مقالات

الوحش و الحسناء:أبو حيوت

23-Mar-2010

المركز

في البدء لا بد من تقديم التحية للصحفية الجريئة التي ضيقت الخناق على الطاغية إسياس أفورقي حتى أفقدته توازنه المصطنع ليتحول الى أبله لم يجد من الكلمات ما يسعفه غير الكذب ومشتقاتها التي علق بها كما تعلق الإسطوانة المشروخة. ولابد من قول حمد لله على السلامة لخروجها سليمة من دون لكمة أو خبطة على الرأس من طراز ودي قروينا.

ويبدو إن هذه المقابلة ستكون أخر محطة في إسهال المقابلات الذي كان قد اصيب به صاحبنا منذ النصف الثاني من السنة الماضية. أكثر من عشرة مقابلات مرت بسلام، لأن الأسئلة لم تتعرض لما يعكر مزاجه خوفاً من عصبيته أو للإتفاق المسبق معه، ولكن اللقاء الأخير أسقط ورقة التوت التي كان يستتر ورائها لتظهر جهله ورعونته. الحدث الثاني: هو موقف مشجعي الطاغية وحجهم الى سويسرا للتظاهر ضد قرار الأمم المتحدة, القرار الذي جاء نتيجة لعدم احترامه للأعراف والقوانين الدولية. ما يصعب على الإنسان فهمه هو موقف من يظنون بأن مظاهراتهم ورقصاتهم سوف تغير الوضع, مع أن الأحرى بهم كان أن يقولوا له كفايه اللعب بالنار وأرحل وأضعف الإيمان أن يطالبوه بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسين وإلغاء قانون الخدمة العسكرية المفتوح وإحترام حقوق الإنسان وإحترام الجيران وتفعيل دستورهم الذي قفل عليه بالضبة والمفتاح وإجراء الانتخابات الديمقراطية في البلاد. الحدث الثالث: الذي لفت نظري هو تجاهل اصحاب الأقلام الطائفية التي أزعجتنا بعد المقال الأول للكاتب أحمد سالم بتباكيها على الوحدة الوطنية التي يهددها بتجاوزه خطوطهم الحمراء وقول ما يعتبر تعدي على مصالحهم المكتسبة كإستحقاق لـ “نحنان علامانان”. كنت أتمنى أن أقرأ نفيهم أو قل رأيهم بعد صدور وثيقة جماعة مجلس إبراهيم المختار وملحقاتها عن توزيع السلطة في الجيش والجهاز الإداري ويقولوا لنا أن هذه الوثائق مفبركة وغير صحيحة ومن تخيلات موقع عواتي( المتهم الأول عندهم) و أن القسمة عادلة بإبراز وثائق تكذب ماجاء في الوثيقة. لا أظن بأن الوثيقة جاءت بجديد، ولكن اثبتت بالوثائق من داخل اروقة نظامهم مما لا يترك لدينا فرصة للشك. هل يمكن للمدافعين عن النظام الإجابة على سؤال: من الذي يستهدف الوحدة الوطنية, علي سالم أم حكومة الهقدف التي تقصي كل من يخالفها الرأي؟. ولأنني متأكد من رفضهم التام للوثيقة جملة وتفصيلاً, فماذا يبقى لنا نحن المهمشين غير الثورة وتغيير الواقع بالقوة تماماً كما فعل رواد الحركة الوطنية في ال61؟.وقبل الخروج من الموضوع اسمحوا لي أن أعبر عن خيبة أملي من موقف قيادة التحالف التي تجاهلت القوائم التي تفضح النظام الإقصائي وتعريه وتبرز وبشكل صريح الظلم الواقع على المسلمين في وطن يمثلون فيه حتى اشعار أخر النصف. ولأن هذا الشبل من ذاك الأسد سكتت قيادات تنظيمات التحالف سكوت يحسدها عليه أبوالهول مع أنها لا تفوت سانحة لتطل علينا بتصريحاتها. دفن الرؤوس في الرمال مثل النعامة لا يجدي في مثل هذه المواضيع لذلك نطالب إعلان مواقفهم حتى نطمئن وننحاز الى من يؤكد لنا من أن هذا الوضع الشاذ جداً والإختلال في موازين القوة سوف ينتهي مع نهاية التنظيم اللاوطني ولا يسعني إلا أن اذكرهم بقول : “الساكت عن الحق شيطان اخرس” وإذا استمروا في تجاهلهم سوف لن يبقى للجماهير المسلوب حقوقها إلا البحث عن وسائل وآليات تحس بنبض الشارع وآلامه وتتفاعل معه وتعمل بكل الوسائل من أجل تغيير الواقع المأساوي التي تعيشه. كما أنهم ينبغي ألاّ ينسوا أنه ” لا يضيع حق وراءه مطالب”. ختاماً لابد من الوقوف تقديراً وإحتراماً للرعيل الأول من اخوات الرجال بمناسبة يومهن العالمي, اللواتي قلن للزوج والأخ والإبن سيروا ولا تلتفتوا الى الوراء وكن فعلاً قدر المسؤولية وأكبر. وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر في المقام الأول زوجات الشهداء عواتي ورفاقه والرعيل الأول اللواتي حملن الأمانة وعذبن في سجون العدو مع اطفالهن الرضع وترملن وهن في شبابهن وكافحن لتربية الأطفال. والى كل النساء العظيمات في كل الريف الإرتري اللواتي سهرنا من أجل اطعامنا قبل أن يطعمن ابنائهن وعلى رأسهن نساء قرية عد قراب. والتحية لكل المناضلات من هن على قيد الحياة أمثال نسريت كرار وجمعة عمر وبخيته عبدالله وسعدية تسفو وجمع بابور امد الله في اعمارهن والشهيدات الم مسفن وسعدية حسين وابرهت ابرها وفاطمة محموداي وزينب محمد موسى وروشان وفاطمة سلمون وغيرهن من المناضلات. وحتى لا اتهم بالبكاء على الأطلال والتوقف في المحطة الاولى سوف انقلكم الى الوجه المشرق المتمثل في بناتنا اللواتي يحملن أمانة المناضلات الرائدات ويواصلن المشوار بترقي درجات العلم والإبداع لنخرج من بؤرة التخلف الى رحاب المستقبل الواعد واسمحوا لي أن استغل هذه المناسبة و اهدي وردة للشاعرة الواعدة حنان مران التي اهدت لنا ديوان بسيط في عدد صفحاته ولكن كبير بما بين ضفتيه من اغاني للوطن. ابوحيوت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى