أخبار

قبردنقل البداية فمن التالي ؟!!

20-Oct-2007

ecms

إن محاولة إغتيال العقيد سايمون قبردنقل نائب مدير جهاز الأمن الإرتري شكلت مفاجأة كبيرة للذي يعرف مجريات الأوضاع في هذا البلد ،

لأن سايمون يعتبر مسئول الأمن الأول الذي يجب أن يحمي الآخرين وليس نفسه وحسب ، ويعتبر الرجل الأكثر قوة ونفوذاً في الجهاز فكل المراقبين يعرفون أن أبرها كاسا مدير الجهاز ما هو إلا واجهة فقط يعمل من خلالها قبردنقل ، ويقال أنه في الفترة الأخيرة كان أبرها كاسا شبه مجمد الصلاحيات وهي طريقة معروفة في إرتريا إخترعها أسياس أفورقي لـتأديب منسوبيه ، حيث يظل الرجل بكامل امتيازاته ولكن في بيته حيث يأتيه الراتب والسيارة ويحتفظ بالمنزل وقد تستمر هذه الحالة شهور ، وقد تمتد إلى سنوات في بعض الحالات .قبردنقل من خلال موقعه من جهة ومن خلال نزعته الفردية القاسية متورط في أكثر من ملف معظمها يتعلق بالقتل أو الاختطاف أو الابتزاز ، لكن كل هذه الجرائم لم تكن هي الدافع وراء إسكات صوته إلى الأبد وذلك هو الغريب في الأمر حيث أن أكثر الروايات دقة تتحدث إن محاولة الاغتيال جاءت نتيجة ترأسه لجنة تحقيق في وفاة غامضة لأحد كبار الرأسماليين الإرتريين من أصحاب العلاقات المتشعبة مع عدد كبير من المسئولين المدنين والعسكريين ، والذي مات بطريقة غامضة مما أستدعي لتكوين لجنة تحقيق بعض إصرار كبير من أهله على ذلك .ومن هنا فإن الرواية ترجح أن يكون وراء المحاولة أصحاب المصلحة من موت الثري والذين لا يرغبون في كشف ملابسات موته ومن هنا فإن قبردنقل عندما وقف في المكان الصحيح لأول مرة فإنه تعرض لمحاولة إغتيال .هذه الرواية تدعمها ما أوردته الفضائية الإرترية عن ملابسات الخبر ، بل الخبر ذاته حيث لم تعتاد الفضائية إيراد مثل هذه الأخبار ، ولكن يبدو أن الخبر كان مقصوداً ليدلل من جهة أن المحاولة كانت فاشلة ، وثانياً أن الملف ستتم متابعته .على كل مع رفضنا الكامل لمبدأ الاغتيال أي أن كان المستهدف ، وإبدال ذلك بحكم القانون والقضاء ، لكن دون شك فإن جنرالات الشعبية ومسئوليها الأمنيين أعطوا الكثير من الذرائع والحوافظ التي تجعلهم عرضة لمثل هذا الخيار .الآن سواء أستطاع قبردنقل أن يمارس حياته العادية أو توفي نتيجة هذه المحاولة فإن الموضوع لن يتوقف على هذا المستوى ، إذ تظل دوافع أصحاب المحاولة مستمرة ، كما ستزداد رغبته أو رغبة غيره في كشف المتورطين وسيكون صراعاً على مستوى الجنرالات والمتنفذين الذين يحتفظ كل منهم بالأوراق المناسبة لليوم المناسب ، وهو ما يدلل أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد . وكما يقول المثل فإن صراع الأفيال تضرر منه الحشائش لذا نقول ما ذنب هذا الشعب المسكين ليدفع ثمن نزوات الكبار ومحصلة صراعاتهم والى متى سيستمر هذا الوضع ؟!!نشرت كأفتتاحية لصفحة ارتريا في صحيفة الوطن عدد 19اكتوبر2007م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى