أخبار

رؤية إرترية لحل أزمة دارفور: السودان وإريتريا يتفقان على تكوين لجنة مشتركة

13-Nov-2008

المركز

اتفق السودان و إريتريا على تكوين لجنة مشتركة بين البلدين يناط بها البحث في ترقية وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والسياسية. وأجرى الرئيسان البشير وأسياسي أفورقي مساء أمس ببيت الضيافة بالخرطوم مباحثات

تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين بعد أن شهدت تطورا في كافة الجوانب عقب اتفاقية شرق السودان. وقال دكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية في تصريحات صحفية عقب المباحثات أن المباحثات تطرقت للأوضاع في دارفور وملتقى أهل السودان الذى شرف جلستة الختامية الرئيس الإريتري ودعم بلاده للمبادرة العربية الافريقية بقيادة دولة قطر. واشار د. مصطفى أن المباحثات تناولت الأوضاع الاقليمية في المنطقة حيث تم التأكيد على أهمية معالجة المشكلات الحادثة في هذه المنطقة سلميا والتفكير في خطة لتنمية المنطقة وربط الدول بعد معالجة مشاكلها بالعلاقات الإقتصادية والزراعية والتجارية .وأعلن دكتور مصطفى عثمان أن الرئيس عمر البشير سيشهد الأسبوع القادم بداية العمل في الطريق الذي يربط السودان بإريتريا والذي تنفذه دولة قطر دعما لسلام الشرق. وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه اريتريا لإقناع الحركات المسلحة للمشاركة في مفاوضات قطر أوضح سيادته أن تجربة إريتريا ظهرت من الاتصالات التي جرت في مباحثات سرت العام الماضي حيث لعبت اريتريا دورا إيجابيا في المباحثات بالإضافة الي الاتصالات التي جرت بعد ذلك مع الحركات المختلفة مشيرا الي أن دور إريتريا كان إيجابيا وداعما للحل السلمي لقضية دارفور مضيفا أن الرئيس الاريتري أوضح أنه على اتصال وتنسيق مع دولة قطر لإنجاح المباحثات التي ستنعقد في الدوحة.وفي ذات السياق استقبل الرئيس الاريترى اسياسى افورقى بمقر اقامته بالخرطوم مساء أمس الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية وقال د. نافع فى تصريح (لسونا ) ان اللقاء تطرق الى العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة دفعها مشيرا الى انه تم التامين على ان الاوضاع الان فى احسن حالاتها ولكنها ما زالت هى اقل من الطموح وامال الشعبيين مؤكدا حرص الجانبين على تطويرها الى افاق ارحب فى كافة المجالات وقال د. نافع ان الرئيس الاريترى اكد ان مبادرة ملتقى اهل السودان هى خطوة عملية ناجحه فى ان يكون الحل لكل قضايا السودان بايدى سودانية وان ما خرجت به من قرارات ومنهج تكون دفعة قوية لحل ازمة دارفور.وكان الرئيس الارتري أسياس أفورقي ووفد عال المستوى قد بدأ زيارة رسمية أمس الأول الى الخرطوم تستغرق يومين أجري خلالها مباحثات مع نظيره رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت وقادة الأحزاب السياسية السودانية ،ويتوقع أن تكون أسمرا قد طرحت خلال المباحثات رؤية شاملة لحل الأزمة السودانية خاصة في دارفور .كما شارك الرئيس الاريتري في الجلسة الختامية لملتقى أهل السودان بقاعة الصداقة التي عقدت أمس والقى كلمة وصف فيها الملتقى بأنه حل سوداني سوداني يبعد القضية عن التدويل.زيارة من شقين .وأبلغ مستشار الرئيس الاريتري ومسؤول التنظيم في الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة الحاكمة في اريتريا عبدالله جابر ( السوداني) ان زيارة افورقي للخرطوم كان مقرراً لها منذ فترة سابقة وانها تحمل شقين من القضايا حول العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأسمرا وسبل تطويرها وتعزيزها ومناقشة الأوضاع في دارفور بايجاد حل شامل وعادل لها ضمن الحل الشامل لقضية السلام في السودان ، مجدداً تأييد بلاده لاية مبادرة حتى ان لم تكن ضمن الجهات التي تقودها ، لكنه نوه الى ان السودان يمر بظروف خطيرة وبالغة التعقيد تحتاج حلاً من السودانيين انفسهم ، وقال ان افورقي سيطرح رؤية شاملة على المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شريكا الحكم وبقية القوى السياسية للتباحث معه حول حل مرضٍ لكل الأطراف بمعالجة جذور المشكلة السودانية ، نافياً ان تتقاطع رؤية بلاده مع المبادرات المطروحة في الساحة سواءاً اقليمية أو دولية ، وقال ( اذا تم قبول ما سنطرحه يمكن ان يتم التنسيق مع المبادرات الاخرى الاقليمية أو الدولية) ، وتابع ( هذه فرصة تاريخية توفرت للسودانيين للخروج برؤية وحل شامل لقضية السودان في دارفور وبقية أجزاء البلاد ) .توفر ارادة وأشار جابر الى ان الدور الخارجي في القضية السودانية لا يعتبر الأساس في الحل ويمكن ان يعقد الاوضاع ويجلب مشاكل اخرى ، وقال ( حتى لو ايدنا الدور الخارجي فاننا نرحب به كدور ثانوي وحل قضية السودان في ايدي ابناءه اذا توافرت لديهم الارادة السياسية وليس بتجزئة الحلول ) ، مشيراً الى ان وفدا من بلاده شارك في ملتقى أهل السودان وطرح وجهة نظر أسمراً في المشكلة السودانية ، وربط مشاركة الحركات المسلحة في دارفور في أي مبادرة داخل السودان بتهيئة المناخ السياسي ووجود رؤية مشتركة من شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية واشراك الآخرين في الاعداد الجيد لتحقيق الاجماع ، وتابع ( القضية تحتاج الى تضحية ونبذ الحزبية الضيقة لتحقيق الاجماع من كافة القوى السودانية ) ، ملمحاً الى امكانية استضافة بلاده لاي حوار سوداني – سوداني ، وقال ان ذلك يعتمد على ما يمكن الاتفاق عليه في الرؤية التي سيقدمها الرئيس أفورقي ، واضاف ان بلاده تسعى لحل جاد وشامل لان السودان يمر بوضع خطير للغاية يتمثل في الانتخابات وموعد الاستفتاء على تقرير المصير للجنوبيين وكيفية تحقيق وحدة جاذبة بين الشمال والجنوب ، وتابع ( لابد من النظر الى هذه القضايا والتعقيدات بشكل جاد وبمعالجات شاملة وجذرية ) . ملفات شائكة ووقف سفير السودان باريتريا صلاح محمد الحسن على كامل الترتيبات المعدة لزيارة افورقي وافاد في تصريحات له بوزارة الخارجية امس ان الجانبين سيبحثان العلاقات الثنائية ,ملفات المنطقة ,سلام دارفور ,آلية داكار وما وصفه بالاستهداف من قبل محكمة الجنايات الدولية للسودان .واضاف الحسن ان دولة اريتريا من دول الجوار المشاركة في آلية قطر .كما انها من الدول التي تولي اهتماما بشأن سلام السودان ,وكان لها دوراً فاعلاً في نجاح اتفاق سلام الشرق . وعوّل الحسن على دور اريتريا في توحيد حركات دارفور المسلحة لوجود مكاتب لبعضها في الأراضي الاريترية، مؤكدا بان الفصائل الموجودة هناك لا تستطيع عمل أي شي ضد السودان .بإعتبار ان أسمرا تفرض سيطرتها عليها .وفي أسمرا قال الوزير المفوض بالسفارة السودانية لدى اريتريا عبد الكريم احمد يوسف في تصريح لـ(السوداني ) ان الهدف الرئيس للزيارة للسودان مناقشة عدد من الملفات بين الدولتين تتمثل في قضية دارفور والجهود السلمية لحل الأزمة و القضايا ذات الصلة بازمة الاقليم ,العلاقات السودانية التشادية ,تطورات الأوضاع في القرن الافريقي خاصة الصومال . واشار المفوض بسفارة السودان للدور الذي لعبته أسمرا في اعادة العلاقات بين الخرطوم وانجمينا لسابقاتها .وفد رفيع من جانبه قال مدير ادارة المراسم بوزراة الخارجية السفير علي يوسفواشار بان الوفد المرافق لرئيس اريتريا الذي يضم عددا كبيرا من اعوانه ووزرائه بينهم مستشاره يماني قبراب ووزير الخارجية وعدد آخر من المسؤولين . سيجرون مباحثات مع رصفائهم. و قال الباحث في شؤون القرن الافريقي جمال همد في تصريح لـ(السوداني ) ان أسمرا لها علاقات مع الحركات المتمردة بالاقليم .مبينا انها ابدت قلقا على التحركات التي تقودها جامعة الدول العربية لجمع الفصائل الدارفورية الامر الذي دعا مسؤول الاتصال التنظيمي بالحزب الحاكم في اريتريا لقيادة تحركات في هذا الاتجاه . واعتبر همد ان قضية دارفور اخذت حالياً البعد الدولي وليس الاقليمي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى