مقالات

سيد أحمد خليفة ..الصديق الوفي للشعب الإريتري : ياسين محمد عبد الله

25-Jun-2010

المركز

برحيل سيد أحمد خليفة تنطوي صفحة ناصعة من تاريخ التضامن الأخوي النبيل مع النضال الجسور للإرتريين من أجل الحرية. بدأت علاقة الاستاذ سيد أحمد خليفة بالثورة عام 1967 عندما لجأ إلى السودان عشرات الآلاف من الإرتريين هرباً من هجمات الجيش الإثيوبي على قراهم وإحراقها. فبتكليف من صحيفة ( الصحافة)، التي كان يعمل محرراً لديها، سافر سيد أحمد إلى كسلا برفقة وزير الداخلية الأمير نقد الله ضمن وفد من الصحفيين رافق الوزير.

وبعد أن أمضى حوالي العشرة أيام بين اللاجئين الإرتريين عاد وكتب 12 حلقة عن أوضاعهم وعن القضية الإريترية. وقد ذكر لي الراحل في حوار أجريته معه في عام 2000 أنه بعد نهاية نشر هذه الحلقات زاره في مقر الصحيفة المناضلون إدريس قلايدوس، سيد أحمد هاشم ومحمد نور أحمد وطلبوا منه الحلقات وإمدادهم بصور واستأذنوه في نشر هذه الحلقات في كتاب. رحب سيد أحمد بالفكرة وقدم لزواره ما طلبوه. وقام مكتب جبهة التحرير الإريترية في دمشق بطباعة الحلقات في كتاب حمل اسم : إريتريا : جزائر الساحل الإفريقي في تشبيه للثورة الإريترية بالجزائرية. وأرسل المكتب خمس آلاف نسخة من الكتاب حيث وزعت في مكتبات الخرطوم. وجد الكتاب إقبالا كبيراً من الجمهور وتنازل الاستاذ سيد أحمد عن حقه المادي في الكتاب لصالح جبهة التحرير الإريترية. وبسبب هذا الكتاب وبعد احتجاج من السفارة الإثيوبية وبطلب من رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب تم فصل الاستاذ سيد أحمد من عمله في صحيفة ( االصحافة).وعمل الاستاذ بعد ذلك في وكالة سعد الشيخ الإخبارية وتم أيضا فصله من الوكالة بطلب من رئيس الوزراء السوداني. لم تثن هذه المشكلات وغيرها الاستاذ سيد احمد عن مناصرة الثورة الإريترية بل زادت ارتباطه بها هو المعروف بعناده في مناصرة الحق مهما كانت التحديات فكتب الاستاذ كتاباً آخر عن الثورة الإريترية هو( عارنا في إريتريا).لن انسى أبداً ما تعرض له الاستاذ سيد أحمد في يوم إعلان استقلال إريتريا وهو يوم شارك خليفة الإريتريين بقسط كبير في نضالهم من أجل تحقيقه. جاء الاستاذ سيد أحمد إلى أسمرا من جدة يوم 22/5/1993 لتغطية إعلان استقلال إريتريا لكن في اليوم الثاني ، أي يوم الاحتفال، طلبت السلطات الإريترية منه مغادرة إريتريا، لم يسمح له بالمشاركة في يوم انتظره وناضل من أجله طويلاً. كنت في ذلك الصباح أتناول وجبة الإفطار مع المناضل الكبير محمد سعيد ناود في فندق كرن عندما جاء الاستاذ سيد لإخبار ناود بأن الحكومة الإريترية أبعدته من البلاد وإنه في طريقه الآن إلى المطار . كان هذا الموقف من أكثر المواقف إحراجاً لي في حياتي وأنا على ثقة إنه كان كذلك بالنسبة للمناضل ناود. أيبعد من إريتريا وفي يوم كهذا رجل قدم كل تلك المساهمات من أجل تحريرها لمجرد كونه يؤيد أفكاراً أخرى أو أبدى إعجاباً بقيادات عرفها في الثورة الإريترية؟ أيبعد من إريتريا رجل وظف قلمه لعشرات السنين لنصرة ثورتها في يوم انتصار هذه الثورة؟ كان الراحل يتذكر هذا الموقف كلما نلتقي لكنه دائما يؤكد لي إن ما تعرض له لا يصل لمرتبة ما يتعرض له الشعب الإريتري كل يوم وإنه سيظل دائما مناصراً للإرتريين من أجل تأسيس نظام ديمقراطي في بلادهم يوفر لهم الاستقرار والسلام والرخاء.الأ رحم الله سيد أحمد خليفة الصحفي الكبير والمناضل العنيد وأدخله فسيح جناته وجعل البركة في أولاده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى