حوارات

كبروم دافلة .. زميل وزير المالية الأسبق لعدوليس : أهمية كتاب برهاني وتسجيله الصوتي تكمن في وجوده داخل البلاد

10-Sep-2018

عدوليس

لا أتوقع اعتقال برهاني لهذه الأسباب.. ولكنني أخشى الحوادث المدبرة -برهاني ابرهي يمضي على خطى الحاج موسى محمدنور ويتودد ابرها -يجب أن نوسع نطاق التضامن مع برهاني حتى لا يتعرض للخطر-

حوار : عبد الله محمود
قفز إسم وزير المالية الإرتري الأسبق برهاني أبرهي كيداني خلال الاسبوعين الأخيرين إلى واجهة الأحداث ، بعد سنوات طويلة من إقالته على خلفية خلافات مع أفورقي حول تجنيب عائدات الذهب .. إسم برهاني أبرهي المقيم داخل إرتريا تصدّر الأحداث عقب صدور كتابه الموسوم ( هقري إرتريا ) أي وطني إرتريا من جزئين وطباعته في الولايات المتحدة ، والذي احتوى على معلومات كثيرة عن ارتباطات افورقي بالموساد والسي اي آيه بالإضافة إلى معلومات عن تركيبته النفسية وقواه العقلية ، الحدث الثاني الذي دفع بأبرهي إلى واجهة الأحداث هو رسالته المسجلة التي نشرها من داخل إرتريا ، عبر وسائط التواصل الإجتماعي ، بمناسبة الفاتح من سبتمبر ، دعا خلالها افورقي لمناظرة علنية حول الأوضاع في البلاد ولإقالته بصورة سلمية وحضارية من خلال الدعوة لانعقاد إجتماع المجلس الوطني المجمد ، بالإضافة إلى دعوته للوقف الفوري لكل الاتفاقيات إلى حين النظر إليها بواسطة المجلس الوطني ..وذهب الإرتريون في الشتات مذاهب شتى في تقييم موقف برهاني فمنهم من وضعه في مصاف الشهيد الحاج موسى محمدنور .. وآخرين وصفوا خطوته بالمسرحية رديئة الإخراج .. فيما رحب البعض بتحفظ ..أما مؤيدي النظام فقد شنوا حملة شعواء على كتابه الذي شبهوه بمنشوات السوشيال ميديا .
لتسليط المزيد من الضوء حول كتاب برهاني أبرهي ورسالته الصوتية وشخصه نلتقي بالأستاذ كبروم دافله المسئول السابق في زارة المالية الإرترية والمقيم حالياً بهولندا
………
بدءاً اشكر موقع عدوليس على إتاحته الفريص للحديث عن وزير المالية الأسبق برااني أبرهي وكتابه الذي صدر حديثاً من داخل الوطن .. انا كبروم دافله درست مجال الإقتصاد ..وناضلت في صفوف الجبهة الشعبية .. عملت مديراً لعدد من مؤسسات الهقدف الإقتصادية مثل همبول وشركة البحر الأحمر لمدة عشرة أعوام.. عملت أيضا في وزارة المالية مديراً للخزينة العامة ، ومديراً لمكتب الضرائب ثم مديراً للخطوط الإرترية .. وكنت على صلة وثيقة بوزير المالية الأسبق برهاني أبرهي خلال عملي داخل الحكومة والحزب وكان رئيسي المباشر .
……….
برهاني ابرهي وزير المالية الأسبق الذي اصدر مؤخراً كتاباً من داخل إرتريا يوجه فيه انتقادات حادة لأفورقي ثم أردفه بتسجيل صوتي تمكن خلاله من توضيح موقفه من جملة من القضايا ، التحق بالجبهة الشعبية عام 1975 ، ودرس في جامعة أديس أببا حاصل على درجة الماجستير في الإقتصاد الزراعي من الولايات المتحدة ، وعمل بعد الاستقلال مسئولاً لمكتب السياسة الكلية في الجبهة الشعبية ، وهو المكتب المعني بوضع السياسات الإقتصادبة للدولة الحديثة على المدى الطويل ، قبل ان يغلق المكتب ثم تقلد مواقع عديدة وكان آخرها وزيراً للمالية لسنوات طويلة قبل إقالته.
من خلال قربك من وزير المالية الأسبق ما تقييمك لشخصيته ؟
رجل هادئ الطبع ، يتحدث بروية وبعد تفكير معمق ، ورجل صلب في قناعاته ومبادئه . لم استغرب لرسالته المسجلة التي وجهها للشعب الإرتري ولأفورقي من داخل البلاد الرسالة ومفادها باختصار (آن الآوان للتغيير) .
حبذا لو سلطت الضوء على محتويات كتاب وطني إرتريا الذي ألفه الوزير الأسبق ؟
أبرز المحاور التي تضمنها الكتاب هي تحليل شخصية افورقي وتركيبته النفسية وقواه العقلية حيث عزا الكتاب سلوك افورقي السياسي ونهجه التدميري للبلاد إلى أوضاعه النفسية المضطربة وقواه العقلية وسلوكه التدميري ، وأكد الكتاب على أن طبيعة شخصية افورقي هي السبب الرئيس لانتهاجه النهج التدميري لكل اوجه الحياة في البلاد .. وأن أفورقي غير مؤهل لتبوء مقعد الرئاسة في البلاد بسبب القصور في قدراته وشخصيته التي شبهها الكتاب بالإعصار.. تكمن أهمية الكتاب في أنه كتب داخل البلاد وأنه مؤلفه ما زال مقيماً فيها بالرغم من المخاطر الأمنية المحدقة ، لو كان برهاني ابرهي مقيماً بالخارج لما اختلف كتابه عن سائر الكتب والمؤلفات المتداولة ، ولكن تحديه لأفورقي من داخل البلاد منح الكتاب قيمة إضافية ..وبرهاني أبرهي من خلال كتابه الصادر من داخل البلاد وتسجيله أصوتي يقتفي نهج الحاج موسى محمدنور رئيس مجلس إدارة مدرسة الضياء الذي صدع بالحق من داخل أسمرا مدافعاً عن المدرسة ودفع ثمن ذلك اعتقالا واستشهاداً داخل المعتقل ، كما انتهج مسلك يتودد ابرها الذي وجه انتقادات حادة لافورقي في مطلع التسعينات من خلال تسجيلات على أشرطة الكاسيت وما زال يدفع ثمن ذلك اعتقالاً لقرابة الثلاثين عاماً منذ قبيل إعلان الاستقلال .. ولم يتمكن بالاحتفال باستقلال إرتريا التي ناضل من اجلها لوجوده رهن الاعتقال في أقبية السجون ..إن كان ثمة اختلاف بين الوزير برهاني والحاج موسى ويتودد ابرها فإنه ينحصر في إلمام برهاني ابرهي التام بالأوضاع داخل الحكومة والهقدف ، حيث عمل في مواقع قيادية في الحزب في المجلس المركزي والمجلس الوطني ثم وزارة المالية ، وهو يتحدث من خلال معلومات من داخل المؤسسة الحاكمة تحصل عليها بسبب ارتباطه بالسلطة ، ولهذا فإن كتابه يحتوي تفاصيل كثير حول طبيعة سيطرة الهقدف على عمل الوزرات وخاصة القطاع الإقتصادي ، بالإضافة لعلاقات أفورقي بالمؤسسات المالية في الخارج .
هل تم اعتقال برهاني بعد نشر كتابه وتسجيله الصوتي ؟لم يتم اعتقاله حتى الآن ( صباح الجمعه ) .
ما الذي يمنع افورقي من اعتقاله ؟
ربما يكون افورقي قد خشي من انتشار الخبر على نطاق واسع ، ولكن برهاني معرض للخطر الآن..
هل تتوقع أن يتم اعتقاله خلال الفترة المقبلة ؟
لا اتوقع ذلك لأن المناخ العام غير ملائم للاعتقال خاصة في ظل التوجه الاثيوبي بإطلاق سراح المعتقلين ،وخوفاً من إرسال الاعتقال رسالة سالبة للمجتمع الدولي الذي تفاعل مع ما يجري في الإقليم ، و حتى لا يعتبر اعتقاله تقويضاً للاوضاع الحالية، لهذه الأسباب ربما لا يتعرض للاعتقال ولكننا نخشى أن يتعرض للخطر التخلص منه أو الانتقام من أبنائه عبر حوادث مدبرة.. ولكنني اعتقد إن برهاني مستعد لمواجهة مصيره اعتقالاً كان أم اغتيالاً .
ما الذي يمكن أن يفعله الإرتريون في الخارج والداخل بشأن برهاني ؟
ينبغي أن نعلن بوضوع وقوفنا وتضامننا معه سواء عبر المواقع الاكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي أو منابر الإعلام الأخرى .. المهم الآن ليس محتوى الكتاب لكن تأليفه وإصداره من داخل البلاد ..كما ينبغي ان نشتري الكتاب ونوزعه على نطاق واسع ولو بشراء اكثر من نسخة وإرسالها إلى أقاربنا وأصدقائنا في الداخل لو تيسرت الظروف لذلك ..و يجب أن ندشن حملات للتضامن معه في الخارج من خلال تبني شعارات (نحن مثل برهاني) أو (كلنا برهاني ).. كما ينبغي علينا السعي لحمايته عبر مخاطبة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان عبر المذكرات والعرائض ومخاطبة الحكومات الغربية وفي الشرق الأوسط بهدف حمايته من التعرض لأي خطر .
لماذ لزم برهاني الصمت طيلة الأعوام الماضية زلم يبح بهذه المعلومات ؟ ولماذا يتحدث في هذا التوقيت ؟
السؤال عن الصمت والسكوت خلال السنوات الطويلة الماضية لا يعنيه لوحده بل يشمل كل المسئولين في الحكومة والهقدف ومن بينهم شخصي ، وتختلف اسباب ومبررات الصمت ولكنني اعتقد انها من بينها اعتقاد خاطئ بأن الأوضاع يمكن ان تتغير للأفضل .. أو اعتبار أن الخلل في دولاب الحكومة والحزب ليس جذري مؤسسي بل عبارة عن إشكاليات معزولة طارئة يمكن حلها، أو ربما للاعتقاد بأن الفساد محصور في نطاقات محددة ولا يشمل بنية الدولة ونظامها ، أو أنماً الأمل في التغيير نحو الأفضل ,,وربما ايضاً بسبب الصراع الإثيوبية الإرترية والانتظار إلى حين تجاوزه للالتفات للأوضاع في الداخل ..عموماً ليس العيب أن تخطئ بل العيب أن تتمادى في الخطأ .
من المعروف أن برهاني كان جزءاً من النظام القائم الذي ارتكب جرائم معروفة ؟
كل من ارتكب جريمة يجب أن يحاسب كائناً من كان ..والصدع بالحق لا يمنع المحاسبة .. لا يمكن أحداث التغيير المنشود إلا عبر إدراك المخطئ لخطئه والعمل على تصحيح الأخطاء وتصويبها من خلال الإعلان عن ذلك . عندما يتأكد المرء من أنه على المسار الخاطئ فينبغي عليه الإعلان عن ذلك بشجاعة… جهر برهاني بالحق في هذا التوقيت أفضل من صمته.. والمهم اكثر جهره بالحق من داخل البلاد .
نعود إلى الكتاب كيف يمكن الحصول عليه ؟
الكتاب طبع في الولايات المتحدة وتم تدشينه يوم االسبت وتم نشر رابط للراغبين في شراءه إلكترونياً ، وسنقوم خلال الاسبوع الجاري بطباعة الكتاب في اوروبا .
وماذا عن التسجيل الصوتي ؟
من خلال معرفتي ببرهاني لا مجال للتشكيك في صوته ن وهي رسالة مهمة جاءت في وقتها تماماً واعتبرها خطوة بإمكانها تعزيز عمل المقاومة في الداخل واستمراراً لكسر حاجز الخوف .
شكراً لك على الإفادات المهمة
شكراً لعدوليس على الاستضافة الكريمة ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى