مقالات

أسياس وفوبيا العُمارية .. مقطع من سيرة مناضل صبور نقله / جمال همــد

16-May-2014

عدوليس

الرئيس الذي يستخدم صلاحياته التي منحها لنفسه بشكل قراقوشي ، بإتقان هندسي ودربة أكتسبها خلال نصف قرن من الزمان ، فلكل خطوة لها دلالاتها ، ولكل تاريخ له رمزيته ،وكل شهور له حكاية في ذاكرته ، والأيام محسوبة بدقة وعناية تتناسب وذهنيته المتقدة ، والتي تستفيد دائما من خيال الفنان ودقة الهندسة التي لم يكمل سنواتها الجامعية.الرئيس عندما يعبس تضيق البلاد على العباد ، ولا يدري الطاقم المساعد نوع الخطوة وشكل اللغة ونوع البسمة التي ستتبع ذلك !! وكمال قال مدني :(ويعبس عباس ثم يولي شطر الذي لست أدريلماذا مجرّدَ قولٍ يقود الى القارعة؟لماذا تساءلت يا وارداً كدراًوالجواب لديك ؟وصفُ الجواب لدى القامة الفارعةأحبُّ الخلائق للناس ، عباس رغم العبوس ).

وعبس عباس في وجه محمد علي عمرو ولسنوات طويلة . لماذ عبس ؟ لنتابع قول مؤرخ سير قيادات الجبهة الشعبية : ،،لا مكان للصدفة في كل حركته وهو مشروع المهندس ، لذا فهو الذي يحدد بحيله البارعة ، كل شيء ، ومعه التفسير الحصري لكل شيء ، من لإعتقال محمد عثمان داير في ذاك اليوم تحديدا مثلا . ثم الإعتقالات الجماعية لـلمناضلين محمد عثمان أري و محمود خالد وإبراهيم محمد إبراهيم ومحمد خير موسى ورفاقهم في يوم معلوم ،، . يصًر المناضل السابق أسياس أفورقي ان يسيء لرموزنا وبشكل معلن ، وتحدي سافر ، ويمكن هنا إيراد الكثير من الامثلة ولكن للتذكير نشير لاعتقال المناضل الوطني الكبير احمد فرس وهو في هذا العمر ، وكذا تغيب رموز من الرعيل الاول محمود ديناي و صالح محمد إدريس أبوعجاج وسليمان ذكريا .. الخ ، وسجن الجد وحفيدته أقصد العم يونس وحفيدته الطفلة سهام علي عبده عقابا للأبن والاب !! أي سادية تلك !! ، و ليس ببعيد عن الاذهان عملية سجن القائد المظفر صالح حروي لمدة عقد من الزمان ثم تلطيخ صورته قبيل الإفراج عنه ، ودفع القائد بتودد إبرها للجنون في معتقلة المنعزل !! والأمثلة كثيره .في هذا الايام قبل نيف وعشرون عاما كان الجيش الشعبي يضع اللمسات الأخيرة في دق المسمار الأخير في نعش الجيش الثاني الإثيوبي ،ويعزف لحن الخلاص الابدي من الإحتلال الإثيوبي ، في هذه الايام دون غيرها يتم إستدراج المناضل محمد علي عمارو لتغييبه عن الساحة ، كليا بعد ان تم تغييبه لسنوات جزئيا . المناضل السبعيني فاحم البشرة بملامحه الهادئة والصامتة دون تجهم ، وقد بدت عليها آثار الحكمة والصبر والجلد الطويلين، وإمتصاص الخيانات الصغيرة للرفاق ، وتلمس الاعذار لهم ، هذا المناضل تقول ذاتيته السياسية حسب المؤرخ ما يلي :،، محمد علي عمرو أو عمارو من الشباب الذي ألتحقوا مبكرا بجبهة التحرير الاريترية وشغل مواقع قيادية منها قيادته للمنطقة الرابعة ثم عضوا في القيادة العامة .ثم مؤسسا لقوات التحرير الشعبية – الجناح الاول ، بينما مثل اسياس افورقي الجناح الثاني وقوات التحرير الإريترية ( عوبل ) الجناح الثالث ، الأجنحة الثلاثة التي إندمجت بعد سلسلة من المراحل كانت تدار من قبل لجنة عسكرية يقودها محمد علي عمارو بجانب البعثة الخارجية التي كان يقودها من الخارج عثمان صالح سبي ،، .يتابع المؤرخ ويفصل بالقول :،، بدأت خلافات عمارو مع افورقي اثناء الحوارات بين الجانب الاول والثاني ، واستمرت في فترة الخلافات مع البعثة الخارجية ، والانقسام عن قوات التحرير الشعبية ، ثم ابان الاعداد للمؤتمر التنظيمي الاول في 1977م ، وفي هذا المؤتمر تم إستبعاد من قائمة الترشيحات للقيادة بعد مزاعم قالت بها مناضلة اتهمته فيها بالتحرش ,علما بإن النظام المتبع في تجربة الجبهة الشعبية المؤسسة على المركزية شديدة الصرامة وضع قائمة القيادة والاحتياط مسبقا والتصويت عليها ، ولا مجال لمنافستها أ و وضع قائمة منافسة .وكنتيجة لذلك اعفي من جميع مناصبه القيادية وتم إلحاقه بوحدة قوات الاسلحة الثقيلة كجندي عادي ، وتدرج في وحدته العسكرية إلى ان بلغ بها قائدا لكتيبة متخصصة في المدفعية والدروع . يذكر هنا انه وبعد المؤتمر قد سيطر جناح اسياس افورقي في كل مفاصل التنظيم بعد فترة إضطراب وخروج مجموعة عوبل والبعثة الخارجية وإختراق الجناح الاول وإبعاد قائده بهذا الشكل المهين وبمساندة رفاقع الذين يتجرعوا المرارة الآن في اسمرا ،التي خُيل لها للبعض منها انها ستتقاسم موقع الرجل ، أوتحل محله لذا ساهمت في تنفيذ قرارات أسياس افورقي بحماس منقطع النذير .خلال وجوده في الجيش أظهر كفاءة قتالية عالية جلب له سمعة جيدة ، في أوساط المقاتلين مما أستدعى نقلة لجهاز آخر ، عسى ان يخفف ذلك من سمعته ، حيث تم نقله لجهاز الإعلام كعضوا عادي ،،. ــ ذهن جهنمي هو من إبتدع طريقة نقل المغضوب عنه لجهاز آخر وجندي نفر أو ما يُسمى بـ (المدسكال ) بالتجرنية وتعني حرفيا تجميد نشاط المناضل وتركه يهيم على وجهه لسنوات ـ .وجود المناضل عمرو في الاعلام اعطى الجهاز دفعة قوية وروح جديدة ، ومرة أخرى لا يرضى الامين العام المساعد حينها اسياس افورقي عن هذا بيأتي قراره بنقل لمدرسة الكادر ، و التي عمل بها كمعلم ،حينها كان يقود المدرسة كل من هيلي ولد تنسائي ( درع) المعتقل الآن ، واحمد القيسي رئيس إذاعة المنتدى المعارضة الآن .في هذه الفترة كان التنظيم قد توسع واصبحت مدرسة الكادر ، أهمية أكثر من أي وقت مضى . عليه حاول اسياس ان ينقله لموقع اخر لكن تصدى له الراحل عبد الله داؤد الذي كان مسؤولا عن توجيه المقاتلين وسانده قادة مدرسة الكادر والراحل علي سيد عبد الله ، وكاد الموضوع ان يتحول المسألة الى ازمة ، وإنحنى اسياس الماكر للعاصفة .تلى ذلك أهمية ان يخاطب التنظيم الناس خاصة بعد إنهيار جبهة التحرير الإريترية وخلو الساحة للجبهة الشعبية لذا كان من الضروري تقوية جهاز التعبئة والإعلام في مكتب الارشاد القومي الذي كان يتراسه الامين محمد سعيد ، وكان من الضروري ان يكون محمد علي عمارو عضوا فيه لجهة خبرته ، ولكن كعضو عادي ايضا في القسم العربي الذي كان يقوده الراحل ابو بكر نائب !!.وهنالك ايضا ابدع الرجل وزاد غضب أسياس ، خاصة وان الإعلام حقق الكثيرا من النجاحات التي شكلت نقلة نوعية في الاداء الاعلامي للجبهة الشعبية ، ومن قواعد جهاز الارشاد القومي انتخب للمشاركة في المؤتمر التنظيمي الثاني ، والتوحيدي مع جبهة التحرير الارترية القيادة المركزية) – ساقم ) .و انتخب عضوا باللجنة المركزية ليمثل ذلك استفتاء لصالح الرجل الصامد ، فقد حصل على نسبة عالية جدا من الاصوات ، كانت سببا في ان يقرر الأمين العام ابعاد أو نفي الرجل كليا للخارج ، يذكر ان في هذا المؤتمر أبعد أيضا المناضل رمضان محمد نور من الواجهة ، وبواسطة رفاقه من الجناج الأول . أبعد عمرو من الميدان للمرة الأولى في الثمانينات من القرن الماضي ، لكي يتولي مهمة تمثل الجبهة الشعبية في السودان ، ثم ممثلا للحكومة الارترية المؤقته في السودان ، ثم سفيرا لارتريا في القاهرة ، ثم نيروبي ، واستقر أخيرا كسفير لارتريا لدى نيجيريا . يقول الكتاب للسيرة الذاتية للرجل انه وفي سبتمبر من عام 2013م تقدم يإستقالته لرئيس الدولة رفيقه اللدود أسياس افورقي ‘ وذلك أثناء زيارته قبل الأخيرة لاسمرا ، ألا ان الأخير رفضها وأمر سكرتيرته السيدة سقي مبرهتو ان تبلغ السفير عمارو بإن يتقدم بإستقالته وهو على رأس عمله في السفارة ، وعبر وزارة الخارجية ، عاد عمرو الى موقع عمله وقدم الاستقالة عبر التسلسل المعروف في وزارة الخارجية ولم يُبت فيها حتى تاريخ إعتقاله .يختتم المؤرخ كلامك تاركا الفرصة لي للتعليق ولم أجد ما اقول سوى اللجوء للمثل العربي :(أكلتم يوم أكل الثور الأبيض !!أ ) وأردد في وجوه رفاق محمد علي عمرو قول محمد مدني :(وعباسُ … عباسُيا ايها الناسُعباسُ …. عباسُ صرتم قطيعاًلهـــذا رعــــــى ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى