أخبار

كلمة إرتريا : سفارات أم جبايات ؟؟

24-Jan-2007

المركز

عقدت الحكومة الإرترية خلال الأسبوع الماضي مؤتمراً لسفرائها ودبلوماسييها في مدينة مصوع استمر لمدة ثلاثة أيام وذلك بهدف (الوقوف على الأنشطة الدبلوماسية وأثرها على الجانب التنموي) .

واستمع السفراء إلى محاضرات مكثفة من قبل قيادات الحزب الحاكم ووزراء الدولة حيث ركز سكرتير الحزب الحاكم الأمين محمد سعيد حسب صحيفة إرتريا الحديثه على تعزيز مساهمة المواطنين في القضايا الوطنية، وأكد يماني قبر آب مسئول الشئون السياسية في الحزب الحاكم أن المشاركة الوطنية للجاليات في الخارج في القضايا الوطنية سابقاً ليس لها مثيل داعياً لتعرف على جوانب الضعف .كما حقوص قبرهيوت مسئول الشئون الإقتصادية في الحزب الحاكم فقد قال صراحة أن على الجاليات تعزيز مساهمتها الوطنية واستعرض فرص الإستثمار المتاحة أمام المواطنين الإرتريين المقيمين بالخارج ، كما التقى السفراء بوزير المالية الإرتري برهاني أبرهي . ربما يعتقد بعض الذين تابعوا فعاليات هذا المؤتمر عبر الوسائط الإعلامية الرسمية أن الهدف منه هو التفاكر حول السياسة الخارجية الناظمة لعمل الحكومة الإرترية كما ذكرت صحيفة إرتريا الحديثة في افتتاحيتها بتاريخ 17 يناير (إن السياسة التي ترتكز عليها العلاقات الخارجية للحكومة الإرترية تهدف بالأساس إلى تغيير أجواء التوتر السياسي والصدام الذي ابتلي به الإقليم والذي حرمه فرص التطور والإنتقال به إلى أجواء من الأمل بمستقبل أفضل ).ولكن من الملاحظ أن مسئول الشئون الإقتصادية في الحزب الحاكم ووزير المالية أخذا حيزاً كبيراً من فعاليات المؤتمر مما يدل على صحة الحديث الدائر عن تفريغ السفارات الإرترية في الخارج من مهامها الدبلوماسية وتركيزها على جباية الأموال من المغتربين فقط .وبقراءة عجلى لتصريحات مسئولي الحزب الحاكم في المؤتمر يجد أنها ركزت على زيادة المساهمة الوطنية للإرتريين العاملين بالخارج في القضايا الوطنية ، ومفردة المساهمة الوطنية هي الإسم الحركي للجبايات التي تقوم بها السفارات الإرترية بالخارج من دخول المغتربين المنخفضة أصلاً .. أما في الدول التي تحصل فيها الإرتريون على جنسيات بديلة فيتم ذلك عبر المهرجانات المعروفة التي تهدف لاستحلاب المال من ضرع الإرتريين بهدف تعزيز القبضة الأمنية .يأتي هذه المؤتمر عقد الهزيمة النكراء التي تلقاها الحزب الحاكم في استراليا حيث مُني مهرجانه بالفشل الذريع للمرة الخامسة على التوالي وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الجالية الإرترية في استراليا عبر التظاهر خارج مقر المهرجان وتوضيح الصورة القاتمة لحقيقة الأوضاع في إرتريا مما أدى لإحجام الإرتريين من المشاركة وتُوج المهرجان بطلب أربعة من أعضاء فرقة حلاوي وسن الموسيقية اللجوء السياسي في أستراليا مما شكل صفعة قوية للحزب الحاكم خاصة وانه أتى بهم خصيصاً للمشاركة في المهرجان . كما أن جميع الجاليات الإرترية في الخارج نظمت نفسها في كيانات مدنية وتقوم بجهود حثيثة لتعريف المجتمع الدولي بحقيقة الأوضاع المأساوية في إرتريا .وفي هذا السياق يأتي حديث مسئول الشئون السياسية في الحزب الحاكم عن التعرف على مكامن الضعف والسبب في إنحسار المساهمة المادية للإرتريين العاملين في الخارج . ويمكننا هنا أن نوفر على يماني قبرآب الزمن الذي يقضيه للتعرف على جوانب الضعف فالكل يعلم أن السياسات التي تنتهجها الحكومة الإرترية تجاه المواطنين في الداخل وتجاه دول الجوار والمجتمع الدولي هي السبب الرئيس لانحسار التأييد الذي كان يجده في الخارج .ولسنا في حاجة لا ستعراض جزئيات المشهد السياسي الإرتري القاتم فحركة الهروب اليومية المستمرة لمختلف شرائح المجتمع الإرتري و على رأسهم الدبلوماسيين أكبر دليل على خطل هذه السياسات التي ضاعفت من معاناة الشعب الإرتري بالداخل .ونهمس في أذن مسئولي الحزب الحاكم في إرتريا قائلين إن المدخل الصحيح لحشد تأييد الشعب الإرتري بالخارج يمر عبر بوابة الإصلاح الداخلي والتخلي عن الممارسات التعسفية تجاه الشعب الإرتري .19 يناير 2006منشر في صفحة ( رسالة إرتريا ) التي يصدرها المركز الإرتري للخدمات الإعلامية اسبوعياً في صحيفة الوطن السودانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى