أخبار

ابو سهيل لعدوليس : لسنا ضد أحد سوى الجبهة الشعبية الباغية، وسوف نقف مع كل صاحب حق ، ومع من يساند أي حق

29-May-2009

عدوليس

اثار اعلان جبهة التضامن الاريترية موجة من التساؤلات والحوارات لجهة تكوينها ورؤاها وتوقيت اعلانها.حملنا الكثير مما نحيط به من اسئلة الشارع الاريتري وتوجهنا للأمين العام لحركة الاصلاح الاسلامي الاريتري ورئيس الدورة الحالية لجبهة التضامن السيد محمد احمد صالح ابو سهيل وكانت هذه الحصيلة … نرجو ان نكون قد وفرنا الكثير من اجابات الجبهة على الاسئلة المطروحة
حاوره : جمال عثمان همد

تحدثتم في بيان التأسيس عن حقوق المسلمين تميزاً دون غيرهم كما تحدثتم عن ما أسماهم البيان بالمستضعفين والمهمشين من هم المستضعفون والمهمشون ؟
لا يمتري أحد في أن جرائم النظام طالت كل الشعب الإرتري ، إلا أنها في واقع الأمر ليست متساوية ، فهناك من يرى أن مشكلته مع النظام أنه دكتاتوري استبدادي ، لم يتمتع معه بممارسة السلطة كفرد ، أو أن وجوده في السلطة ، لم يشبع طموحه ، لكنه غير مستهدف لا في ثقافته ولا في دينه ، ولا في أرضه ، ولا محرومة منطقته من التنمية ، بل كل خيرات البلد مسخر لأهله ، وله السيادة : سلطة وثقافة ولغة وثروة ، و لا أحد يساكنه في أرضه ، ولو شراء ، فضلا عن أن ينتزعها منه عنوة ، كما هو الحال عند المسلمين ، وغيرهم من الفئات المستضعفة والمهمشة ، حتى إن رفاق الأمس كرمضان محمد نور رفض له أن يبني فلته في أسمرا ، لأنها ليست أرضا له ولا لأجداده ، فبناها في مصوع على كره منه . أما الآخر فله حق التملك لأراضي الغير سكنا وزراعة واستيطانا . ومع هذا كله إذا ثبت أنه مظلوم فنحن معه حتى يرفع عنه الظلم . وهناك من يرى (وهم المسلمون ) أنه محروم من كل شيء ومستهدف في كل شيء : حيث شمل هذا الاستهداف من وجهة نظره : الدين والثقافة والقيم والأخلاق والأرض وساكنها : استيطانا وتهجيرا أو سخرة . فأي عيب لو قامت جهة للدفاع عن هذا المظلوم والمحروم من كل حقه ؟ ، وسواء الجهة منتمية إليه دينا وثقافة وأرضا أو لا . وإذا كان هذا الدفاع عن المظلوم يقتضي بالضرورة أن يوصف القائم به بأنه مسلم ، فنحن نعتز بهذا التوصيف . وهل رضا الآخر يستلزم السكوت عن حقنا ؟ ؛ فالمطالبة بالحق ليست اعتداء على الآخر ، وليست خصما علي حقه . علما بأن في بعض تنظيمات جبهة التضامن وغيرها مسيحيين غيورين على شعبهم ووطنهم يتشاطرون مع المسلمين معظم المآسي والنكبات جراء ممارسات النظام ، وهم يسعون مع غيرهم لرفع الظلم عن أنفسهم وعن كل من وقع عليه ، سواء كان مسلما مسيحيا . وينبغي على المسلمين أن يكونوا كذلك . ونحن في جبهة التضامن نقف مع كل المظاليم وكل المستضعفين والمهمشين مسلمين وغير مسلمين وسواء من القوميات أو من أصحاب الأقاليم والمناطق .ونجدد تأكيدنا بأننا لسنا ضد أحد سوى الجبهة الشعبية الباغية، وسوف نقف مع كل صاحب حق ، ومع من يساند أي حق سواء كان خاصا أو عاما .
عبرت بعض الكتابات صراحة عن نفس ديني محرض وأظهرت التضامن كجبهة إسلامية تضم المضطهدين علماً بان هذه الأقلام محسوبة على تنظيمات مكونة للجبهة ؟
لكل حق التعبير بما يشاء عن ما يشاء ، في إطار الموضوعية ومراعاة الآداب . وجبهة التضامن ليست مسئولة إلا عما يصدر عنها رسميا وباسمها ، وبما أننا نقر بالثنائية الدينية والثقافية فلكل أحد أن يعبر عن حق الثنائية التي ينتمي إليها ، وله حق الدفاع عنها : دينا وثقافة وقولا وفعلا وقيما . . دون استهداف أو استعداء أو تحريض على أي طرف . اللهم إلا إذا كان ممن اغتصب حقا ، فيجب أن ينتزع منه ولا كرامة . وهنا أنبه أن الوطنية لا تعني الانسلاخ عن الهوية الدينية والثقافية حتى يرضى عني الآخر ، بل الشراكة الحقيقية في الوطن تعني بالضرورة الإقرار بكل المكونات أيا كانت كواقع والتعامل على أساسها ، في كل الاستحقاقات : أخذا وعطاء . لماذا دعوتم حزب المؤتمر الإسلامي الإرتري دون غيره من الفصائل والأحزاب . وبماذا تعلقون على تحفظاتهم تجاه جبهة التضامن ؟
أولا : لم ندعو المؤتمر الإسلامي لوحده إلى جبهة التضامن . على أن التنظيمات المتقاربة في أطروحاتها وبرامجها أولى عندنا من غيرها ، لأن ذلك أدعى للتوافق والانسجام ، ويرمي إلى تقليل حجم المعارضة : إما رؤى وبرامجا ، أو جسما . أما تحفظاتهم ، فهي تخصهم ، وما علينا إلا أن نحترم وجهة نظرهم .
هل التقيتم بتنظيمات وأحزاب المعارضة الإرترية لشرح أهداف ومرامي الجبهة … وماذا كان رد فعلهم ؟
قبل الإعلان أطلعنا عددا من عضوية التحالف ممن كان في أديس أبابا والخرطوم ، كما تم الاتصال ببعضهم في الخارج ، والبعض الآخر لم نتمكن من إبلاغه لتعثر الاتصال بيننا وبينه وهم قلة . ورد فعلهم كان إيجابيا في غالبهم ، من حيث الترحيب بالفكرة ، وقد عبروا عن ذلك في تصريحاتهم . ولبعضهم مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى توصيف جبهة التضامن بتوصيفات معينة ربما توجد التوجس ، فينصح بنفي التهم عنها عمليا .دعوتم للتحضير لمؤتمر جامع خلال عام ينبثق عنه كيان جبهوي ….. نريد مزيداً من الإيضاح ؟
تم الاتفاق في جبهة التضامن على عقد مؤتمر جامع في غضون عام يضم كيانات سياسية ولفيفا من المثقفين ، ومؤسسات المجتمع المدني ، وذلك بهدف الوصول إلى التوصيف الحقيقي للمشكل الإرتري ، ومن ثم وضع الحلول المناسبة حياله ، وتحديد ما لكل وما عليه من استحقاقات ، وحشد جبهة عريضة تستوعب على الأقل فعاليات معتبرة وطاقات مهمة قادرة لانتزاع حقها دون استجداء .
أبدت الكثير من الأقلام التي تكتب بالتجرينية وتنتمي لأبناء المرتفعات الإرترية ( إذا صح التصنيف ) انزعاجها من قيام الجبهة وتخوفت من أن يكون ذلك مقدمة لاستقطاب ديني اثني كيف تطمئنون هؤلاء ؟
ليس هناك من مبرر للانزعاج ، لأن أبناء (المرتفعات) موجودون في جبهة التضامن يجاهدون ويناضلون من أجل استرداد حقوق شعبهم وفي ذلك دحض لمثل هذه التفسيرات الخاطئة إن لم نقل المغرضة ولا أرى سببا للتخوف .هذا أولا : وثانيا : لأن التكتل من أجل استرداد حق مسلوب أمر أقرته الشرائع السماوية ، والقوانين الدولية ، ولا مواربة في أن البعض وقع عليه من الظلم ما لم يقع على الآخر ، ونحن كإرتريين وبمقتضى الشراكة الوطنية يتحتم علينا ــ مسلمين ومسيحيين ــ نصرة المظلوم أيا كان ، ورد المظالم ، وإعادة الحقوق المغتصبة إلى أهلها . والسكوت عن ظلم الظالم إقرار لفعل الظالم ، ومن ثم هو شريكه في الظلم . وبهذه المناسبة يجب على الجميع تنظيمات وأفرادا تحذير المستوطنين الجدد على أراضي غيرهم تحت حماية أفورقي ، لأن هذا سيؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي ، ويهدد السلم الأهلي . وجبهة التضامن ليست مقدمة لاستقطاب ديني أو اثني ، وإنما هي احتشاد واصطفاف لحق مغصوب ، واستجماع للقوة لاسترداده ، وهي في نفس الوقت تساند المظلومين ، وتناصر المستضعفين أيا كانوا ، وتقر بحق الآخر وتقف معه حتى يتمكن من أخذ حقه ، لكن لا نسمح لأنفسنا ولا لغيرنا الاستطالة على حق الآخرين .
ما هي ضرورات تشكيل الجبهة وبعبارات أكثر وضوحاً ؟ وهل الميثاق لا يلبي ولا يستجيب لمطالبكم ؟
وجود الكتل داخل التحالف وخارجه ، أمر أجازه ميثاق التحالف ، وهذا إقرار بأنه لا يستجيب لمطالب المكونات إلا في حدودها الدنيا. وأساس التحالف هو البحث عن المشتركات ومكامن القوة ؛ لأن كل تنظيم على حدة لا يتمكن من تحقيق ما يريد . والتضامن نوع من أنواع الوحدة ؛ ففيه وحدة المجهود ووحدة الأهداف والبرامج ، ووحدة المواقف والأفكار ، وهذا بلا شك أفضل من تحرك كل تنظيم على حدة . على أن مكونات الجبهة أقرب إلى بعضها في الاستعداد للعمل المشترك وتلتقي عند محطة أفضل من تلك التي تلتقي عندها التنظيمات في التحالف من حيث تشخيص الواقع وأدوات العمل أي الوسائل المطلوبة .ومعلوم أن ميثاق التحالف وضع بطريقة توافقية ، وهو في الجملة ملزم للجميع بموجب التوقيع عليه ، وبالرغم من أنه تضمن أهم المرتكزات الأساسية التي تخص الوطن حاليا ومستقبلا ، فأن القناعة بكل فقراته ليست متساوية عند الجميع ، فالبعض تجده خارج جلسات التحالف لا يتحمس للدفاع عن بعض الفقرات ، لأنه غير معني بها ،. ونحن ــ تنظيمات التضامن ــ نعتقد ، نتمسك بميثاق التحالف ، وندافع عنه بكل ما أوتينا ، ونعتقد جازمين بأننا قوة للتحالف . نعود إلى المؤتمر الجامع … ألا تعتقدون أنكم تشتتون جهدكم بين مؤتمرين؟ أم إن مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه التحالف لا يحقق ما تصبون إليه ؟ وما الجديد والمختلف يمكن أن يخرج به مؤتمركم في العيد الوطني ؟
لا أعتقد أن فيه تشتيتا للجهود بل يمكن أن يوفر وقتا للتحالف باختصار الأطروحات وتقريب وجهات النظر المختلفة ، وتخرج كذلك القضايا من العمومية والتسطيح إلى الدقة في التشخيص ، وتسمية الأمور بمسمياتها ، وهذا خير من أن يأتي كل تنظيم بفكرته على حدة و يطول الزمن . أما النتائج عما سوف تسفر عنه المؤتمرات وجديدها ومختلفها ، فهذا في رحم الغيب . لكن حسبنا أن نجتهد ونخلص في الإعداد لكليهما ونحسن الظن بالجميع ونعتقد أن كلا المؤتمرين رصيد للآخر ، وليس للتضاد والتنافر . والأوفق أن يكون هذا السؤآل بعد عقد مؤتمر الحوار أو التضامن ومعرفة ما تحقق فيه عمليا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى