مقالات

دعوا الصحافة تزدهر بقلم / جمال همــــد

3-May-2015

عدوليس ـ ملبورن

لم يكن الزميل القليل الجسم ، والذي يتيح له مرونة حركية، القليل الغضب السمح النفس ، يدري ان ما واجه به الوزير المؤقت لوزارة الإعلام “نايزقي كفلو ” يدخل ضمن المحظور ، ويهدد أمن البلاد والعباد ، وان قاعدة ” النقد والنقد الذاتي ” قد ولت وللابد !! . المناضل جمع كميل الثوري النبيل والوطني الغيور ، رفض ان تصل رسالة خاطئة للوفد الأولمبي الدولي ، ذلك عندما أكتشف ان هدايا الوزير “نايزقي كفلو” للوفد تحمل رمزية دينية مسيحية . وقال للوزير المرهوب الجانب : هذه ليست هدية ترمز لبلادنا .. قالها دون وجل في وجهه، وتوعده الوزير علنا ونفذ وعده .

الوزير الذي جاهر في المجالس انه صاحب الإنجاز الأكبر في الدولة الإريترية وذلك لأنه كمم الأفوه وأغلق الصحف المزعجة للحكومة ، إنتهى به المطاف في ثلاجة في مشفى لندني حيث قضى نحبه ورفض اسياس افورقي رئيس إريتريا الغير منتخب ، ان يدفن في بلاده كإي مواطن ، بعد خدمة طويلة في الجهاز الذي كمم الأفواه وأذاق الناس العذاب طوال أكثر من عقدين . !! واللهم لا شماتة .جمع كميل الصحفي في القسم الرياضي في الفضائية الإريترية ، الضعيف البنية والقوي الهمة ، النشط ، الهميم بقضايا وطنه ، يقبع مع عدد كبير ممن تجمعهم به مهنة الإعلام في معتقلات الأمن وسجون العصبة منذ أكثر من ( 13 ) عام ! ، في بلد صُنف عالميا ضمن الدول الثلاثة الأكثر منعا للحريات وهي الثلاثي الجهنمي كما قالت “منظم مراسلون بلاحدود ” وهما إريتريا ، كوريا الشمالية وتركمانستان .كميل الذي لم يزره أحد من اسرته ، ككل الزملاء وقد شوهد منهم عدد قليل أثناء نقلهم للمستشفى كالزميل دوايت إسحاق والزميلة يرقا ألم التي إفرج عنها مؤخرا .قصة حرية الرأي في بلادنا لم تكن بدايتها مع ولادة الدولة الحديثة التي أخذت إستقلالها عنوة ، بل تبلورة من الفكر المشوش المشبع بروح الرفيق إستالين والتي تسرب لشعارات الحرية والإستقلال الوطني ، لكل حركات التحرر الوطني العالمية في خمسينينات وستينيات حركة التحرر العالمي ومنها الثورة الإريترية .البداية كانت عندما أوقف عمود للزميل سعيد عبد الحي في الصحيفة الوحيد في البلاد .. تلاها إلغاء قسم التحقيقات في الإذاعة ودمج الأقسام ومنع إجتهاد الزملاء إلا بتكليف مباشر من إدارة القسم ، ومهندس هذه السياسة والذي أبدع في التنفيذ هو المناضل محمد طاهر بادوري المدير العام لوزارة الإعلام حينها ، والذي لم ينسى ان يغلق المكتبة العربية الزاخرة ، والتي كانت تحتل قاعة كبرى في الطابق الأرضي من مبنى الإذاعة القديم . وبين أول عملية منع لعمود أقلق السلطات مرورا بسياسات “بادوري” وإلى المذبحة الي قادها نايزقي كفلو بإغلاق جميع الصحف المستقلة في 2001م ، تتعدد الحكايات من إعتقال روت سيمؤون إلى سخرية أسياس من مفهوم حرية الصحافة ، ومنع دخول الصحف العربية والعالمية بجانب المطبوعات و ومراقبة الشبكة العنكبوتية وصولا للمراقبة الشاملة لكل وسائل الإتصالات .وقصة الصحافة المستقلة لم تنتهي هنا ، فقد بدا الضيق مبكرا من تداول المعلومات ونشر الأخبار في الجانب المضاد للحكم ، وأعني المعارضة الإريترية ولذلك قصة أخرى ، ليس وقتها الآن .كعهدها تحتل إريتريا زيل القائمة مع صديقتيها كوريا وتركمانستان أو ما وصف بالثلاثي الجهنمي .في يوم حرية الصحافة ، نناشد المنظمات الدولية للضغط من أجل ضمان سلامة الصحفيين والكتاب الإريترين ، كما نطالب بالمزيد من النضال من أجل معرفة مصيرهم .في هذا اليوم نناشد كل الصحفيين الإريترين للقيام بالخطوة الضرورية من أجل تاسيس كيانهم الخاص بعيدا عن التنظيمات المعارضة الإريترية ، من أجل حماية وصون حرية الصحافة الآن وفي المستقبل الإريتري. ولنحتفل معا من أجل حرية الصحفي وكرامته مع العالم الذي سيحتفل هذا العام في العاصمة اللاتفية بريغا، كما سيتم منح جائزة اليونسكو “غيرمو كانو” العالمية لحرية الصحافة لعام 2015 للناشط الحقوقي والصحفي السوري السجين مازن درويش، ويتزامن اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام مع الذكري 70 لتأسيس اليونسكو، وهو يمثل فرصة لليونسكو وشركائها كافة في إعادة تأكيد رؤيتها الفريدة بشأن حرية التعبير بوصفها أداة أساسية لإرساء السلام، وبشأن الأهمية التي تتسم بها حرية التعبير في مجال الصحافة في أيامنا هذه. وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم الدولي في عام 1993، وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991، وجاءت هذه التوصية استجابة لنداء الصحفيين الأفارقة الذين قاموا، في عام 1991، بإنتاج إعلان ويندهوك البارز والمتعلق بتعدّدية وسائل الإعلام واستقلالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى