مقالات

اريتريــا فــي مهــــب الإرهـــــاب * : التقي محمد عثمان

21-Aug-2007

الصحافة

تشهد العلاقات بين واشنطن وأسمرا هذه الأيام توترا ملحوظا مما ينبئ بدخولها في نفق اكثر اظلاما مما سبق , ففي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أنها تدرس فكرة إدراج اريتريا على قائمة “الدول الراعية للإرهاب

” , اتهمت أسمرا الولايات المتحدة وإثيوبيا بدعم الجماعات الجهادية التي تسعى لقلب نظام الحكم في إريتريا ووصفت تلويح الولايات المتحدة الأميركية بوضعها على لائحة الدول الراعية للإرهاب بأنه موقف “غير معقول”, ويأتي هذا التصعيد في اعقاب التطورات التي تعيشها منطقة القرن الافريقي على خلفية النزاع الصومالي، ويبين ذلك في تصريح جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية حينما اشارت صراحة إلى أن الأمر يتعلق بما قالت إنه دور إريتري بالسماح بتدفق أسلحة إلى الصومال ، وقول وزير الإعلام الإريتري علي عبدو أحمد إن اتهامات واشنطن لإريتريا تعكس الإحباط بسبب ما سماه فشل السياسة الأميركية في المنطقة.ولكن مراقبين يؤكدون ان العلاقات بين البلدين كانت تسير الى الوراء منذ الحرب الاريترية الاثيوبية الى ان بلغت ذروتها الآن بتلويح امريكا بكرت “الارهاب الاحمر” مما سيؤدي إلى فرض عقوبات عليها مثل خفض المساعدات المخصصة لها وحظر مبيعات السلاح إليها، ومعارضة الولايات المتحدة لقروض صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إليها.وفي مؤشر على تزايد توتر العلاقات بين واشنطن وأسمرا، أمرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بإغلاق قنصلية إريتريا في أوكلاند بولاية كاليفورنيا غربي البلاد. ويشير المراقبون الى اتهامات اريترية لامريكا بالوقوف الى جانب اثيوبيا ابان الحرب وايضا الى الصدمة التي تلقاها الارتريون في اعقاب انطلاق حملة مكافحة الارهاب ، حين فضل الامريكان التعامل مع الاثيوبيين بدلا منهم مما دفع بالرئيس أسياس افورقي الى مهاجمة امريكا علنا في عيد استقلال بلاده العام الماضي متهما اياها بالتحيز لصالح اثيوبيا الأمرالذي حدا بالسفير الامريكي الى الانسحاب على مرأى ممن كان بساحة الاحتفال ، وهو ما يصفه المتابعون للشأن الامريكي الاريتري بالقشة التي قصمت ظهر العلاقة .ولكن جمال عثمان همد المسؤول فى المركز الاريتري للخدمات الاعلامية بالخرطوم لا يتوقع قطيعة كاملة بين الحكومتين, وهو الشئ الذي نلمسه في تصريح فريزر التي تركت الباب مواربا حين قالت ” إن أمام إريتريا بعض الوقت لتجنب تصنيفها كدولة “راعية للإرهاب” وإثبات حقيقة موقفها” ، بينما يذهب وزير الإعلام الإريتري علي عبدو أحمد في اتجاه التصعيد حين يقول : إن سياسة بلاده لا تحتاج إلى مباركة أميركية” ، ويؤكد حسن علي اسد من جبهة تحرير اريتريا ان العلاقة مرشحة لمزيد من التدهوروالتطور السلبي، وهو ما يتفق معه جمال في ان العلاقات بي البلدين دخلت مرحلة جديدة وحرجة مما يفتح الباب امام المعارضة لفتح قنوات اتصال مع امريكا التي يشير جمال انها كانت منعدمة،ولكن الحكومة الاريترية بادرت في اول ردة فعلها الى اتهام الولايات المتحدة وإثيوبيا بدعم الجماعات الجهادية التي تسعى لقلب نظام الحكم في إريتريا مما يشي ان امر المعارضة لم يغب عن ذهنها، ولا يستبعد اسد اتجاه امريكا لتغيير نظام الحكم في اريتريا بعد ان عرفت عناده ، مؤكدا ان الامريكان باتوا ينظرون له كمخرب لجهودهم في الصومال ، مشيرا الى ان الولايات المتحدة كانت وراء تقرير حديث للأمم المتحدة كشف “تورط إريتريا” بالسماح بنقل أسلحة إلى الصومال. ووصف التقرير إريتريا بالمصدر الأول للسلاح وللمساعدات المادية التي تصل إلى عناصر القاعدة ، ومن سماهم بالمتطرفين الإسلاميين، ويمضي حسن اسد الى ان امريكا كانت تعول كثيرا على تحالف النظامين الاثيوبي والاريتري لخدمة مصالحها في المنطقة، لكن النظام الاريتري خرب هذا التحالف، وزاد على ذلك باعاقته لجهود اثيوبيا في الصومال وهي الجهود التي تدعمها امريكا , ويؤكد جمال همد ان وجود المعارضة الاسلامية الصومالية في اريتريا سيزيد الوضع سوءاً . ولا يغيب عن البال ان الاتهام برعاية الإرهاب من جانب الولايات المتحدة يقود إلى عقوبات أميركية طويلة الأمد تشمل الجوانب الاقتصادية والمالية والعسكرية مما يجعل إريتريا -وهي احد أفقر بلدان العالم- في وضع اكثر حرجاً من اي بلد آخر. ولا يغني من الأمر شيئاً ان رفضت وزارة الإعلام الإريترية في بيان لها الاتهامات الأميركية ووصفتها بأنها “سخيفة” و”عبثية”.وكان السودان هو آخر الدول التي ضمت للقائمة الأميركية عام 1993م كما كان العراق وليبيا آخر من رفع من الدول من تلك القائمة التي لا تزال تضم سوريا وإيران وكوريا الشمالية وكوبا.* نقلاً عن صحيفة الصحافة السودانية عدد 5094 بتاريخ 20/اغسطس 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى