مقالات

المشهد السياسي في اريتريا تحت الغيوم التي تلبد احتفالات الذكرى الرابعة عشر للاستقلال- بقلم الأستاذ حسن أسد

24-May-2005

أسد

بينما تشهد دول الجوار لاريتريا في منطقة القرن الافريقي تطورات هامة في اتجاه السلام والتحولات الديمقراطية،باعتبارها شروط استراتيحية للا ستقرار السياسي ومن ثم تحقيق نجاحات ملموسة في مجالات التنمية التي تلبي الحاجات الاساسية لحياة شعوب المنطقة المتطلعة الي الانعتاق من النتائج الوخيمة التي انتجتها الصراعات المتواصلة منذ امد طويل،

وتتصاحب مع هذه التطورات خطوات عملية للتعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة. ما يزال النظام الحاكم في اريتريا يصر على رفض التوجه نحو السلام والتحول الديمقراطي، وتعبر حكومة افورقي عن امتعاضها الشديد من الجهود التي تبذل في سبيل تأمين الامن والاستقرار في هذه الدول وتعمل كل ما بوسعها لاعاقة تلك الجهود وكأنما لسان حالها يقول بانها لاتستطيع ان تعيش الا في مناخ متوتر في هذه المنطقة. وتأتي الذكرى الرابعة عشر لاستقلال اريتريا والشعب الاريتري يرزح تحت ارهاب الدولة التي ينكر رموزها صراحة استحقاقه للحرية والكرامة، ويعتبرون المطالبة بهذا الاستحقاق ارهابا يستوجب تحالف دولي لمكافحته ومعاقبة دول في هذه المنطقة بتهمة تحريض الشعب الاريتري عليه. وفي اطار هذه الفلسفة للنظام الاريتري تنتهك حقوق الانسان في اريتريا، وتفهم الديمقراطية باعتبارها حالة تلوث ورجس من عمل الشيطان، وتعتبر التنمية الحقيقية ترف من شأنه افساد وتمييع لهذا الشعب فيما تعتبر انتاج الحروب وزج الاريترين في محرقتها هو بناء مستقبل مشرق لاريتريا وليس الغرق في مضامين الاستقلال الذي يهدد مستقبل اريتريا وفق فلسفة نظام افورقي!!!!!!!. ووفق هذه الفلسفة يصنف النظام الاريتري القوى السياسية المعارضة له بعميلة (للوياني) العدو الاول لاريتريا بمقتضى فكر النظام الأن بعد ان كان هذا العدو المزعوم ذات يوم الحليف الذي اعان عسكريا الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا ( الثوب القديم للنظام) قبل ان تتحول الي حزب باسم الجبهة الشعبية ل ….امور لاتؤمن بها وتعمل باتجاه مناقض لها تماما،اعانها على التخلص من خصومها السياسين في الساحة الاريترية. ووفق هذه الفلسفة اودع رفاق الامس في السجون عندما اقتنعوا بضرورة اطلاق الحريات و التحول الديمقراطي وطالبوا بها. ووفق هذه الفلسفة يستنكر نظام افورقي الدعوات الناعمة وليست( ضغوط) التي تقدم اليه من الادارة الامريكية لتحسين صورته في مجال حقوق الانسان بلغة التنبيه وليست تحذير كما هو شأن هذه الادارة في حالات اخرى معروفة، يستنكر افورقي هذه اللغة رافاعا رايات مواجهة خطر الارهاب الدولي! عليه وعلى مصالح الولايات المتحدة . ويبدو ان الادارة الامريكية لاتمانع ارهاب الدولة في اريتريا ولكنها تطلب طلي هذه الحقيقة ببعض المساحيق الخادعة وتسعى من ناحية اخرى الي تسوية النزاع الاريتري الاثيوبي في مطابخ سبق وان تم فيها انضاج العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين في المرحلة ما قبل سقوط نظام الدكتاتور الاثيوبي منقستو هيلي ماريام.واذا كان رفض نظام افورقي للاخذ بتوجهات السلام والتحول الديمقراطي الجارية في المنطقة ترتكز على مراهناتذات صلة بازدواجية معايير القوى الدولية في التعامل مع القضايا العادلة في العالم الثالث، فانه يكون قد نسي في غمرة طغيانه واطمئنانه الى تلك المراهنات، بان القوى الدولية لم تكن في اي مرحلة مع الحقوق المشروعة للشعب الاريتري بل وقف بالضد لها ومع ذلك انتصر هذا الشعب في معركة تحرير ارضه. ونذكره في هذه المناسبة بان الشعب الاريتري سوف لن يألو جهدا حتى يحقق الحرية والعدالة والتحول الديمقراطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى