أخبار

الظهور العاصف ورحلة التيه لوزير الغفلة

30-Dec-2012

المركز

عدوليس ـــ 30 ديسمبر 2012م
منذ ان جاء الشاب ثلاثيني وقتها كمدير للتلفزيون اثار كبار (المناضلين المؤسسين) لاعلام الجبهة الشعبية ، وكبار الموظفين لكونه قادم من خارج المؤسسة . شخص ليس له تاريخ نضالي ولا خبرة في مجال الاعلام حسب رأيهم . هذه هي بداية الصراع الذي انتهى بانتصاره بتخلص من ما يُسمى بقدامى الإعلاميين من المناضلين، وسيطرته على والوزارة بمباركة الرئيس .

علي عبده الشاب القادم من الاتحاد الوطني لشباب وطلبة ارتريا ومن قبل من مكتب الرئيس كان يعرف ولا زال بانه ابن الرئيس ، وذات اللقب حظى به صديقه محي الدين شنقب ، الذي يعود إليه الفضل في ايصال على عبده الى هذا المستوى ، فقد خرجا من تحت عباءة الرئيس ، ولقبا كان بـ (عدي وقصى ) ارتريا . هرب محي الدين شنقب واثار هروبه والتزامه الصمت الكثير من الاسئلة انذاك .هكذا ودون مقدمات اصبح على عبده مديرا عاما للإذاعة والتلفزيون في بداية الالفية ، و أبدى كل من مدير الاذاعة وطاقمها عدم التعاون معه (تسفاي قلتا – ويني قرزهير – اعلامية قديمة وزوجة يماني قبراب )، وكذلك المدير المالي والاداري للوزارة سلمون ومدير وكالة الانباء وكذا مدير عام الصحافة والمطبوع .اثناء تفاعل الصراع هذا الصراع سمى الرئيس أسياس نايزقي كفلو وزيرا للاعلام ، وفي إجتماع عاصف بجميع الصحفيين والعاملين بالوزارة القى الوزير الجديد خطبته الشهيرة التى اعلن فيها صراحة بإ ن الرئيس استدعاه من روسيا ، حيث كان سفيرا هناك – لكي يساعده في تنظيف البلاد ، وأضاف مهددا بإنه هو من اصدر أمر إعتقال وسجن مجموعة الـ (15) وامر بإغلاق الصحف الخاصة واعتقال الصحفيين , ثم توعد الجميع بعملية تنظيف داخل الوزارة لان التقارير الواردة اليه تشير الى وجود طابور خامس ، وقد كان حيث قام بعمليات اعتقال شملت عدد كبير من موظفي الوزارة نذكر منهم صالح جزائري وجمع كميل وحامد محمد سعيد و اخرين . اعتقد قدامى الاعلاميين ان مجئ نايزقي كفلو سيعيد اليهم الإعتبار بحكم انه مناضل قديم يعرفهم ويعرفونهم ، بعكس علي عبده الشاب الذي ليس له تاريخ في مجال الاعلام ، ولأن طبيعة الأشياء تقول بعدم استمرار متسلطين في مكان واحد ، قام الوزير نايزقي بالخطوة الإستباقية وطرد المدير من كل على الوزارة . وإلتزم المدير منزله قرابة الشهر وكان علي سيد عبد الله يتوسط بينهم ويتردد بين مكتب الرئيس و وزارة الاعلام .وقطع الوزير الطريق على وساطة علي سيد عبد الله بإن ألتقى بالرئيس ووضعه في إحدى خيارين )انا في الوزارة او هذا الطفل ) فكان إن أختار الرئيس إستمرار الوزير وإقاله المدير (الطفل ) كما يسميه قدامى مناضلي الجبهة الشعبية . أنجز نايزقي كفلو المهمة سريعا مهمة ( تنظيف الوزارة ) ، لتكون الوزارة من نصيب طفل الرئيس المدلل ، وشغل موقعها الأول تحت تسمية الوزير المكلف حتى غاردها غاضبا أو مغضوبا عليه لافرق .ذهب نايزقي كفلو الى منصب مسؤول الحكومات المحلية بديلا للقيادي التاريخي المعتقل محمود أحمد شريفو , ثم مسؤول لشؤون الاديان ،إلى ان هرب بعد ذلك ومات في منفاه ورفض الرئيس استقبال جثمانه ليدفن في قريته ، لكونه أدلى بمعلومات للمخابرات البريطانية او الامريكية ، وذلك بعد ان هددته المخابرات بانه سيقدم للمحاكم الدولية وخُير بين اكمال علاجه في بريطانيا او المحاكم ، حسب ما يردد في مجالس أسمرا السرية .لم يتردد الوزير علي عبده في تصفيه الحساب وسريعا مع كل الذين ساندوا سلفه نايزقي كفلو ن فكان طرد ويني قرزهير مديرة قسم التجرينا باذاعة صوت الجماهير وكذلك مدير الاذاعة تسفاي قلتا ومدير وكالة الانباء ومدير عام الصحافة والمطبوعات والمدير المالي والاداري للوزارة واخرين في مناصب اخرى , وقام بتصعيد صحفيين صغار ليس لديهم خبرات الى مناصب عليا في الوزارة وسجن العديد من الصحفيين في عهده لاسباب غير معلومة وهرب الكثيرين نتيجة اتباعه لسياسة التمييز في برامج تأهيل الصحفيين في الداخل او الخارج بالاضافة الى اتهام الصحفيين العاملين بالوزارة بالتخابر مع جهات اجنبية وهناك من تم سجنهم بحجة انهم فكروا بالهروب السجن وهذه سياسة معمول بها في ارتريا استنادا على معلومات المخبرين .بعد ان استفرد علي عبده بوزارة الاعلام طفحت في عهده ظاهرة تقديس صورة الرئيس وتكرار صورته على مدار اليوم في التلفزيون مصحوبة باغنيات تمجده شخصيا – وفي لقاء مع اذاعة صوت امريكا قال علي عبده مقولته التى اصبحت شعارا لانصار الرئيس – (نحن الرئيس والرئيس نحن! ) . كما سعى الوزير الشاب لخلق مركز قوى جديده يعتمد عليها بديلا لما يُسمى بشبـريحة ( المناضلين القدامي ) الذين هيمنو ا على الوازارة طويلا ، كما فرض بإن تتصدر صورة الرئيس وبي حجم كبير كل مكاتب الوزارة وبجانبها صورته ، أيضا كرس عبده طوال سنين وجوده في وزارة الاعلام عدد من كبار الشخصيات في الحزب والحكومة والجيش بإظاهرهم عبر الفضائية أو من خلال الإذاعة الرسمية ، وبذا استطاع ان يخلق شبكة علاقات عامة قوية من جهة وفرض شخصيته الطاغية من جهة أخرى مستفيدا من عرقته الشخصية بالرئيس . كما فرض طوق على مكتب الرئيس بحكم عمله السابق فيه والسيطرة على المعلومات التى تاتي اليه او تخرج منه. ، كل تلك السياسات التي فرضت هيبته أكسبته ايضا عداء كبار رجال الحزب وقادة الأمن والجيش .,ومن ضمن الاخطاء القاتلة التى وقع فيها ارساله لصحفيين الى الصومال مع القوات الخاصة وهما – صالح قاما والمصور تسفا لدت- والذين اعتقلا هناك وكانا اكبر دليل قدمته اثيوبيا على تورط ارتريا في الصومال . اثار كل ذلك سخط العديد من المسؤولين – عبر عن ذلك احد كبار قادة الجبهة الشعبية في احد اجتماعات التنوير السياسي التى يعقدها الحزب لوزارة الاعلام مستنكرا سياسة التمييز التى تتبع في الاعلام واستنكر ايضا تقديس صورة الرئيس قائلا ان هذا ليس من ثقافة الجبهة الشعبية ولا يعبر عن تقاليدها .ومنذ ذلك الوقت ادرك علي عبده ان خصومه سيفتكون به لمحالة ، وحاول ان يعيد ترتيب أوضاعه إلا ان الزمن لم يسعفه خاصة بعد تفجر خلافات بين الجنرلات ووزارة الدفاع وكتب الرئيس .إختفاء علي عبده لم يكن وليد لحظة او طارئا فهو ادرك انه لن يستطيع ان يصمد حتى النهاية في لعبة الرئيس التى ظل يمارسها طوال حياته والتى تتمثل في جعل المسؤلين يتصارعون فما بينهم بينما هو يبقى الحكم والفيصل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى