أخبار

في ندوة العلاقات السودانية الإرترية : مساجلات ساخنة بحضور السفير الإرتري بالخرطوم

11-Jun-2008

المركز

رصد: عدوليس
شهدت ندوة العلاقات السودانية الإرترية ،التي نظمها مجلس الصداقة الشعبية العالمية اليوم الأربعاء في الخرطوم ، بحضور السفير الإرتري عيسى أحمد عيسى ،مساجلات سياسية ساخنة و اتفق خلالها عدد من الخبراء السودانيين على أن قرار الحكومة السودانية بحظر نشاط المعارضة الإرترية يعد خطأً استراتيجياً ولا يصب في مصلحة السودان .

ودعا عدد من المتحدثين الحكومة السودانية لتبني مبادرة سلام بين الحكومة الإرترية ومعارضيها بمثل ما فعلت إرتريا في اتفاقية شرق السودان .موقف انتهازيووصف السفير محجوب الباشا -أول سفير في أسمرا بعد اتفاقية الدوحة -الموقف السوداني تجاه المعارضة الإرترية بالإنتهازي مبيناً انها تستضيفها عند حدوث القطيعة مع إرتريا ثم لم تلبث أن تطردها عندما تتجه العلاقات نحو التطبيع ، ووجه الباشا في ورقته التي قدمها عن العلاقات السياسية بين السودان وإرتريا انتقادات لنهج الحكومة السودانية في تعاملها مع الشأن الإرتري مبيناً أن إرتريا تفوقت على السودان و استطاعت توطيد علاقاتها مع المجتمع السياسي السوداني بأطيافه المتعددة بينما فشلت الحكومة السودانية في ذلك نتيجةً لسياساتها المضطربة وأوضح إن من حق الحكومة السودانية بموجب التطورات التي تشهدها الساحة الدولية إقامة علاقات مع المعارضة الإرترية في السودان وخارجه .واستعرضت الورقة المراحل التي مرت بها العلاقات بين البلدين بعد الإستقلال مداً وجزراً مشيرةً إلى أن إرتريا كانت تبادر بالعداء رغم كل الوساطات لإصلاح ذات بين البلدين وأورد احتلال همشكوريب وغزو كسلا عام 2000م كشواهد لهذه الإعتداءات .مبادرة حوار بين ارتريا ومعارضيهامن جانبه أبان الأستاذ محمد المرتضى الخبير الأممي بأن طرد المعارضة الإرترية من السودان يتعارض مع القوانين الدولية ولا تقره الأخلاق السودانية التي تتميز بحسن الضيافة موضحاً أن إرتريا لم تطلب من الحكومة السودانية ذلك كما أنها لم تقم بطرد المعارضة السودانية التي تتحرك في أراضيها تعاملاً بالمثل .ودعا الحكومة السودانية إلى تبني مبادرة للحوار بين الحكومة الإرترية ومعارضيها بما يسهم في حل المشكل الإرتري ، منتقداً الوساطة الإرترية في أزمة دافور وشرق السودان موضحاً أنها تتذيل دول العالم في الفقر وأن على السودان القيام بدعمها حتى تنهض وذكر أن إرتريا ارتكبت خطأً استراتيجياً بعد الإستقلال بأن أصبحت مخلب قط لتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان .غياب النظرة الاستراتيجيةالدكتوره إكرام محمد صالح الأستاذه في جامعة الزعيم الأزهري وجهت انتقادات قاسية للنظام الإرتري واتهمته بتهميش المسلمين وتوطين المسيحيين في مناطقهم وإيقاف برنامج العودة الطوعية وأعربت عن استيائها لغياب استراتيجية واضحة في تعاطي الحكومة السودانية مع الشأن الإرتري مبينةً أن الحكومة السودانية قدمت المعارضة الإرترية كبش فداء لتطبيع علاقاتها مع النظام الإرتري وتساءلت هل إغلاق مكاتب المعارضة سيعيد الثقة المفقودة ؟ودعت إكرام الحكومة السودانية إلى فتح الملف الأمني ومراعاة المصالح الاستراتيجية لشعبي البلدين وأن تتعامل بالمثل وأبدت استغرابها من احتفاظ إرتريا بكروت تتمثل في المعارضة السودانية فيما فقد السودان الكروت التي كانت في متناول يده ووصفت صناع القرار في السودان بفقدان البوصلة .تحذير وحذر الأستاذ الزمزي بشير مدير المركز الإفريقي للتنمية البشرية الحكومة السودانية من مغبة دعم أي تغيير للنظام الإرتري ينطلق من إثيوبيا مشدداً على أن ذلك سيفاقم الخطر الإثيوبي تجاه السودان ونفى وجود معارضة إرترية في السودان .من جهته نفى الأستاذ محمدنور يحي رئيس تحرير إرتريا الحديثة الإتهامات التي وجهها المتحدثين للنظام الإرتري وقام بسرد جهود الحكومة الإرترية في دعم الإستقرار في السودان .أوراق الندوةالأستاذ إدريس محمد سعيد من جمعية الإخاء السودانية الإرترية قدم ورقة عن التواصل الإنساني بين الشعبين الإرتري والسوداني مستعرضاً عمق الأواصر الإثنية والتداخل الإثني بين القبائل في شرق السودان وغرب إرتريا وأوصى بضرورة التنمية في المنطقين بما يحقق التكامل والتواصل .الأستاذ حسن كنتيباي عضو البرلمان السوداني عن جبهة الشرق في ورقته التي قدمها عن العلاقات الإقتصادية أعرب عن طموحاته في التعاون السوداني الإرتري في مجال الطاقة والإتصالات والمياه وغيرها بما يحقق الرفاه للبلدين .من جانبه استعرض د.فيصل صالح رئيس جمعية الإخاء السودانية الإرترية في ورقته التي قدمها عن الدبلوماسية الشعبية ودورها في توطيد العلاقات بين البلدين استعرض الدور الذي قامت به جمعية الإخاء السودانية الإرترية منذ تأسيسها داعياً الدولتين لرعاية مثل هذه الجمعيات حتى تستطيع القيام بدورها .يذكر أن الندوة قد افتتحت بكلمة من الأستاذ أحمد عبدالرحمن الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية مبيناً أن العلاقات بين ارتريا والسودان دون الطموح كما القى السفير الإرتري بالخرطوم عيسى أحمد عيسى وأدارها الأستاذ عبدالله زكريا مدير المكز العالمي للدراسات الإفريقية .كما اختتمت الندوة بكلمة من الأسقف قبريال روريج مدير الدائرة الإفريقية بمجلس الصداقة .مشاهد من الندوة :• السفير عيسى أحمد عيسى أبدى امتعاضه من ورقة السفير محجوب الباشا الذي انتقد الدور الإرتري تجاه السودان بوضوح .• رئيس تحرير صحيفة إرتريا الحديثة محمدنور يحيى شرع في مغادرة الندوة احتجاجاً على عدم منحه فرصة للحديث مما دفع مدير الندوة لمنحة الفرصة بعد ختام الندوة .• عزا عدد من الحضور مغادرة السفير الإرتري عندما فتح باب المداخلات و المناقشات لضيقه بسماع الرأي الآخر .• المداخلات القوية من المعقبين حرفت الندوة من مسارها الداعي إلى التطبيع الكامل مع إرتريا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى