مقالات

أنجحاى( القرية التى خرجت من تحت الأرض وأنطلقت الى الفضاء ) 5-6 : عمر جابر عمر

21-Aug-2011

المركز

القرية والحركة الوطنية : الوعى الوطنى للفرد يتكون تدريجيا نتيجة عوامل تبدأ بالمنزل والمدرسة والشارع وتغذيه وسائل الأتصال ومصادر المعرفة ( صحف وكتب وأذاعة ). على مستوى الجماعة والمجتمع فأن الحياة وتفاعلاتها والمناسبات الدينية والأجتماعية والمشاعر المشتركة كلها تساعد على تكوين الفرد عقليا وثقافيا. مجتمع القرية أرتبط منذ البداية بالحركة الوطنية الأرترية عن طريق نشاط شباب الرا بطة الأسلامية حيث زار وفد من قيادات الرابطة القرية ضم كل من أبراهيم سلطان وعبد القادر كبيرى ومحمد عمر قاضى وعلى رادآى . أجتمع الوفد مع أعيان ووجهاء القرية وشرح برنامج الرابطة وفى اليوم الثانى زار الوفد المدرسة والتقى بالطلاب وصادف أن شارك الوفد فى حصة مطارحة شعرية كان يتنافس فيها الطلاب حيث يبدأ كل طالب ببيت من القافية التى أنتهى اليها من سبقه . وعندما أنتهى أحد الطلاب بقافية ( القاف ) تدخل الشهيد عبد القادر كبيرى وطلب الأذن بالمشاركة وقال :

قم للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولاوصفق الطلاب للزعيم المثقف . وقد ذهب شباب الرابطة من القرية الى ( بارنتو ) للمشاركة فى الأستفتاء الذى أجرته الأمم المتحدة حول رغبا ت الشعب الأرترى. وبعد القرار الفدرالى كان أهالى القرية يتابعون الأخبار عن طريق أذاعات صوت العرب ولندن وأم درمان . وعندما زار هيلا سلاسى القرية عام 1954كانت هى المنطقة الوحيدة – بعد كرن – التى شاهد فيها العلم الأرترى الى جانب العلم الأثيوبى !بل أن القرية كانت لها علاقاتها وأتصالاتها بالشيخ ( حامد أدريس عواتى ) ! ليس لأسباب سياسية ولكن بحكم موقع القرية الجغرافى ودورها الأقتصادى كانت لها علاقات مع كل المكونات الأجتماعية فى منطقة القاش – سيتيت. والشيخ ( عوا تى ) كان – شيخ خط – من قلوج وقرست حتى مركز تسنى وكان يأتى الى تلك المدينة بين حين وآخر. يحكى الأستاذ ( جابر سعد ) – رحمه الله – أنه حدثت ذات مرة مشادة ومشاجرة بين بعض أبنا ء القرية وآخرين من قرية بعيدة فى القاش – وتدخل الشيخ حامد عواتى وقام بتسوية المشكلة وديا ووفقا لأعراف وتقاليد المنطقة.كانت المرحلة التا لية هى ( حركة تحرير أرتريا ) حيث أنخرط معظم السكان فى التنظيم وبدأ ت الأعتقالات ودخل العشرات من أبناء القرية السجون وبعد عام 1961 تحولت القرية عن بكرة أبيها الى ( جبهة التحرير الأرترية ). واجه أبناء القرية مثلهم مثل بقية أبناء الشعب الأرترى الأضطاد والسجون وحملات النهب والسلب من قبل الجيش الأثيوبى. ألتحق أبناء القرية بالثورة وساهموا فى العطاء الوطنى وقدموا الشهداء . بل أن القرية شا ركت فى أول فصيلة عسكرية نسائية لجبهة التحرير الأرترية تم تكوينها عام1964 حيث أنضمت اليها أبنة المرحوم ( محمود محمد سليمان) . ورغم وجود قوة عسكرية أثيوبية فى القرية بصفة دائمة الا أنها كانت لا تجرؤ على الخروج ليلا حيث كان الفدائيون يأتون الى القرية ويجتمعون مع السكان ويجمعون الأشتراكات. بل أن الشركة الأيطالية نفسها كانت تدفع ( ضريبة دخل ) للجبهة وتزيد تلك النسبة كلما زاد ت المسا حة المزروعة والسلطات الأثيوبية كانت تعلم ذلك !؟كانت منطقة القاش بضفتيه منطقة عمليات للفدائيين من جبهة التحرير ( من نمرة 8 و10 و11 و13 وحتى الحدود ) وكانت قيادات وكوادر الأتحاد العام لعمال أرتريا على أتصال مستمر مع خلايا القرية وحتى مع المسئولين فى الشركة لحل المشاكل التى تنشأ بين العمال والشركة . ومن أبرز كوادر العمل السرى من أبناء القرية فى تلك المرحلة ( أبوبكر عبى ) الذى كان منسقا للعمل بين الداخل وقيادات الأتحاد العام لعمال أرتريا.وهناك حادثة تفردت بها القرية فى مواجهاتها ضد الجيش الأثيوبى – فقد كانت المنطقة الوحيدة التى حصلت على تعويضات كاملة لممتلكاتها التى نهبها الجيش الأثيوبى وفيما يلى القصة كما جرت :كان ذلك فى ظهيرة يوم من عام 1964 حيث دخل الجيش الأثيوبى القرية ونهب وسلب ودمر دون أن يقتل أحدا – وبعد ساعات مر بالقرية بالصدفة مدير المديرية ( الأمين أدريس ) وكان قد تسلم منصبه حديثا ووعد الشعب يالأمن والأمان ومعه كان الميجر ( محمد على قرقوش ) قائد الشرطة فى الأقليم –فوجىء الأثنان بما حدث – أتصل المدير مباشرة من مكانه بالحاكم العام ( أسرات كاسا ) وطلب منه معالجة الوضع وأعادة ممتلكات الناس اليهم – وافق الحاكم الأثيوبى فهو يهمه الأستقرار فى الشركة التى له فيها نصيبا وتم صرف التعويضا ت وكان كل فرد يقسم على المصحف لتأكيد ما فقده !!الغريب أنه لم يكن هناك حظر تجول فى القرية – الفئة الوحيدة التى كان ينطبق عليها حظر التجول هى الجيش الأثيوبى – لم يكن يخرج من معسكره ليلا خوفا لأن الفدائيين كانوا على بعد ثلاثة كيلومترات فقط .لا أستطيع أن أذكر كل من شارك فى الثورة من أبناء القرية ولكن سأذكر من تحمل مسئولية محددة فى السلم القيادى للمنظمات الأرترية فى مرحلة الثورة.1- أدريس عثمان قلايدوس … عضو المجلس الأعلى لجبهة التحرير الأرترية.2- سيد أحمد محمد هاشم … عضو المجلس الأعلى لجبهة التحرير الأرترية.3- عثمان على أحمد – ممثل جبهة التحرير الأرترية فى الجزائر ثم العراق.4- جعفر جابر عمر … عضو القيادة العامة لجبهة التحرير الأرترية5- عبد الرقيب محمد موسى … عضو القيادة العامة لجبهة التحرير الأرترية.6- موسى محمد ها شم – قيا دة المنطقة الأولى7- محمد نور أحمد … عضو لجنة تنفيذية ( 1971) ثم ممثل جبهة التحرير فى الصومال وأوغنداوتنزانيا واليمن والسودان –8- زين العابدين يسن … عضو لجنة تنفيذية مسئول أعلام داخلى ( 1971 ) ومسئول علاقات خارجية فى جبهة التحرير الأرترية ( 1975 ).9- حامد صالح تركى ..جهاز القضا ء فى جبهة التحرير الأرترية10- عبد الرؤوف يسن … مسئول سلاح المدفعية ونائب هيئة التدريب فى جبهة التحرير الأرترية11- محمد نور حربوى – مسئول سلاح الهندسة فى جيش التحرير الأرترى.12- عبد أدريس أبراهيم … مسئول التسليح فى جبهة التحرير الأرترية.13- محمد عبد الله أبراهيم ( ود سيدنا )… أدارة الجهاز الصحى فى جبهة التحرير الأرترية.14– تخلى ملكين … أدارة المكتب السياسى فى جبهة التحرير الأرترية15- جمع أحمد على بخيت … ممثل جبهة التحرير فى أيطاليا..16- طه يسن شيخ الدين … أدارة المكتب الأقتصادى فى جبهة التحرير الأرترية.17- محمد خير أسماعيل … سلاح الأشارة فى جيش التحرير الأرترى.18- يوسف محمد موسى … أ دارة الأمن فى كسلا19- جابر سعد محمد … أدارة مكتب التعليم فى جبهة التحرير الأرترية.20- محى الدين شنقب … قيا دة أتحاد الشباب فى الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا –21- زينب محمد موسى … قيادة أتحاد المرأة فى جبهة التحرير الأرترية.22- محمود محمد على سليمان ( علاج ) … أدارة الشئون الأجتماعية فى جبهة التحرير الأرترية23- أسماعيل نادا … أتحاد عمال أرتريا .. جبهة التحرير الأرترية24- عمر حاج أدريس – ممثل جبهة التحرير فى السعودية25- زهرة جابر عمر – قيادة أ تحاد المرأة فى جبهة التحرير الأرترية.26- موسى يسن شيخ الدين – رئيس فرع جبهة التحرير فى الريا ض.27- حسن عثمان قلايدوس __ رئيس أتحاد طلبة أ رتريا فى القاهرة .28- أبوبكر الحاج على جامع- الجهاز الصحى فى جبهة التحرير الأرترية29- عبد الرحيم شنقب – قيادة الأتحاد العام لعمال أرتريا.30- جعفر عثمان قلايدوس – قيادة الأتحاد العام لطلبة أرتريا.ذكرت آخر وأعلى موقع شغله الفرد فى السلم القيادى وليس المواقع المختلفة أثناء تطوره النضالى حتى التحرير ولم أذكر العضوية العادية التى كان يعمل فى أطارها العشرات من أبناء القرية.الشهداء : من أستشهد هو فى ساحة الميدان ضد العدو أو كان ضحية أعمال عدوانية من الجيش الأثيوبى على القرية أو خارجها من عام 1961 وحتى19911- عبد الرحيم محمد موسى – تم أعدامه أثر قنبلة أغردات الشهيرة عام 19622- أبراهيم أدريس – فى الميدان2- محمد آدم حامد عثمان – قتله الجيش الأثيوبى بعد أختطافه من القرية4-محمد نور أفتاى… قتله الجيش الأثيوبى بعد أختطافه5- جعفر جابر عمر – فى الميدان6- الدكتور يحى جابر عمر— فى الميدان7- محمد عبد الله صالح ( شطف ) – ضحية ألغام8- ولداى فكاك – فى الميدان9- دبروم طلوق – فى الميدان10-عوض أبوبكر آدم ( عوضوى ) – فى الميدان11- سيد أحمد محمد على طاهر – فى الميدان12- زينب أبراهيم محمد آدم ( تنشو ) – ضحية ألغام13- أحمد محمود الأمين ( أحمديت ) – ضحية ألغام .14- عثمان الحاج على جامع – قتله الجيش الأثيوبى15- طاهر محمد موسى – ضحية ألغا م.16- قبرهوت ( ود حمبرتى ) – فى الميدان ( قضى أيامه الأخيرة داخل أرتريا فى القرية وعمل فيهاومنها ألتحق بالثورة بعد أن طاردته الشرطة للقبض عليه.)وما يزال الأبناء يناضلون من أجل رفعة شعبهم ووحدته وسعادته وحريته فى دولته المستقلة.رمضا ن كريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى