات الجميع وليس فئة يعنيها دون الأخرى. ومن هنا يمكننا القول أن المسلمين في إرتريا سوف يصبحون الشريك الأكبر في الوطن وليسوا تابعين أو مستجدين مواقف أو اعتراف بهويتهم الوطنية من الآخرين كما يحدث ألان وأن هذه هي الوسيلة الوحيدة من أجل تغيير واقعهم والتخلص من معاناتهم وهزيمة المشروع الطائفي الذي تتبناه السلطة القائمة ألان الذي يستهدف وجدهم . كل التنظيمات والفصائل والأحزاب التي تأسست في الخارج لاسيما في الأقطار العربية كانت نخبوية .. قليلة الفعالية لماذا برأيك إذا ما اتفقت معنا في الرأي ؟ بالنظر إلى الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمع الإرتري لطبيعة النظام القائم الاقصائية والتي تتعامل مع الرأي الأخر بكل أدوات القمع والعنف . والثقافة السياسية المورثة من عهد مرحلة الكفاح المسلح بالإضافة إلى المناخ السياسي للمحيط الجغرافي . كلها عوامل ساهمت في صياغة أدوات وهياكل وطبيعة وحجم القوى السياسية المعارضة الإرترية . بالتالي أصبحت بالضرورة نخبوبة تعتمد على القدرات الشخصية لقيادتها التاريخية وليس على العمل المؤسسي القائم على الآليات والتقاليد والمفاهيم الديمقراطية التي كرست من خلال العمل والنضال اليومي وتغذيها ثقافة سياسية ثرية تساهم في تنمية قدرات العضوية المنتمية لها وهذا بدوره يساهم ترقية الأداء السياسي على الساحة السياسية الإرترية برمتها . هذا الأمر لا يمكن توقع حدوثه في ظل الوضع الحالي إلا إذا حدث تطور في الثقافة السياسية الإرترية السائدة ألان وبالتالي تحول في الفكر السياسي للقوى السياسية على الساحة الإرترية . حيث إننا نجد إن الأحزاب والتنظيمات الإرترية قائمة على برامج سياسية عامة فضفاضة متماثلة إلى حد التطابق. حيث لا تكاد تجد بينها تباين كبير في الأهداف والوسائل والهياكل وبالتالي الذي يحدث هو وجود كم تراكمي من نمط واحد يرفد الثقافة السياسية الإرترية يكرر نفسه باستمرار ولا يأتي بجديد . وان التطور الايجابي لا يمكن إن يحدث . إلا إذا ما حدث تباين فكري واضح في إطار خط ايدولوجيي. يعبر بوضوح عن مضمون وشكل منطلقات الحزب أو التنظيم السياسي وأن تكون له رؤية واضحة ومحدده حول القضايا التي تهم الناس في مجالات السياسية والاقتصاد والقضايا الاجتماعية والفكرية والثقافية أي كل ما يتعلق بحاضر ومستقبل المجتمع. ليس فقط الموقف السياسي من السلطة كما هو سائد ألان . وبصراحة يجب علينا الخروج من شرنقة الثقافة والفكر الشمولي الذي يهمن علي الثقافة السياسية الإرترية بشكل عام . إذا ما أريد للتجربة السياسية التطور والتقدم. أرجو أن توضح لنا رأيكم في برنامج وميثاق التحالف الديمقراطي نقاط الإلتقاء ونقاط الاختلاف ؟ نحن نعتقد أن ميثاق التحالف الديمقراطي جيد ولا غبار عليه , ولكن تظل الحاجة إلى الوصول إلى اتفاق وطني يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد يعيد صياغة كما ذكرت أنفا صياغة الدولة الإرترية ومفهوم الوطن والوطنية والوحدة الوطنية على أسس عادله . يصدر من مؤتمر وطني جامع تشارك فيه كل مكونات المجتمع الإرتري وليس فقط القوى السياسية , وتقر فيه ثوابت وطنية تكون سقفا للنظام السياسي الإرتري. أما نقاط الاتفاق مع التحالف تتمثل في إننا نلتقي مع التحالف الديمقراطي باعتباره وعاء سياسي معارض للنظام القائم . ونحن سبق وأشدنا في بيان صادر عنا بالقيادة الجديدة التي اختيرت لقيادة التحالف بالنهج الجديد للتحالف في معالجة قضاياه وكذلك بعثنا رسائل للامين العام للتحالف مشتركة وبيان مشترك مع الاخوه في الحزب الوطني بنفس الصدد. ولكن نحن في جبهة الثوابت الوطنية بطيعة منطقاتنا وأهدافنا تختلف اولوياتنا السياسية عن اولويات التحالف , كما إننا لسنا حزب أو تنظيم بالمعنى التقليدي السائد , لأننا لا نتبنى برنامج سياسي فضفاض يعالج كل قضايا المجتمع الإرتري كما هو مفترض من أي تنظيم أو حزب سياسي . إذ أن أهدافنا تتمحور حول ثلاث قضايا رئيسية وهي السعي لتوحيد صف أبناء الأغلبية المسلمة في أطار كتلة وطنية , كشف وتعرية سياسات التمييز الديني والثقافي التي يمارسها نظام افورقي ضد أبناء الأغلبية المسلمة وكذلك مواجهة مشروع الدولة الطائفي الذي تتباه السلطة القائمة وسياساته القمعية في الداخل . المساهمة في نشر الوعي السياسي لقضايا المسلمين وتوضيح حجم الاستهداف الذي نتعرض له وأهمية وحدة الصف . إلا ترى معي أن إرتريا اليوم مهدده أرضا وشعبا وهذا يتطلب مزيد من الوحدة بين القوى السياسية في الساحة الإرترية لكي ننقذ البلاد أولا؟ نعم اتفق معك بأن البلاد مهدده أرضا وشعبا أكثر من أي وقت مضى لاسيما في هذه المرحلة. وهذا يتطلب تظافر جهود الجميع لمواجهة النظام القائم في الداخل ,لان أي عمل في الخارج يظل ثانوي وغير فعال إذا لم يواكبه عمل جاد ومؤثر في الداخل. كما إن البلاد لا يمكن إنقاذها إلا إذا ما تم إجبار النظام القائم على الخضوع لإرادة الشعب الإرتري.من خلال جهد وتضحيات القوي المعارضة الذاتية دون تدخل قوى خارجية. حيث إن أي تدخل خارجي سيكون له تداعيات كبرى على مستقبل البلاد لا سيما وأن البعض في منطقتنا لا يخفي تطلعاته لاستهداف بلادنا متذرعا بتصرفات النظام القائم , وعلينا أن نعمل بالمثل القائل بيدي ولا يد عمر . ماذا تعنون بالمؤتمر الوطني الجامع ممن يتكون وماهية أجندته ومن يحضره ؟ كما ذكرت أعلاه إن دعوتنا لضرورة عقد مؤتمر وطني جامع نابعة من إيماننا بضرورة إعادة صياغة المفاهيم الوطنية ولا سيما مفهوم الوطن والوطنية والوحدة الوطنية وكذلك الأسس التي تقوم عليها الإرترية وإعادة تأسيس العلاقة بين عنصري المجتمع على مفهوم مواطنه متفق علية تكون ثوابت وطنية مجمع عليها من الطرفين وليس متغيرات. وتكون هذه الثوابت سقف للنظام السياسي الإرتري وليس الدستور. وذلك لان نظام الحكم القائم وخلال أربعة عشر عاما من الحكم بعد التحرير والاستقلال ضرب بعرض الحائط بكل المفاهيم الوطنية الضمنية التي كان متعارف عليها والتي كانت تشكل ثوابت وطنية والتي تأسس عليها النضال الوطني منذ بدايته. وفرض مفاهيم وأسس تتعارض معها وبنى عليها الدولة القائمة ألان مستغلا هيمنته علي السلطة السياسية وكل مقدرات الوطن . بعد إن جير كل تضحيات الشعب الإرتري كله ولمصلحة أمتدادتهم الاجتماعية والدينية والثقافية . وبالتالي وكما هو معروف للجميع فرضوا دولة طائفية تعبر عن تطلعات عنصر التجرنه المسيحي . وعليه وحتى نجنب المجتمع الإرتري مستقبلا تكرار هذا النموذج أو استمراره . لابد من تأسيس العلاقة بين الطرفين ضمن اتفاق وطني مكتوب يطلع عليه الشعب . لأننا لن نقبل بعد ألان أن يتأسس عليها النظام السياسي الإرتري على مفاهيم ضمنية , لأننا لا نريد أن نكون مرة أخرى ضحايا مفاهيم ضمنية غير مكتوبة وغير مشاركين في صياغتها . لذا نحن نشدد على ضرورة عقد مؤتمر وطني جامع يضم ممثلي عنصري المجتمع من كل فئات ومكونات المجتمع بشكل متساو من الطرفين. وعندما نقول من عنصري المجتمع لا نؤسس لتكريس الطائفية. ولكننا ننطلق من حقائق تاريخية تفرض نفسها على الواقع السياسي الإرتري , وتحكم الصراع السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر. والحقيقة التي لا تقبل الجدل إن المجتمع الإرتري منقسم عموديا ما بين عنصر مسلم ومسيحي وان هذه ألمعادله تفرض نفسها بقوه أردنا أو لم نرد على الواقع والمشهد السياسي والاجتماعي والثقافي الإرتري . وذلك لان القوى السياسية الإرترية عجزت في أن تكون أوعيه مقبولة ومؤثره بدليه لهذا الواقع التاريخي الذي يحكم العلاقة بين أفراد الشعب الإرتري. وبالتالي يجب التعامل مع هذا الواقع . وعدم القفز عليه وحتى نصل إلى اتفاق وطني مجمع عليه من القوى الحقيقة للمجتمع الإرتري . أما أجندة المؤتمر تتلخص في مسالة واحده وهي الاتفاق وإقرار ثوابت وطنية محدده غير قابله للتغير تكون سقفا للنظام السياسي الإرتري كله يسمد منها الدستور مواده الأساسية . وتكون تلك الثوابت بمثابة عقد اجتماعي ملزم لعنصري المجتمع لضمان التعايش السلمي في إطار دولة وطنية موحدة . ويمكن أن يضطلع مؤتمر دستوري بعد المؤتمر الوطني الجامع تكون عضويته قاصرة على القوي السياسي وممثلي المجتمع المدني يضطلع بمهمة صياغة دستور للبلاد والأسس القانونية والدستورية وشكل النظام السياسي الإرتري وذلك كله على قاعدة الثوابت الوطنية . ما هي برامجكم للمرحلة القادمة ؟ الحقيقة أن برامجنا في المرحلة القادمة سوف تتلخص في السير بشكل متوازي على صعدينا الأول الاستمرار في برنامجنا السابق لاستكمال ما بدناه من السعي لتوحيد الجهود والصعيد الثاني تفعيلة برنامج استكمال بناء حركة للمقاومة الشعبية في الداخل لمقاومة سياسية القمع والإرهاب والتميز التي وصلت إلى حد لم يعد يطاق ونأمل ان نوفق بمشية الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى