مقالات

المفوضية الوطنية للتغيير … والأنجاز الوحيد والأخير !؟ عمر جابر عمر

29-Jul-2011

المركز

لى صديق لا ينظر الا الى الجزء الفا رغ من الكوب وتحكمه شكوك تجاه كل من يقول أنه يعمل من أجل التغيير. الجميع فى حا لة أفلاس سياسى ( هذا ما يراه ) – النظام والمعارضة على حد سواء. كنت أنا قشه منذ أ يام وأحاول أقناعه با لمؤتمر الوطنى القادم. قلت له أن المفوضية أعدت الوثائق المطلوبة للمؤتمر …قال أن ذلك واجبها !؟ قلت أنها طرحت الوثائق على القواعد لمناقشتها وأثرائها … قال أن ذلك قرار الملتقى وعليها تنفيذه !؟ قلت أنها تجاوزت المعارك الأنصرافية وقامت بأ طفاء بعض ( الحرائق ) الصغيرة هنا وهناك

قال وهو يخرج زفيرا يعبر عن ضيق : لماذا تعتبرون أن من يقوم بواجبه يمثل أنجازا ؟لماذا نعتبر من يأكل الطعام فى موعده ويذهب فى طريقه الى العمل قد حقق أنجازا؟قلت له : أن الوقوف على الأقدام والحفاظ على الصحة لهو أنجاز فى مواجهة تحديات الحياة ؟قال : ذلك أنجاز شخصى – نحن نتحدث عن التغيير والأنجاز العام ؟ قلت ولكن صحة المجتمع وعافيته من صحة الفرد وأعداده وأستعداده ؟ قال : أنكم تتحدثون عن الوثائق …مجرد ورق … ورق … لقد سئمنا القراءة والتحليل – نريد فعلا وتغييرا على الواقع . قلت وقد أدركت أنه فى حالة أجترار لمشاعر المهزوم والمأزوم : يا صديقى الرؤية أولا ثم العمل -الكتابة ثم الفعل – لولا شريعة حمورابى المكتوبة لما علمنا شيئا عن حضارة با بل – وكما قال ( حنا ) فى أنجيله ( …فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله )ورسالة الأسلام بدأت بكلمة أقرأ.ثم أضفت فى محاولة لأستخراج ما فى داخله : أم أنك تؤيد الذين يقا طعون المؤتمر ؟ ضحك وقال : هؤلاء أيضا لهم عرسهم الخاص – كل يغنى ويرقص على أنغامه – الحكومة وأنصار المؤتمر والمعارضين للمؤتمر والشعب يراقب ! قلت له كيف تساوى بين الجانى والضحية – بين الظالم والمظلوم ؟ شعر صديقى بتحدى لمثل وقيم يؤمن بها فأ عتدل فى جلسته وقال : كيف تريدنى أن أكون ( شاهد زور ) على أعراس غير شرعية.أنا ضد تأليه الفرد ولا أقبل تمجيد القيا دات .. و .. و ألقى خطبة عصماء دفا عا عن الشعب وحقوقه ومستقبله ؟وكأ نه ألقى الى بطوق نجاة لأخرج من الجدل العقيم – قررت أن أضعه أمام تحدى عقلى بينه وبين نفسه – التقطت الجملة الأخيرة فى حديثه وأنتقلت الى مسار آخر فى الحديث وسأ لته دون مقدمات : هل تعرف أسم رئيس المفوضية ؟ صمت برهة وقا ل : سمعته مرة ونسيته.واصلت الأسئلة ( والحديد ساخن ) : هل تعرف أسم سكرتير المفوضية ؟ هز رأسه وقال : لم أسمع به.عندها أدركت أن صديقى أصبح فى ( منطقة ) تقبل الأستماع الى الرأى الاخر … قلت له:أرأيت … كنا نناقش ساعة كاملة عن شأ ن أرترى عام ولم نذكر أسم شخص أو قا ئد ؟ نظر الى الصديق وهو يبحث عن أجوبة لأسئلة برزت أمامه وقال : أفصح أرجوك – ماذا تقصد؟قلت له : نحن بدأ نا عصر بنا ء المؤسسات – مشكلة أرتريا أنها تفتقر الى المؤسسا ت – فرد واحد يملك صلاحية أصدار القرار من أيجار منزل فى ضاحية من العاصمة وحتى قرار الحرب ضد دولة أخرى ولا أحد يحاسبه !؟ لذا فأن أبواق النظام لا يتحدثون ولا يناقشون مؤسسا ت بل القائد الفرد …يقولون أنظر أنه قائد له تاريخ طويل فى النضال ويجيد عدة لغات وهو طويل القامة !؟ تلك صفات ومواصفا ت لا تصنع قائدا ناجحا لكنها يمكن أن تتوفر فى القائد الناجح … القائد الناجح هو من يملك رسالة ( برنامج ) … رسالة تجمع ولا تفرق – تبنى ولا تدمر … تحقق السلام والتآخى بين الناس وليس الكراهية والتنافر والصراعات.الأرهابى – مجرم النرويج – كانت له ( رسالة ) لكنها رسالة مجنونة قائمة على الشكوك والأوهام وتعبر عن الحقد وليس عن الجانب الجميل فى النفس البشرية.المفوضية مؤسسة سيتم محاسبتها فى المؤتمر ( وهو مؤسسة أخرى ) والذى سينتخب بدوره المجلس الوطنى … مؤسسة أخرى الخنظرت الى صديقى لأقرأ وقع ما ذكرت … ولأنه بطبعه عقلانى لكنه لا يحب التسليم .. تنحنحوأعتدل فى جلسته وقال : ربما … ربما يكون ذلك ( لو تحقق ) الأنجاز الوحيد والأخير !؟قررت أن أختم النقاش بهذا الأعتراف الجزئى فقلت له : حتى لو كان كذلك فهو أ نجاز كبير …كبير !؟كان الله فى عون الشعب الأرترىرسالة الى من يهمهم الأمر: سأ بدأ فى شهر رمضان المبارك نشر حلقات جديدة عن موضوع جديد توثيقى بعيد عن الشأ ن السياسى العام ولكن ليس بعيدا عن حياتهم. رمضات كريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى