أخبار

صحيفة السوابق الاريترية!

26-Mar-2006

سفاري

خاص (سودان سفاري):
لم يقل احد حتى الآن، أن الشرق ليست له قضية. لم يقف احد حتى الآن في وجه أهل الشرق، وهم أصحاب حقوق غير منكورة، للجلوس مع المؤتمر الوطني

أو حكومة الوحدة الوطنية في مفاوضات سياسية مباشرة لانتزاع حقوقهم “بالسياسة والمنطق”، وكما قلنا من قبل ونقول الآن ، أن أهل الشرق – للأسف الشديد- فشلوا حتى هذه اللحظة في تكوين صف وطني واحد مفاوض باسمهم جميعا، هم حتى الآن جل تركيزهم على الضامنين والشهود الأجانب ، والرعاة الدوليين ، فبعد أن رضوا بالقائد القذافي ضامنا وراعياً، وعاصمته طرابلس مقراً ومكاناً، مارست الجارة اريتريا ضغطا مباشرا على بعضهم استندت فيه على “مكرماتها” وعطاياهم عليهم بل وكان هناك مسؤول أريتري رفيع خاطب منسوبي وقادة جبهة الشرق في مدينة اريتريا ، صارحهم فيها – كما قالت الأنباء – بأنهم ضعفاء ، وفشلوا حتى الآن في تسخين جبهتهم كما ينبغي ، وأشارت أنباء موثقة ، إلى أن النقد الذي وجهه المسئول الاريتري الرفيع كان بدرجة التقريع المصحوب بالشتم اللازم لمن لا يستمعون للتعليمات الاريترية! . اريتريا إذن لا تزال تضع أيادي زرقاء في الشأن السوداني، وعندما قيل قبل اشهر قليلة أن المسئولين الاريتريين الذين حطت طائرتهم فجأة في مطار الخرطوم جاءوا لإغلاق الملفات القديمة ، وشطب السوابق التي لا تحصي في سجلها تجاه السودان، أشاح كل المراقبين بوجوههم وعقولهم معا، مدركين أن الخطوة ليست سوى لعبة جديدة من ألاعيب افورقي ولكن الخرطوم الرسمية أحسنت وفادة الوفد ، وأجرت المباحثات اللازمة ، وخرجت البيانات المشتركة ، وعلت الابتسامات الوجوه. ثم لا شيء غير ذلك. وكان واضحا حينها أن حكام اريتريا يشعرون بهواجس أمنية تهب عليهم من جارتهم إثيوبيا، ولا مناص سوى محاولة الاحتماء بالسودان، لأن التجربة السابقة لهم مع إثيوبيا كانت ابلغ. وقبل شهور قالت أنباء ، وبعد الخطوة المشار إليها- أن وفودا اريترية رفيعة تجوب مناطق دارفور، وتلتقي بالمتمردين ، وتنسق مع الجارة تشاد ولكن الخرطوم الرسمية أمسكت عن التعليق ثم جاءت أنباء أكثر تأكيدا وتوثيقا تقول أن إسرائيليين وبتسهيل اريتري كامل التقوا قادة متمردين من دارفور في العاصمة الاريترية اسمرا، ولم يكن احد في حاجة إلى معرفة محتوى لقاء كهذا فهو بالتأكيد لن يكون لقاء “للتحية والمجاملة”! . الآن ، آخر ما اتجهت إليه الأصابع الاريترية، وهي ترى مفاوضات أبوجا تقترب من نهاياتها وترى الحركات المتمردة كحركة التحرير بزعامة اركوي تخطب ود الأحزاب السياسية وتسعى للتنسيق معها، لم تجد أمامها سوى آخر الأوراق.. في الشرق ، فأجرت لقاء اقل ما وصفته به بعض المصادر الدبلوماسية المطلعة أنه لقاء لتوجيه الأوامر والتعليمات، إلى من ؟ للأسف الشديد إلى قادة سياسيين من فصائل وجبهة الشرق. ولعل اللوم هنا ليس موجها لهؤلاء القادة السودانيين لكونهم احنوا رؤوسهم واستمعوا وأصغوا جيدا لأجانب، فهذا يرجع في الأساس للمبادئ والقيم التي يتحلى بها أولئك القادة ، لا يعلمها لهم معلم ،ولا يجدونها مكتوبة عندهم في كتاب من الكتب ، هي محض تربية وطنية فطرية، ولكن اللوم يوجه إلى آن قادة الشرق يشعرون بالإذلال من محادثاتهم ومفاوضاتهم مع الحكومة السودانية ولا يشعرون بذات الشعور حين يجري توجيههم والتنسيق معهم ضد بلادهم!!شيء مفزع حقاً! ولهذا بات واضحا الآن أن اريتريا فعلت كل ذلك وهي تبحث عن دور، بأي ثمن لتكون حاضرة على مائدة مفاوضات سودانية. ويبدو أنها أمنيات اريترية شديدة الإلحاح عليها، وهو أن تدفع بآلياتها العسكرية وتعبث في شرق السودان، وتحدث بعض الدمار – كما قال احد قادتها العسكريين ويحمل رتبة الكولونيل – حيث طمأن قادة فصائل الشرق بأن مدفعيتهم الثقيلة ستعمل معهم بفاعلية، فإذا ازدادت سخونة المنطقة ، رضخت الحكومة وجلست مع جبهة الشرق في طاولة مصنوعة من أخشاب اريترية ، وفي اسمرا .. و تكون اسمرا، وافورقي هم الضامنين للاتفاق السياسي! كل هذا تعلمه الحكومة السودانية، وهو أمامها واضح كالشمس ، ومحسوب بدقة ، في ذات الوقت فان أهل الشرق يتجهون لتخريب بيوتهم بأيديهم .ولهذا فان الوضع في شرق السودان يبدو مرشحا لسيناريو من الصعب أن يكون في صالح النظام الاريتري مطلقا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى