تقارير

إريتريا.. الصندوق الأسود. تقرير خاص كتبه احمد شيكاي (زيورخ- سويسرا).

18-Oct-2016

عدوليس ـ(زيورخ- سويسرا). خاص

أقيم في يومي السبت والأحد الموافقان 15و16 من اكتوبر الجاري برنامج إرتري سويسري حمل إسم: إريتريا الصندوق الأسود، كتوصيف للتعتيم الإعلامي الذي يمارسه النظام الإريتري على أحوال البلاد. البرنامج من فكرة وتنفيذ مجموعة ” eritreischer medienbund schweiz” وهي عبارة عن مجموعة إعلامية تقوم بدور حلقة الوصل ما بين الإعلام الإريتري والسويسري وتعتبر في الوقت الحالي مصدر المعلومات الوحيد للإعلام السويسري فيما يتعلق بأحوال الإريتريين.

في تمام الساعة الثانية ظهراً بتوقيت وسط أروبا تم إفتتاح البرنامج بتقديم من المجموعة المنظمة ومن ثم تم تسليم المنصة للصحفي السويسري إندرياس شوماخ، وهو صحفي خريج جامعة كولن عمل كصحفي تحقيقي ومراقب في هيئة الأمم المتحدة وقد ترشح لجائزة السلام 2015م في ألمانيا، لديه عدد من التحقيقات الصحفية وكتاب ويعمل كصحفي في هيئة التلفزيون والإذاعة السويسرية، مدافع عن حقوق الشعوب وداعية لحقوق الإنسان ومراقب للمنظمات في الأمم المتحدة.
كان في المنصة كل من الدكتور دانئيل كحقوقي ومهتم بالملف الإريتري الحقوقي/ القانوني في الأمم المتحدة والإستاذ فتحي عثمان كصحفي وديبلوماسي سابق والأستاذ كبروم دافلا مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة المالية الإريترية والأستاذة رقئت حديش ناشطة سياسية ومدنية ومهتمة بالتاريخ الإريتري قبل وما بعد التحرير وخبيرة في مجال تقارب الثقافات الإريترية السويسرية. أدار الصحفي إندرياس الفقرة بكل جدارة وعكس من خلالها المتحدثين الأربعة الأوضاع في إرتريا وجاوبوا على أسئلة الحضور.
شرح الأستاذ فتحي عثمان عن عمل السفارات والقنصليات وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وعن الإضطهاد الذي يعانيه حملة الجواز الإريتري في تلك المنطقة وعن أساليب عمل النظام، بينما أكد الأستاذ كبروم أن ما تسمى بنسبة ال2‎%‎ التي يدفعها الإريتريون في المهجر لا تذهب إلى إريتريا كما يتوقع الذين يدفعونها بل تصرف بشكل عشوائي ومن دون تقارير ومستندات، يكفي أن يكون هناك إتصال من رأس النظام وبموجبه يتم صرف الأموال دون مستندات وأوجه صرف معلومة، مؤكداً للذين يدفعون للنظام هذه النسبة ظناً منهم أنهم يساعدون بلادهم، أن أموالهم لا تصل حتى إلى إريتريا.
وأهتم كل من الدكتور دانئيل والناشطة رقئت بالوضع الإنساني والحقوقي والسياسي للمهاجرين واللاجئين، مؤكداً دانئيل عن التقدم الذي يحققه طلاب العدالة في الخارج الإرتري، بينما شرحت السيدة رقئت أن هؤلاء المهاجرين هاربون من القمع في بلادهم والخدمة الوطنية غير المنتهية الأجل.
اللغة الرئيسيّة في المنصة كانت اللغة الإنجليزية،مع إعتماد الترجمة الآلية إلى اللغتين الألمانية والفرنسية وكانت ترجمة متخصصة وعملية.
بعد أكثر من ثلاث ساعات أختتم الفقرة وإنتقل الحضور إلى إستراحة العشاء وتم تقديم الأكلات الشعبية الإرترية لتعريف الشعب السويسري بثقافة وتراث الشعب الإريتري.
الملاحظ في اليوم الأول من المهرجان أنه كان محضوراً من قبل أعضاء برلمان سويسري وصحفيون وسياسيون وناشطين سويسريون، تمكنوا من التعرف على الملف الإريتري عن قرب، وفي هذا الصدد يقول الناشط الإنساني السويسري والمهتم بقضايا اللاجئين وأحد المنظمين كرستيان في تصريح خص به ( عدوليس ) : “أن هذا الحضور سيكون له تأثيره على ظروف لجوء الإريتريين في سويسرا وسيحجّم التيارات السياسية المتطرفة”.
ثم أقيمت أمسية ثقافية موسيقية من قبل الفنان والمناضل الإريتري أبرار عثمان، والذي قال حول مشاركته الأخيرة في تل أبيب : “أنه ذهب لمشاركة أبناء وطنه ومنحهم ما يستطيع من الحب الذي يحتاجونه وأنه لم يذهب لشأن سياسي” .
الجدير بالذكر أن الفنان أبرار كان قد زار “إسرائيل” في الأسبوع الماضي وأقام سهرة فنية للشباب الإريتري هناك وقد قوبلت هذه الخطوة بكثير من الإستنكار، رفضوا بعض الإريتريين أن يقيم أمسية ثقافية في بلد تنتهك حقوق الفلسطينيين وتعتبر دولة محتلة.
في اليوم الثاني عند الساعة الثانية ظهراً قدم الناشط الشبابي ورئيس حركة الشباب الإريتري للتغيير في سويسرا عبدالرازق سعيد ورقة معروضة صورياً عن إريتريا، شارحا عبرها مراحل نمو الدولة إلاريترية وحتى اللحظة، ومن ثم بدأت فقرة الصندوق الأسود،وقد كانت عبارة عن نظام حوار ثنائي بين شخص إريتري ذو تجربة ومشاهدة في داخل إريتريا ومواطن سويسري يريد أن يعرف عن إريتريا وصندوقها الأسود غير المعروف.
كان هناك 22 صندوق إريتري يشتمل على عدة قضايا إريترية بدأً من قضية المعتقلين الإريتريين مروراً بقضية الخدمة الوطنية غير منتهية الأجل وإنتهاءً بملف التركيب الديني في إرتريا والتعايش السلمي بين الديانات الإرتريةوطريقة تعامل النظام مع هذا الملف. غطت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية البرنامج وأدارت لقاء مع الناشط الشبابي الإرتري عبدالرازق ووعدت مزيداً من الإهتمام بهذا الملف، ذو الحساسية العالية والمهم. كما لوحظ أن أعضاء وقيادات الأحزاب السياسية السويسرية كانت ترتكز مجمل أسئلتهم حول المعارضة الإريترية سواء كانت في الداخل الإرتري أو الخارج، وما هو دورها وما هو فعلها المعروف ونشاطها.
خلال هذا البرنامج كان واضح جداً المجهود الكبير الذي بذلته حركة الشباب الإريتري للتغيير – سويسرا للدفع بإتجاه إخراج هذا البرنامج بتلك الصورة الجيدة والمشرفة والتي تمكن من خلالها الإرتريين توصيل رسالتهم للجهات المهتمة والمعنية بمشكلة الإرتريين ولجوءهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى