أخبار

احمد سويرا شاهدا على عصره : شباب إريتريا أغلق مكتب دولة البجا في اغوردات

4-Feb-2011

المركز

حوار:عبد المنعم أبو إدريس-جمال همد :صحيفة الأحداث
احمد اسماعيل الشهير باسم احمد سوير قضى اكثر من ستين عاما وفيا لقضية شعبه في ارتريا وشاهدا على مراحل مختلفة منها كما انه قضى جزء كبير من هذه المدة في السودان الذي وصله فارا من تسلط حكم الامبراطور هيلاسلاسي والذي كان يحكم ارتريا باعتبارها جزء من اثيوبيا

جلست اليه الاحداث في محاولة لاستكشاف التاريخ الشعبي ما بين السودان وارتريا فكانت هذه الحصيلة كيف ومتى بدأ النضال الارتري ؟بداية النضال الارتري كانت بعد الحرب العالمية الثانية عندما انتصر الحلفاء على دول المحور وقرارهم باعطاء الشعوب تقرير المصير وكان من ضمنها ارتريا ليبيا والصومال ,لان هذه الشعوب كانت مستعمرات ايطالية ولذا انتدبت بريطانيا لارتريا تمهيدا لتقرير المصير وهنا سمحت بريطانيا سمحت بقيام احزاب ونقابات وتنظيم مظاهرات في ظل هذا وقبل قيام الاحزاب اجتمع ارتريون مسلمين ومسيحين وكونوا جمعية اسمها جمعية حب الوطن وهي سابقة للرابطة الاسلامية ولكن اثيوبيا التي لديها اطماع في اثيوبيا وقتذاك بثت عمل استخباراتي يقوده قنصل اثيوبيا في اسمرا وتغلل الكونيل الاثيوبي نقه هيلا سلاسي في الجمعية مستخدما نفوذا دينيا ,وهذا جعل الجمعية تنحرف عن هدفها في توحيد الارترين وعندها اصاب الفتور والملل اعضاءها واثمر الامر عن تبني مناصري ضم ارتريا لاثيوبيا قيام حزب اندنيت وهو يهدف لدمج ارتريا في اثيوبيا وحدث رد فعل من المسلمين تحركوا لتاسيس حزب الرابطة الاسلامية الارترية عام 1947 وكان ذلك في مدينة كرن ,وهنا ظهر الصراع واضح بين دعاة الاستقلال والمنادين بالاندماج في اثيوبيا ولذا اخذ تبرز احزاب اخرى مثل حزب التقسيم الذي كان يتبنى اهداف بريطانيا عبر ما سمي بمشروع (بيفن ) وهو رئيس وزراء بريطانيا وقتها بقيام دولة (البجا )التي كان يراد لها ان تضم غرب ارتريا وشرق السودان هل كان هذا معلن عنه ام انه فقط يدور في الخفاء ؟بدأ العمل لهذا وافتتح مكتب لتنفيذ هذا في مدينة اغوردات وجبه الامر برفض من الارتريين جميعا فقام الشباب في مدينة اغوردات باغلاق المكتب ما هو الهدف من محاولات التقسيم هذه ؟كان الهدف اذابة الكيان الارتري بعد ضم جزء منها لدولة البجا والمتبقي يضم لاثيوبيا ولكن المشروع فشل في الظاهر تصدي الشعب الارتري باجماعه ضد المشروع الي جانب بعض الاشياء التي نجهلها من اجندات الدول الاستعمارية وبعد نهاية التقسيم هل انتهى الصراع ؟تبقى الصراع بين اندنيت الساعي لدمج ارتريا لاثيوبيا والرابطة الاسلامية التي تتبنى استقلال ارتريا دون تقسيم او دمج هذا الاسم للرابطة الاسلامية هل هو حزب نشأ داخل ارتريا ام له ارتباطات خارجية ؟الذين قام بتأسيس الحزب ارترين بارزين في طليعتهم الزعيم الوطني ابراهيم سلطان ,ومعه اخرين امثال عبد القادر كبيري اما التاثير الخارجي فقد تزامن تاسيس الحزب مع نشاط حزب الرابطة الاسلامية في باكستان وقد يكون حدث تاثير بالسمع ليس مباشرة ,لكن الامر الرئيسي وفق لوجهة نظري الرغبة الذاتية الارترية للاستقلال في هذا الوقت اين كان تأثير السودان كدولة مجاورة وخاصة في هذا الوقت السودان برز فيه مؤتمر الخريجين؟ كانت هناك ارتباطات اجتماعية وثقافية ودينية ابرزها وجود الختمية في البلدين ومركزها المؤثر في ارتريا وتكريما لهذه الارتباطات قدمت الرابطة الاسلامية المرحوم السيد جعفرالميرغني المقيم في كرن رئيس فخري لحزب الرابطة الاسلامية ولاحقا جاءت اهتمامات السودانيين وخاصة في ظل زيارات السودانيين لارتريا فمن الزيارات الشهيرة زيارة قام بها الصحفي الكبير محجوب محمد صالح (رئيس تحرير صحيفة الايام الحالي ) في عام 1948 وجاء لمتابعة الاحداث هناك وقد تكون مبادرته وقتها ذاتية ومنذ القدم هناك وجود سوداني في ارتريا منذ القدم حتى انه في بعض الاحياء تحمل اسم السودان كما في تسني وفي كرن هناك زيارة قام به حزب الرابطة الاسلامية وقابلوا السيد علي الميرغني والسيد عبد الرحمن ؟هذا الحديث متداول وليس لدي تفاصيل ولكن الثابت ان السيدين لم يكونا يطمحان لتدخل لصالح السودان فقط قدموا النصح لحزب الرابطة ونصحهم بالاتحاد وان لا يتفرقوا المرحلة الثانية وظهور حركة التحرير وجبهة التحرير ؟قبل ذلك الاوضاع تطورت في الصراع الاثيوبي الارتري وكونت الامم المتحدة لجنة تقصي حقائق عن الوضع الارتري بقيادة انتيما تمسون وجاءت البعثة عام 48 وعندما لم تحل البعثة الامر احيلت القضية للامم المتحدة في ظل ارتفاع الاطماع الاثيوبية وارتباطها بالغرب ووجود حزب اندنيت الذي يناصر اندماج ارتريا في اثيوبيا حدثة نكسة في مبدأ تقرير المصير وصدر قرار باتحاد فيدرالي بين ارتريا واثيوبيا من الامم المتحدة في 21 عام 1950 به بعض الجوانب التي تفتح نافذة للحق الارتري وهي ثلاثة اشياء اولها انتخاب السلطة التشريعية الارترية وكذلك انتخاب السلطة التنفيذية وسلطة قضائية مع وجود علم واشارات ترمز لسيادة ارتريا وتحديد الغتين العربية والتجرنينة وتخصيص بوليس وهذه الاشياء يمكنها ان تتطور للاستقلال ولكن اثيوبيا التي وافقت على الاتحاد الفيدرالي حاولت احتواء هذا التطور من خلال الهيمنة المباشرة وتمهيدا لذلك الغت العلم الارتري عام 1958 متجاوزة قرار الامم المتحدة وحلت الاحزاب والغت اللغتين وما يرمز للسيادة الارترية ونتيجة لهذا التطور ظهرت حركة تحرير ارتريا كرد فعل للمخطط بوصفك شاهد على تأسيس حركة ارتريا اروي لنا كيفية قيامها ؟انا جندت في حركة تحرير ارتريا بعد تاسيسها ولكن الذي حدث بعد القرارات الاثيوبية ان ردة فعل شعبي من خلال تظاهرات في ظل صمت الامم المتحدة صاحبة القرار وتطور الامر لتأسيس حركة تحرير ارتريا في الثاني من نوفمبر 1958 بقيادة المناضل محمد سعيد ناود ورفاقه وتأسست الحركة في بورتسودان من كان مع ناود ؟المرحوم ادريس محمد الحسن عضو قيادة الحركة وطاهر ابراهيم فداب وهؤلاء كانوا الابرز من رموز الحركة انت من جندك وكيف تم ذلك واين جندت ؟انا بدأت النشاط قبل الحركة في اسمرا في ظل انشطة الاحزاب متأثرا بالقوة السياسية وهذا امر فيه تفاصيل كثيرة ناس حركة تحرير كانت لديهم معلومات عني من خلال زميلي احمد حسين احمد والذي توفى في لندن قبل خمسة سنوات وارسل للخرطووم المناضل طاهر ابراهيم فداب وكنت وقتها اقيم في الخرطوم وحددت مهمته لمقابلة شخصين ووصل الينا وسال عنا والتقانا ونحن كنا لدينا انشطة ومستعدين والحركة نظمت عملنا ,وقتها كانت الحركة تعمل عمل سري وقرأ معنا اللائحة وفداب هو من جندنا للحركة ,وبدورنا ومن خلال معرفتنا بالارتريين في الخرطوم فكونا فرع لحركة تحرير وكان هو الفرع التالي لفرع التأسيس في بورتسودان انتم كنتم في الخرطوم ما هي علاقتكم مع القوى السياسية السودانية ؟تطور العمل والاهتمام بالقضية ومن خلال لقاءات مع السودانيين تكونت جمعية صداقة سودانية ارترية 1963 وابرز اعضاءها المرحوم ميرغني النصري والمرحوم الزبير عبد المحمود صاحب مكتبة الجامع الكبير في الخرطوم وهو من اكثر المناصرين واضافة اليهم جذبت الجمعية محمد احمد المرضي والصادق عبد الله عبد الماجد من حركة الاخوان ورجل اسمه ذو النون جباره الطيب والاستاذ محمود محمد طه وكان من الفاعلين في الجمعية كما جاء حسن الطاهر زروق ومعه سالم محمد اسماعيل صاحب جريدة اكتوبر والدكتور ناصر السيد وكلهم جاءوا كافراد وليس بتوجيه من احزابهم وتطورت الجمعية عند اعتقال اعضاء حركة تحرير ارتريا السبعة في الخرطوم اثناء حكم عبود 1963 وكنت من ضمنهم وعندها جمعية الصداقة التي كانت سرية تحركت للدفاع عن المعتقلين وكونت مجموعة من نقابة المحامين السوداني فيها النصري وعقيل وعابدين واحمد سليمان محمد حسين وفاروق ابوعيسى ودفع الله الحاج يوسف ووصل عددهم 12 محامي للدفاع عن المعتقلين ولاول مرة اثيرت القضية امام الرأئ العام السوداني ونظمت احتجاجات على محاولة تسليم المعتقلين لاثيوبيا وكتبت الصحف مثل الايام والرأئ العام اللتين خاطبتا السيدين للتدخل في الامر وكل هذا اورده ناود في كتابه تاريخ حركة تحرير ارتريا ووقتها كان السودانيون يناهضون حكم 17 نوفمبر لذا جاء التنسيق بيننا ,وعندما اندلعت ثورة اكتوبر تطور موقف الجمعية لصالح القضيتين وصارنشاطه علني وعريض فعقد اجتماع في حديقة القرشي بين اعضاء الحركة وقادة الجمعية وقررنا الدعوة لمؤتمر قومي سوداني لمناصرة القضية الارترية ووجهت الدعوة للجبهة والحركة وعقد المؤتمر في داخليات المعهد الفني وانبثقت منه الجبهة القومية للدفاع عن شعب ارتريا وصدر عنه قرار دعم ارتريا ونظم موكب التضامن مع الشعب الارتري وهو من قرارات المؤتمر وضم كل فئات الشعب السوداني من مثقفين ونقابين وحزبين وتحرك الموكب من ميدان عبد المنعم الي مجلس وزراء اكتوبر والي السفارة الاثيوبية يحملون مذكرة الشعب السوداني المناصر للشعب الارتري وتسلم المذكرة في مجلس الوزراء الشاعر المرحوم خلف الله بابكر وزير اعلام حكومة اكتوبر وخاطب الموكب وموقفه كان مثل الشعب وقال ( استقلال ارتريا ضمان لاستقلال السودان ,الحرية لنا ولسوانا )وفي السفارة الاثيوبية رفض السفير استلام المذكرة ولكن الرسالة وصلت وصارت القضية الارترية مؤثرة جدا في الشعب السوداني حديث كثير عن مساهمة السودانين في النضال الارتري ولكن ما هي مساهمة الارترين المقيمين في السودان في الاحداث السودانية ؟نحن شاركنا في مظاهرات اكتوبر ومواكبه من خلال جمعية الصداقة السودانية الارترية وليس هناك عمل مباشر من خلال العلاقات الشخصية الملاحظ في جمعية الصداقة انها ضمت سودانيين من اليمين واليسار كيف تم هذا ؟نهج حركة تحرير طرح القضية الارترية للشعب السوداني بصرف النظر عن انتماءاتهم وهم التفوا حول الجمعية اثناء نشاطتكم هناك مساهمات افراد سودانيين دون النظر لتوجهاتكم ؟صار التأثير القضية الارترية في الشارع السودان واضح فهناك مقولة لاستاذ سوداني اسمه حسن وداعة وهو تربوي عندما زار هيلاسلاسي السودان في يوم 24 فبراير عام 1967 قامت مظاهرة ضده ونحن حركنا الناس ووقتها والدة حسن وداعة قالت له (عار علينا يا حسن تستقبلوا هيلاسلاسي الذي يقتل اهلكم في ارتريا )وعندما التقاني قال (يا احمد القضية الارترية دخلت بيوتنا وصارت عند حبوباتنا )وفي احدي اعتقالاتي كنت في القسم الشرقي وقتها كان رئيس اتحاد الملاكمة عبد الطيف محمد عباس جاء لزيارتي فقال له الشاويش ان احمد قضيته سياسية وعليك الابتعاد عنها فرد عبد الطيف ان احمد هذا يمثل نضال الشعب الارتري وانا مستعد لدفع 50 الف لضمانته وهناك كثير من الامثلة علاقتك بعبده دهب ؟كان لعبده دهب كافتريا في المعهد الفني وانا وزميلي احمد حسين عملنا معه وصارت لنا معه صلة ولذلك كنا ندس عنده منشورات الحركة واصبح يهتم بنا واهتمامه جعله يعاملنا كمناضلين وليس عمال وعندما اعتقلت مرة ثانية اخرجني من الحراسة .* نشر بتاريخ الأربعاء 2فبراير2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى