مقالات

في يوم العيد : وقفة مع الذات … خطوة إلي الأمام في الاتجاه الصحيح : علـي محمد سعيد

21-Oct-2007

ecms

أولا : تقبل الله من أهل رمضان الصيام والقيام , وجعل الختام العتق من النار ودخول الجنة من باب الريان ، وعيد سعيد وكل عام والجميع بخير والتحية بهذه المناسبة السعيدة أزفها لكل الذين يعملون لرفعة امتنا بمختلف مواقعهم ورتبهم خاصة الذين يرابطون في الثغور ويقبضون علي الزناد بعيدا عن الأهل والأولاد والأصحاب , وأقول لهم امضوا في الطريق وابشروا فان النصر قريب بإذن الله ولن يضيع الله أعمالكم وسيورثكم الله الأرض من بعدهم لينظر كيف تعملون؟ّ!

ثانيا : جرت العادة أن الناس يتبادلون التبريكات والتهاني بمناسبة الأعياد والأيام السعيدة في حياتهم وتاريخهم الماضي الذي يشكل لهم ذاكرة جمعية وطاقة دافعة للمضي قدما في مسيرة الحياة التي يعيشونها وأنهم في مثل هذه المناسبات يرتفعون كثيرا أو قليلا فوق اللحظة الحاضرة مهما تكن درجة بؤسها وشدة وطئتها , ويتسامي الجميع ولو للحظات وأيام أملا واستشرافا للغد المشرق البهيج , فالنفس الإنسانية لا يمكنها أن تحيا وتعيش إذا استغرقتها اللحظة الحاضرة سيما إذا كانت الظروف حالكة والليالي محلولكة لكن الارتفاع فوق الذات والتسامي فوق الجراحات لعله يخفف الوطأة ويعطي الأمل ومن هذه الزاوية اعتقد بان الذين يمارسون مهمة الكتابة من الزملاء يقومون بهذا الدور فالقلم رسالة وأمانة ولا بد أن تؤدي الأمانة علي النحو الذي ينبغي وفي اللحظة التي تجب .! وفوق هذا وذاك فان الحياة مراحل ومحطات يقف فيها الإنسان مع نفسه متأملا جاردا لحسابات الربح والخسارة لتعزيز الايجابي في قابلات الأيام وتفادي ما كان موضع تعثر وإخفاق واحسب أن رمضان وما صاحبه من الدفعات والشحنات الإيمانية للذين تذوقوا حلا وته محطة جد مهمة للوقوف علي صعيد الفرد والأمة , ومن هذه الزاوية أيضا فهذه وقفة تندرج في السياق المذكور , فضلا عن ان الذين يتعاطون مع الكتابة لا يملكون إلا أن يقدموا معايدتهم إلا بهذا النحو . فكانت هذه وقفة تأمل مع الذات أردت أن أشرك فيها القارئ الكريم الذي يهمه أمر أمته ومستقبلها .إن كل يوم يمر هو خصم من أعمارنا وهو بالتالي نقص وليس زيادة وعليه فان الجرد والوقفة مع النفس ينبغي أن تكون علي مدار الساعة . وبعيدا عن عواطفنا ومواقعنا ومواقفنا فان كل الذين يعملون في صعيد المعارضة والذين يريدون أن يسقطوا نظام افورقي ويقيموا علي أنقاضه نظاما يحترم اختلاف الآراء ويقوم علي التعدد ويقر بالشراكة والسوية والندية والاحترام المتبادل , ويبتعدوا بوطنهم وشعبهم عن العنف والتسلط والقهر ما الذي تحقق علي هذا الصعيد عمليا بالقدر الممكن والمتاح ؟! لا أريد أن يفهم هذا الكلام بأنه يعني جهة بعينها ولا أريد أيضا أن تدعي جهة وبعينها بأنها تحمل كل الهم وكل العبء وان مثل هذا الكلام مصوب إزاءها كلا وألف كلا ؟ ! .أن هذا الكلام دعوة للوقوف مع الذات ومحاسبتها فان الزمن الذي يمكن أن نبرر فيه أخطاءنا ونحمل فيه فشلنا للخارج ونظرية المؤامرة اعتقد إن أسهم هذا الاتجاه آخذة في العهد التنازلي ومن ثم التلاشي فينبغي أن نمتلك الجرأة والشجاعة لمواجهة أقدارنا وقضايانا فا ن السماء لا تمطر ذهبا وان قدر البلاء يدفع بقدر التدافع والعمل وكل من سار علي الدرب وصل مهما طال المسير , فهل نحن سائرون ؟! إذا كانت الإجابة بالإيجاب فالي أين نحن سائرون ؟ وهل في الاتجاه الصحيح وبخطى مدروسة أم نحن تائهون في البيادي والصحاري ؟! .وهل ما أتيح لنا من فضاء للتحرك تم استغلاله بالصورة المثلي ؟! .إننا محتاجون لنشخص أدواءنا قبل غيرنا , ونرص صفوفنا عندما تقام الصلاة ولا ننتظر أن يطوف علينا الأمام صفا صفا ليسوي الصفوف إلا من باب الكمال ؟! .فما الذي يحدث في ساحتنا الارترية حاليا ؟ ! الم نتعلم من تجارب الماضي القريب فضلا عن البعيد ؟! إن الذين كانوا سبب نكبتنا منذ ما يزيد علي نصف قرن من الزمان ما يزالون يفكرون بالعقلية ذاتها وان اختلفت الأدوار وتغير اللاعبون هذا إن تغيروا أصلا فما بال قومي مازالوا في التشظي والوقوف في الموقف غير الصواب في كثير من الأحيان ؟! الم تعلمنا خبرتنا الطويلة في العمل الاجتماعي والسياسي بان المعركة تدار ابتداء بالتخطيط والبرمجة والنفس الطويل والتزود بكل أدوات المواجهة فهل نحن مطمئنون من ذالك ؟! . من خلال المتابعة والمعايشة لا يكاد المرء يطمئن ويريبه كثيرا خطوات التنظيم التي بدأت هنا وهناك وما يرشح من معلومات في هذه اللحظات التي احسب إنها لحظات مخاض عسير تمر بها ارتريا وان حسب الناس بان هذا المخاض قد طال انتظاره ولكن السؤال الجوهري ما الذي أعددناه للمرحلة القادمة ؟! أم إننا سنظل علي هامش الحدث وهامش الفعل والتأثير ونكتفي بالذي يحدده لنا الآخرون وننتظر أن يعتبروننا ويعطوننا ؟ ! . إن ماعلمتناه الحياة وما يقوله لنا الآباء وقاله لنا من عاصرنا من أجدادنا بان هؤلاء الشركاء في الوطن لا يعطون للشراكة معني ولا يقدرون الاحترام غالبا فهم محكومون بعقلية الشك والريب دائما من الشريك الآخر! .فنحن الذين دفعنا ضريبة التحرير أكثر من غيرنا ونحن الذين حرمنا من ثمرات التحرير أكثر من غيرنا ومورس ضدنا كل أنواع الظلم والتهميش في ظل حكومة نظام افورقي الذي يمثل هؤلاء وان تبرموا منه مؤخرا وخرجوا زرافات ووحدانا والتحقوا بركب المعارضة وقناعتي الخاصة إن هؤلاء لن يجدوا أفضل من نظام افورقي اذ قدم لهم خدمة في كل مستويات الحياة الاجتماعية والثقافية , ون كان مثل هذا الكلام لا يرضي الكثيرين ممن نتعاطى معهم الفعل السياسي حاليا في صفوف المعارضة ولكن نؤمن به فيجب أن نقوله فان الكلمة أمانة ونحن رواد أهلنا الرائد لا ينبغي أن يكذب أهله ؟! .وبهذه المناسبة ومن هذا المنبر الإعلامي فإنني ادعوا أولا شركاءنا في الوطن ليعرفوا معني الشراكة ومتطلباتها ويقوموا بحقوقها ويوقفوا متطرفيهم في حدودهم وتكون لهم مواقف واضحة من المظالم التي ارتكبت ضد المسلمين في ارتريا تشريدا وحرمانا وقتلا وسجنا فالاعتقالات والسجون لم تفتح في 18 /9/ 2001 م وإنما فتحت منذ أن وطئت أقدام نظام افورقي اسمرا وأقصي الجميع وأراد أن تكون ارتريا وطنا متجرنا ومن رضي بالتجرنة فمرحبا به ومن لم يرض ليبحث له عن وطن آخر ؟! .وحتي لا يحسب الناس أننا نسينا وحتي لا نعيد إنتاج الأزمة من جديد في مرحلة قادمة علي شركائنا أن يقدروا للشراكة حقها ويرفضوا الظلم مبدءا فلا فرق بين الناس إن وقعت عليهم المظالم إنا لا أريد من هذا الكلام بان القوم لم يتضرروا من النظام الآن وانه قد مارس ضدهم مظالم وأقصي جزءا منهم ولكن اقرأ ذالك في إطار المشروع القائم فالخلاف ليس جوهريا وإلا لماذا لم نسمع بهذه الأصوات قبل الخلاف الحدودي مع إثيوبيا ؟! .أرجو أن يفهم هذا الكلام م بأنه دعوة للمراجعة والانطلاق بصورة صحيحة وتسمية الأمور بأسمائها وقديما قيل :فان الجرح ينفر بعد حين إذا كان البناء علي فسادوليس هذا الكلام دعوة للاصطفافات والمواجهات علي أسس طائفية لان الجميع له الحق ليعيش في هذه الأرض لان الله هو الذي خلقنا مختلفين ديانة وثقافة وليس بإمكان احد أن يجلي الطرف الآخر من هذه الأرض أو يمارس ضده الظلم والإقصاء إلي الأبد فطالما الأمر كذالك فإننا مطالبون جميعا بالبحث عن صيغ تكفل لكل منا حقه وتجعله يعيش مكرما معززا في ارض أبائه وأجداده ونحول هذا الاختلاف إلي عوامل بناء وتكامل وتناظر ومنافسة وليس عوامل إعاقة أو تهميش وإلغاء . ودعوة خاصة إلي بني جلدتنا وبني ملتنا وبغض النظر عن المواقف والآراء والأطر التنظيمية فانه مطلوب منا جميعا أن نكون قدر التحدي ونعضد الاتجاه الايجابي فيما بيننا وان نتغـافـر وان نغلب العام علي الخاص فان لحظات التحولات الكبرى لا يمكن أن تواجه إلا بإرادات وحشد لكل الطاقات كانت هذه خواطر جالت في النفس في يوم عيد الفطر أحببت أن انقلها لإخواني القراء فان كان فيها ما يستحق الوقفة والتأمل والتعامل فذاك رجائي وان جانبت الصواب فهذا قدري أمل أن أوفق في تجاوزه مستقبلا .فهل نحن جاهزون لصناعة الحدث ؟! ولصناعة التاريخ ومن ثم الدخول في سجل التاريخ من أوسع أبوابه ولكن بشرف ووطنية ورجولة إذا كان كذالك و احسب انه بالإمكان فما العمل ؟! وكيف ؟! هذا ما ينبغي أن يقوم به الجميع كل من موقعه حتى تلتقي الجهود وتتحقق الآمال فهل بإمكاننا أن نقف مع ذواتنا وقفات صادقات ومن ثم نخطو إلي الإمام خطوة في الاتجاه الصحيح كلي أمل . ! وقديما قيل :لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيقالا هل بلغت اللهم فاشهد والسلام alisaed30@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى