مقالات

مفاتيــح :كجــــراي ( 1928 – 2003م ) : جمال همد

20-Aug-2011

المركز

( وأنا في إشتياقي الطويلأتساءل يا أسمرابنت عشتار هذي التي تتبرج ؟أم بنت تاجوج تفتحم الدروب مثلالنسيم المعطر ؟صدرها كتم مستودعا للنضوج المبكرما الذي سوف يحدث يا سحر غرناطة المتجدد في قلب هذا الطريقلو تجلى الجمال بكل أهازيجهوأبتدأنا نذوب كقطعة سكر )

هكذا غنى محمد عثمان كجراي لأسمرا المدينة التي عاش فيها بعضا من سنواته الأخيرة .في صباح مطير رحل كجراي والمدينة التي أحب وغنى لها كانت مشغوله بما فعله صنوه القاش الذي أجتاحها وكأنه يحتج على تجهلها لشاعر أحب إنسانها وتاريخها وتوتيلها .محمد عثمان كجراي شاعر لاتحده حدود وليست لمشاعره مساحات .. الثوري الذي تمرد منذ نعومة أظفاره على السائد سواء في أقليمه الشرقي أو ما كان يعرف بالمليون ميل مربع وأوقد مصباحه مبكرا في وجه الريح ووقف أمام الظلم والظلام لذا أستحق بجدارة عداء الطغاة والمستبدين من الإستعمار الإنجليزي وكل الإنظمة الشمولية التي تعاقبت على السودان .قلمه لم يهادن أحد ولم تنحني القامة الباسقة لأحد ، ضيقوي عليه الخناق ففر بشعره إلى شعره ، وكانت بيروت الستينات تنتظره ، و وهنالك ينتزع مقعدة وسط أساطين الشعر العربي آنذاك من يوسف الخال إلى نازك الملائكة إلى عبد الصبور إلى السياب ، وكان ديوان (الصمت والرماد) عام 1963م . لوحق وسجن وطرد من سلك التعليم في عهد نميري ولم يستريح إلا في عهد الديمقراطية الثانيةوليخرج ديوانه الثاني ( الليل في غابة النيون ) عام 1986م .(لقد تعلم من (سيزيف) ألا يتخلى عن دفع الصخرة «الديمقراطية» الى اعلى مهما تدحرجت نازلة الى السفح بعناد واصرار، فالعناد والاصرار يجعلان لكفاح الانسان ونضاله عامة والمبدع خاصة، معنى مأساوياً وتفاؤلياً في ذات اللحظة. وهأنذا أنوء بصخرتي الصماء يا (سيزيف) اهدر في دروب الليل طاقاتي فيا وطن الضياع المر يا نصلاً يمزقني ويكثر من جراحاتي متى ينسل موج الضوء يغسل رماد واحاتي (11) روحه مسكونة بالتفاؤل، بل أن التفاؤل سمة من سماته لا يستطيع أن يحيا بدونه، تفاؤله يأتي من اللا مكان ومن كل مكان، كان هذا التفاؤل في نظر بعض (الانظمة) جريرته.) هكذا كتب عنه رفيقه المؤرخ الراحل بابكر محمود في العدد 5296 بتاريخ 18مارس 2008م بصحيفة الصحافة . وهذه المرة توجه الشاعر إلى صدر حبيبته أسمرا مشاركا في نهضة بلاد أحبها وأحبته .. وغنى لها ولثوارها في سنوات النضال . وقبيل الصدام غادرها مريضا بـ (الزهايمر) كأن الرجل السبعيني المرهف لا يريد ان يرى ما سيجري في تلك الروابي الجميلة . ليدخل كجراي ( الجندي ) صمته الأبدي متجاهلا كل العالم .غنى كجراي لكل ثوار من لوممبا إلى صلاح أحمد إبراهيم الثار في وجه حزبه . لم يقف عند حدود ذلك بل كتب عن كل الأحداث التي يمر بها قطري الشاعر ــ إريتريا والسودان أو السودان وإريتريا لافرق عنده .كانت قصدية ( مهر الحرية ) نشيد أناشيد الثورة في فرع الإتحاد العام لطلبة إريتريا فرع دمشق .. أو قل نشيد العلم الغير رسمي آنذاك حتى أعتقد الكثير من الطلاب العرب والأفارقة انها النشيد الوطني الإريتري .في الذكرى السابعة للشاعر محمد عثمان كجراي نقول لا زلنا نغتصب البسمة ونقتفى آثار النضال من أجل غد أفضل نكاية بكل الذي يعملون من أجل تدمير الحياة مطلق الحياة .* نشر في صفحة نافذة على القرن الافريقي – صحيفة الوطن السودانية -19 أغسطس2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى