رئيس المنظمة الدولية البلجيكية لحقوق الانسان والتنمية يؤكد حرصه على الاستفادة من التجربة الاريترية

16-Nov-2016
عدوليس ـ نقلا عن صفحة الزميل فتحي عثمان
رئيس المنظمة الدولية البلجيكية لحقوق الانسان والتنمية يؤكد حرصه على الاستفادة من التجربة الارتريةفي ختام المؤتمر السنوي للمنظمة البلجيكية الدولية لحقوق الانسان صرح الدكتور مخلف عبد الصمد رئيس المنظمة بأن تخصيص ورشة عمل حول ارتريا ضمن أعمال المؤتمر الهدف منه الاستفادة من التجربة الارترية في مجال التعليم في معسكرات اللاجئين. وقال الدكتور عبد الصمد بأن هناك حوالي 750 الف طفل عراقي وسوري في معسكرات اللجوء لا يحصلون على فرص التعليم مطلقا، وأن تجربة جهاز التعليم الارتري والتي خرجت نماذج ارترية ناجحة كالإعلامي الشهير عثمان آي فرح، والدكتور عمر زرؤم والدكتور حسن سلمان جديرة حقا بالدراسة من أجل أعادة تطبيقها في برامج عمل المنظمة المستقبلية.سبق اللقاء مع الدكتور ورشة العمل الخاصة حول حقوق الانسان في ارتريا والتي كان لي شرف ترؤس فعالياتها ومداولاتها. شارك في الورشة كل من الكاتبة السورية المقيمة بهولندا مجدولين الرفاعي، ومحمد الشمري ممثل مرجعية السلام والاعتدال العراقية في بلجيكا، ونسرين الرفاعي رئيس منظمة الوردة البيضاء البلجيكية لدعم اللاجئين والناشط البلجيكي ستيفان فيربروك والكاتبة المغربية عائشة الفيلالي والناشطة الحقوقية البلجيكية ليزبيت فاندركشوف والدكتور هيثم عباس وحرمه.
بدأت الورشة بطرح سؤال مؤداها: لماذا في رأيكم تشاهدون المئات من الارتريين في أوروبا؟ ما الدافع وراء هجرتهم كما تظنون؟
كان المشاركون من عدة دول ( بلجيكا، هولندا، النمسا، فنلندا وبريطانيا). حيث سادت اثناء الحوار اللغات الهولندية والعربية والانجليزية والفرنسية والفلمنكية والألمانية. واتخذنا من السؤال منصة لطرح واقع حقوق الانسان في ارتريا. أكدت بشكل حاسم بأن سبب هجرة الارتريين يعود أساسا إلى انتهاكات حقوق الانسان والخدمة الاجبارية غير محدودة المدى الزمني والمكاني. وعرجنا إلى أن محاولات أحزاب اليمين الأوروبية باعطاء انطباع بأن هجرة الارتريين سببها الرئيس هو السبب الاقتصادي خاطئة مفهوميا وعمليا : مؤكدين على أن ارتريا أكبر دولة تخلى عنها سفراء ودبلوماسيون كانوا يعملون في اكبر العواصم العالمية، وأن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، لم يطلبوا حق اللجوء في عدة بلدان بسبب الضائقة الاقتصادية.
وأكدنا خلال النقاش أنه وفي الفترة من 2012 وحتى اليوم نما وعي جديد في أوساط الارتريين يتمثل في المطالبة الدؤوبة بتقديم كل المسئولين عن انتهاكات حقوق الانسان إلى العدالة مهما كانت مراكزهم. هذا التحول مهم جدا لأنه بدأ يرسم خارطة العمل المعارض في الخارج، إذ بدأ الناشطون الحقوقيون ومنظمات المجتمع المدني في سحب البساط من تحت المنظمات والأحزاب السياسية التي تعاني من حالة احتباس سياسي. هذا التحول بدأ يدفع بدور المجتمع ومنظماته للبروز والتنسيق مع الهيئات الدولية واتخذت من وضع حقوق الانسان المأساوي في ارتريا مدخلا مهما في هذا التحول. وتعتبر مظاهرات جنيف ونيويورك وملبورن مثال حي على ذلك.
عبر المشاركون في نهاية الورشة عن اندهاشهم من التدهور المريع لحقوق الانسان في ارتريا، خاصة وأنهم كانوا يتصورون أن انتهاكات حقوق الانسان تحدث في حالات الحروب والنزاعات فقط، وأعطوا امثلة لسوريا والعراق والصومال، ولكننا وصلنا إلى فهم مشترك بأن الاستبداد هو السبب الرئيس وراء انتهاكات حقوق الانسان وأنه المحطة الأولى المؤدية للنزاعات العنيفة والحروب.
وبعد انتهاء فعاليات الورشة تسنى لنا لقاء المهندس انيتي تومينن وهو ممثل لحزب الخضر الفنلندي، وفي اللقاء الذي استمر لثلاث ارباع الساعة ذكرنا له بأن موقف الحكومة الفنلندية ووزير الخارجية والتعاون الدولي الفنلندي بيكا هافيستو أضر كثيرا بحقوق الانسان في ارتريا، إذ استطاع هذا الرجل بنفوذه الكبير في الحكومة في توجيه الحكومة الفنلندية نحو اسمرا بشكل كبير. إذ يتبني الوزير هافيستو مفهوم دعم التنمية في ارتريا ومساعدة الحكومة سوف يؤديان إلى حل مشاكل الهجرة، بانيا افتراضاته الخاطئة على أساس أن سبب التدهور العام الذي تشهده ارتريا اقتصادي بالأساس. على هذا الأساس تعتبر الحكومة الفنلندية اليوم أكبر شركاء حكومة اسمرا في مجالات التعاون الثنائي. وأكدت للممثل بأن حزب الخضر الفنلندي يمكن أن يتبنى آراء ومواقفا اكثر عمقا وإيجابية من المشكلة الارترية. أبدى المهندس تومينن دهشته لموقف حكومة بلاده، إذ اعرب عن اسفه لعدم علمه بسياسة بلاده الخارجية تجاه ارتريا، ولكنه قال بأن ما يحدث في ارتريا يحتاج إلى إعادة نظر وتقييم. ولا يفوتني أن اشكر الرجل على صبره وتحمله لي خلال (المحاضرة) التي القيتها عليه خلال اللقاء الوجيز: واراحني أكثر عندما قال: أفهم أسباب غضبك ومحاولاتك لإيصال اكبر معلومة في وقت قصيرـ ولكن اعتقد أن لقاء مع قادة حزب الخضر في هلسنكي في القريب العاجل سيكون مهما لنا ولكم، وهذا ما سنعمل على تحقيقه في وقت قريب.
أعتذر لطول هذا المنشور، ولكني وجدت نفسي مدينا لكل من شارك في المنشور السابق وتمنى لي التوفيق في المؤتمر، لكل هؤلاء الأصدقاء والصديقات أجدد ديني وتقديري العميق، على آمل أن أكون عند حسن الظن بي دوما.