مقالات

المجلس الوطني وقضية قرنليوس : محمد نور أحمد -أستراليا ـ ملبورن

21-Nov-2012

المركز

أثار البيان الذي أصدره قرنليوس بمناسبة الاحتفال بسبتمبرردود أفعال غاضبة عبرت عنها كثير من المواقع، وبأقلام لها اسهاماتها في العمل الوطني من اجل التغيير الديمقراطي، كما أثارت أستنكار القوي السياسية عبّر عن نفسه في تجميد التنظيم الذي يقوده قرنليوس عندما رفض الأخير الاعتذار عما بدر منه من إساءة لواحد من أهم الرموز الوطنية، حامد ادريس عواتي، الذي أشعل الثورة باطلاقه الشرارة الأولي في الأول من سبتمبر عام 1961.

لقد وجه قرنليوس جملة من الاتهامات من بينها، بقر بطون نساء الكوناما الحوامل وهو عمل دون أدني شك يتجاوز حتي جريمة القتل فهو وإن كان جريمة قتل الا أنه جريمة قتل مضاعفة بما تحمله من إعدام شخصين الأم وجنينها والآلآم التي يعجز التعبير عن وصفها والتي ألمت بالأم البريئة والجنين الأكثر براءة، والمؤسف اني سمعت قلم من الأفراد دافع عن حق قرنليوس الديمقراطي في أن يعبر عن رأيه، ولكن عن أي ديمقراطية يتحدث هؤلاء؟! ان الديمقراطية تسمح فعلا بحق التعبير وبقية الحقوق المعروفة والمنصوص عليها في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ولكن هل هذه الديمقراطية تكفل للشخص أن يقول أي شيئ عن الآخرين؟ أن يسيئ وأن يشتم وأن يتهم، للديمقراطية ضوابط وحدود، نعم للديمقراطية ضوابط وهذه الضوابط محدودة في قوانين الدولة التي تقوم علي الفصل بين السلطات، والقضاء وحده هو الذي يفصل في صحة ما يوجه من الاتهامات أو عدم صحته. هل هذه الشروط متوفرة الآن للتأكد من صحة الاتهامات التي وجهها قرنليوس. هذا من ناحية ومن ناحية أخري لم يذكر أحد أي بقعة سوداء في تأريخ حامد عواتي، علي العكس من ذلك فان تأريخه ناصع البياض ويجمع كل صفات الفروسية وكانت بداية تمرده حسبما ورد في كتيب لأبراهيم ادريس توتيل عندما صفع في أحد منابع المياه في أقليم سيتيت مفتشاً بريطانياً تحرش باحدي الفتيات اللائي كن يملأن أوانهن بالماء فتم إعتقاله ولكن بعض حراس المفتش تواطأ معه ومكنه من الهروب وكلنا يعرف كم كان مطلوباً من جهاز الشرطة وقصة الكمين الذي أوقع فيه الجياشي جاويش السوداني الأصل الذي كان يعرف بمحمدعلي سكنجي، وسكنجي تعني سنجك وتدل علي أصله الشايقي، ولم يذكر قط عن حامد ادريس عواتي أنه قتل شخصاً متعمداً أو أستولي علي أموال غيره ولم يجمع أي ثروة عن طريق النهب.لقد كرس عواتي جهده في الأربعينات حتي قيام النظام الفيدرالي في أرتريا لحماية الثروة الحيوانية الأرترية من نهب قطاع طرق الوالقاييت عندما كانت تلك المواشي وكانت تتكون من الأبقار تأتي الي منطقة سيتيت في فصل الصيف حيث يتوفر الماء والكلأ بشكل أفضل وكان قطاع طرق والقاييت في الجانب الثاني من نهر سيتيت يقومون بالإستيلاء عليها، وعلي أحسن الفروض يفرضون أتاواة عليها، ولكن بفضل حماية حامد عواتي وأخويه أبراهيم وعبدالله كانت المواشي تعود الي مناطقها سالمة في موسم الأمطار حيث يتوفر لها الماء والكلأ في أماكن اقامة ملاكها.هذه السمعة الحسنة كانت الرصيد الذي أهّل عواتي ليعين حامياً للمواشي الأرترية في منطقة سيتيت حتي أشعل فتيل الثورة، واستمراراً للدور الذي كان يقوم به في حماية المواشي شكلت قيادة الجبهة ما أطلقت عليها الفصيلة المساعدة بقيادة القائد محمد عمر عبدالله المشهور بأبي طيارة.لو كانت التهم التي أطلقها قرنليوس علي عواتي صحيحة، لما كان سكت عنها بعد قيام نظام الاتحاد الفيدرالي كل من محمد بادمي كاسو وفايد تنغا لونغ اللذين أنتخبا من قبل قومية الكوناما ممثلين لها في البرلمان الأرتري منذ قيامه وحتي نهايته بدمج أرتريا قسراً في أثيوبيا، ولا أعتقد أن قرنليوس أكثر غيرة علي الكوناما من محمد بادمي وفايتنغا لونغي وحتي عن البيت جاويش مالك أدنا الذي ألتحق بالثورة من شمبقو في عام 1964 أو القائد دقليل أو الكوادر اللامعة أمثال سبوت سنكوت وعثمان بادمي وجرمانو أناتي الذي يرزح تحت أغلال نظام أسياس، وكان شعب الكوناما مثله مثل بقية الشعب الارتري يقوم بدعم الثورة حتي التحرير، أما أن يكون هناك بعض النشاز ممن حملوا سلاحاً الي جانب قوات الجيش الاثيوبي فهذه الظاهرة كانت أيضا في اماكن أخري ومن قبل أناس ينتمون الي مجموعات إثنية مختلفة ولكن في نهاية المطاف أجمع الكل علي دعم الثورة بإستثناء أفراد بقوا علي ولائهم للإستعمار الإثيوبي وعند هزيمته ذهبوا معه الي إثيوبيا ولا يستبعد أن يكون قرنليوس من هؤلاء.لقد ضم المجلس الوطني ضمن أجندة إجتماعه القادم قضية قرنليوس، ومن وجهة نظري أن قرنليوس لم يسيئ الي حامد ادريس عواتي وحسب وإنما أساء الي الشعب الأرتري برمته لأن هذا الشعب يكن تقديراً واحتراماً كبيرين لهذا الرمز الوطني فعلي قرنليوس ان يقدم إعتذاره لهذا الشعب ولأسرة عواتي التي لا يسمح الوضع الأرتري الآن بمقاضاته ليقول القضاء القول الفصل في هذه القضية، وإذا رفض الإعتذار كشخص، أن يطلب ذلك من قيادة تنظيمه التي يتربع علي رأسها، فإن فعلت تقوم بإزاحة قرنليوس من قيادتها، لأنه لا يشرفها أن يكون علي رأسها شخص منفلت وإذا رفضت أن يقوم المجلس بتجميد عضوية التنظيم أسوة بما فعل التحالف.21/11/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى