مقالات

العام الجديد بين الاحتفاء واستخلاص العبر: علي عبد العليم

2-Jan-2010

المركز

أطلت علينا رأس السنة الميلادية الجديدة ، معلنة طي أيام السنة المنصرمة ، ومستشرفة أياما يحتفي بها الناس أملا في أن تكون خير أيام في السعد والهناء ..لقد درج الغربيون علي الاحتفال برأس السنة وبأشكال وأنماط مختلفة وغريبة ، منها ما يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، ومنها ما هو مستهجن في أعرافنا وتقاليدنا السمحة ..

إن إبداء مظاهر الفرح باعتدال وفي حدود الشرع والعرف لا بأس به ، علي أن تتخلله تذكر أن الأيام التي مضت ذهبت بخيرها وشرها ولكن تبقت التبعات ونقص عمر الإنسان ، والفائز من عمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمني علي الله الأماني ، ولم يتبع القول بالعمل ، والمفرط من قصرت به نفسه ، وقعدت به همته عن عظائم الأعمال ، خدمة تتجاوز أسرته الصغيرة إلي وطنه الكبير، فبدد فرص ، وأضاع سوانح كان يمكن أن تسهم في تغيير أوضاع الوطن إلي الأحسن ، وتملأ صحائف حسناته من بعد !. يقول كاريل : ( جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه ، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن ) . إن الاحتفاء بالسنة الجديدة ينبغي أن يكون بعمل ( جرد حساب ) لما تم إنجازه من أعمال خلال السنة الماضية ، فان وجد فيها الإنسان ما يسر حمد الله وعقد العزم علي أن يعمر أيامه القادمات بالإنتاج والطاعات وجليل الأعمال ..علي أن يعمل علي الاستفادة من السلبيات التي انطوت مع كر الأيام وسريانها ، وبقيت آثارها وتبعاتها ، والسعي لتجنب تكرارها ، والانعتاق من تبعاتها بالندم والتوبة إلي الله تعالي ، وخلوص النية أن يجعل الأيام شاهدة له وليست عليه ..إن نفس الشيء – جرد الحساب – ينبغي علي تنظيماتنا وأحزابنا القيام به ، وخاصة التحالف الديمقراطي الارتري ، الوعاء الجامع لكل المعارضة ، إن جلسة للتقييم من الكل مطلوبة ، ووقفة صادقة مع النفس مرغوبة ، لنطرح عليها أسئلة من قبيل :ماهي الفرص المضاعة ؟ ولم أهدرت ؟ ما العبر المستخلصة من ورائها ؟ وكيف نعمل علي تجنب سلبياتها مستقبلا ؟ .. لنعجل بخلاص شعبنا ونضع حدا لمعاناته في ظل الدكتاتورية الغاشمة ..نعم إن العام انقضي بحلوه ومره ، بانجازاته وما أقلها ، وإخفاقاته وما أكثرها ، وتبقت عظاته لمن يتعظ ، دعونا نجدد العهد ونتحلى بفسيح الأمل ، ونتسلح بمضاء العزيمة ، ونحن نشرع في تنفيذ خطتنا لهذا العام الذي أظلنا ، أفرادا وجماعات وتنظيمات .. نتواضع جميعا من مختلف شرائح شعبنا الارتري ، أن نجعل هذا العام عام مقارعة الدكتاتورية الجاثمة علي صدر الوطن الجريح !.وبهذه المناسبة الطيبة ، وبعد أن أزف خالص التهاني للأقلام الوطنية الصادقة ، ووافر الامتنان لحبرها المسكوب خدمة لقضايا الوطن ومكافحة للدكتاتورية ، ادعوها للانخراط في خطة العام لمنازلة الدكتاتورية ، بإرادة صلبة ، قال العقاد: ( ما الإرادة إلا كالسيف يصدئه الإهمال ، ويشحذه الضرب والنزال ) ، ندعو فرسان الكلمة أن يمتشقوا يراعهم ، استنهاضا للهمم ، وتبيانا للحقائق ، وتعبئة وتنويرا للجماهير ، ونصحا ونقدا بناءا للقادة السياسيين ، حتى نصرع بجهودنا المتضافرة ، وطاقاتنا المحتشدة ، ومكامن قوتنا الجمعية ، الدكتاتورية ونجهز عليها ، لنستقبل العام القادم وطنا خاليا من الاستبداد والقهر والتنكيل ..دعونا نتفاءل بسنة جديدة مليئة بالخيرات والبركات وبكل ماهو جميل ، ونستشرف مستقبلا مزدهرا رائعا يحمل البشريات ، والسلام والاستقرار يعم ربوع الوطن الحبيب ، ويشمل سائر القرن الإفريقي ، بل والانسانية جمعاء ..وكل عام والجميع بألف خير،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى