مقالات

حروف ونقاط بقلم النور أحمد النور رئيس تحرير صحيفة الصحافة السودانية

26-May-2011

المركز

حصاد ثورة
إريتريا .. إريتريا
قد دحرت بغيظهم أعداءها
وتوجت بالنصر تضحياتها
مع الأعداء قد مرت من عهود
غدا اسمها معجزة الصمود
فخر المكافحين في إريتريا
قد برهنت أن العلا لها
إريتريا إريتريا تبوأت مكانها بين الامم
بإصرارنا الذي جنى التحرير
سننجز البناء والتعمير
لتزدهر وتلبس الوقار
تعاهدنا أن تسمو إريتريا
إريتريا تبوأت مكانها بين الأمم

هذه كلمات النشيد الوطني للجارة اريتريا التي احتفلت أمس 24 مايو بمرور 20 عاما على استقلالها، ولعل الكثيرين لا يعرفون أن إريتريا تشكل أحد أضلاع المثلث العربي في تاريخ الثورات الحديثة التي شهدها العالم العربي بعد الثورتين الفلسطينية والجزائرية،واذا كان الشعب الجزائري قدم مليون شهيد في سبيل الحرية والاستقلال والكرامة فإن الشعب الفلسطيني لا يزال يقدم قوافل من الشهداء لنيل حريته،كما بذل الشعب الإريتري خلال 30 عاما نحو 250 ألف شهيد منذ انطلاق ثورته وكفاحه المسلح بقيادة البطل حامد عواتي ورفاقه في سبتمبر 1961. السودان الذي تربطه وشائج تاريخية واجتماعية مع إريتريا ظل نصيرا للقضية الاريترية وحق الشعب الاريتري في تقرير مصيره،على مر الحقب السياسية التي توالت عليه، ووفرالدعم المادي والمعنوي للثوار وسمح بتدفق السلاح والدعم العربي وباختصار كان السودان هو العمق الاستراتيجي للثورة الاريترية وحامي ظهرها ،وكان موئلا للشعب الاريتري الذي هاجر من دياره.،بلا من أو أذى ولا يزال على الرغم من بعض الظروف الصعبة التي عاشها خلال العقود الماضية،وان كانت السياسة لا تؤمن بالأقدار وانما بالمصالح ومتغيراتها الا أن الأقدار التاريخية والاجتماعية والثقافية والجغرافية تجعل العلاقة بين الشعبين السوداني والاريتري تربطها ديمومة الحياة. سيحفظ التاريخ للرئيس أسياس أفورقي أنه قاد الشعب الإريتري من الثورة الى الدولة، وسيظل رمزا للثورة، ورغم اعجابي ببعض خصاله السياسية في روح التحدي والشفافية في التعبير عن مواقفه والبساطة والتقشف، الا أنه ارتكب أخطاء دفع ثمنها شعبه الذي لم يحصد ثمار 30 عاما من الكفاح والنضال، وصبر 20 عاما من استقلال دولته في انتظار التنمية والرفاهية ولكن لم يجن الا السراب، ولا يزال يرزح تحت الفقر والمرض،والسعيد منهم من ظفر بمغادرة بلاده بحثا عن غد أفضل. وبعد عشرين عاما من الحكم الوطني تُعد إريتريا من أفقر دول العالم وقد ازداد وضعها سوءًا وفقاً للمؤشرات الدولية للتنمية البشرية وواجهت إريتريا نقصاً حاداً في الغذاء في الأعوام السابقة، واستمر أداء اقتصاد إريتريا الضعيف في التراجع، كما بلغ معدل دخل الفرد 230 دولاراً أمريكياً أي بمعدل أقل من دولار في اليوم، وعُدت الدولة الأولى أيضاً في العالم عند مقارنة عدد جيشها قياساً إلى عدد سكانها،وقد جاءت بعدها إسرائيل. أمام الرئيس أفورقي فرصة لتجاوز ما فات وتعويض شعبه عقدين من الأمل ونرجو أن يبادر الى الانفتاح واتاحة الحريات واجراء الانتخابات التي كانت مقررة منذ 1997وعلقت الى أجل غير مسمى من اجل انهاء احتكار الحزب الواحد والقبول بمشاركة آخرين في ادارة الدولة وصناعة القرار، والافراج عن رفقاء النضال من الوزراء والمسؤولين الذين ظلوا خلف القضبان سنوات دون أن يعلم أحد عنهم شيئا،وسيسجل له التاريخ أنه كان شجاعا كما كان خلال مرحلة الثوة…وتحياتي الى الشعب الاريتري في يوم عرسه . تاريخ الاربعاء 25مايو 2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى