مقالات

مفاتيح : قبل أن نكون جزاءا من الفشل العام : جمال همد *

21-Aug-2007

ecms

كل الدلائل تقول بوضوح لا تخطئه عين المراقب أن المجتمع المدني الارتري يخطو خطوات جيدة في الاتجاه الصحيح فهو يمتلك الإرادة العنيدة ، والتصميم الأكيد ، والكادر البشري المخطط والمنفذ ،

إلا أن هذه الخطوات تحتاج إلى مصادر تمويل ودعم ، ومساهمات الآخرين والتي فقدت لسنوات طويلة إبان فترة الكفاح المسلح ، فمع إن الثورة الارترية المسلحة خطت أولى خطواتها بمساهمات العمال الارتريين في الداخل والخارج ممثلاً في السودان والسعودية ودول الخليج وكذلك جهود ربات البيوت حاملات الأسرار الثورية ، إلا أن كل ذلك تراجع منذ بداية سبعينات وثمانينات القرن الماضي عندما تدفق الدعم العربي من سلاح وعتاد وأموال وتموينات ، ترافق ذلك مع ازدياد عمليات اللجوء من القرى والحضر للمعسكرات والمدن السودانية وأصبح هؤلاء يحتاجون للمساندة والدعم وتغير دورهم وازداد الأمر سوءاً عندما تساهلت أو ألغت بعض التنظيمات الاشتراك الشهري للعضوية بغية الكسب الجماهيري ولم تطور آليات تنظيم الجماهير وأساليب مساهماتها ، في الوقت الذي لجأت فيه الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا والحزب الحاكم الآن إلى عمليات الدعم الجماهيري لآليات هي مزيج من الترهيب والترغيب وحتى الابتزاز ولا يزال الأمر كذلك . مع أن التطورات المتلاحقة في الصراع الارتري ـ الارتري أخذت أشكال جديدة فلا تزال الأساليب التقليدية سائدة في طرق التعامل مع القضايا المجتمعية والسياسية كما أن العلاقة السالبة لفصائل المعارضة الارترية تدفع البعض للإحجام على مضض عن كل دعم بحجج كثير لامجال هنا لمناقشتها والخوض فيها . ما نطمح إليه هو كيفية التعامل مع معاناة شعبنا وقواه المدنية للارتقاء بعملها بإحياء تقاليد الدعم والمساندة والاستفادة من تجارب الجاليات الأخرى في هذا المجال سواء تلك التي ترزح شعوبها تحت نير الأنظمة الدكتاتورية أو تلك التي يرزح أهلها تحت نير الفقر والفاقة . كما أن طول الاستقرار في البلاد الغربية وحمل جنسياتها أتاح لهم المزيد من الاستقرار المالي والنفسي . لذا بالإمكان أن يلعبوا دورا مهما في الحياة السياسية الارترية الآن ومستقبلا والشواهد على ذلك كثير وصاعقة ، فقد ساهمت هذه الجاليات في حجب الدعم المالي والسياسي عن اسمرا من خلال إفشال المهرجانات السنوية للنظام ، وهذا ما أربك الكثير من الخطط الحكومية أضف إلى ذلك الإجراءات الدبلوماسية الأمريكية تجاه القنصليات الارترية التي ستزيد من قوة انخرط المهاجرين الارتريين في العمل بعيدا عن الابتزاز ، يترافق ذلك مع الخطوات المتزايدة لمنظمات المجتمع المدني الارترية في السودان وسيرها في اتجاه التخصص لإحداث مزيد من التأثير على الحياة السياسية بعيدا عن النضال التقليدي كالجمعية الطبية الارترية ومنظمة رعاية اللاجئين ومراكز البحوث وسويرا لحقوق الإنسان والمراكز الإعلامية … الخ كما استطاعت هذه المنظمات المدنية زيادة رقعتها في التعريف بنفسها مع المنظمات السودانية والشارع الارتري وهنا يقف العامل المادي في طريق كثير من المشاريع والخطط مما يتطلب الدعم العاجل لها من الجاليات الارترية ومن ثم تقديمها للمنظمات الدولية الداعمة . هذا الدعم سوف يحمي هذه المراكز من الاحباطات وكذلك من الوقوع في براثن العمل السياسي اليومي الذي تتصدى له التنظيمات السياسية وكذلك سوف يدفع بالكثير من الطاقات التي تخاصم العمل السياسي من الاندفاع وفقا لتخصصاتها . وبالجملة يمكن القول إن ذلك سوف يؤدي إلى ازدهار الحياة المدنية بعيداً عن الوقوع في براثن السياسي وتساهم منظمات المجتمع المدني الارترية في الحياة السياسية وهي في كامل عافيتها . لا نقترح آلية محددة لهذا الدعم والمساندة . ونترك الأمر لهذه الجهات ….. أخير نقول أدركونا قبل أن نكون جزءاً من حالة الفشل العام .* نشرت في صحيفة الوطن السودانية عدد 17/ أغسطس 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى