مقالات

(علي نورين(… بطل إرتري من ذاك الزمان (1-4) :محمد سعيد ناود ـ أسمرا

10-Jun-2007

ecms

رغم أن بطلنا في هذه الحلقات(علي نورين) يمثل صفحة هامة ومضيئة من تاريخ الشعب الإرتري، إلا أنه وحسب علمي فإن الأقلام الإرترية لم تتناوله من قبل، ولم تقم بالتعريف به وبتاريخه ومآثره كقدوة يستحق الاقتداء بها، وكمفخرة من مفاخر الشعب الإرتري.

وفي هذه الحلقات سوف أورد لمحة عن تاريخ هذا البطل، والتي تمكنت من الإلمام بها من كتابات غير إرترية في القرن التاسع عشر، والذين كتبوا عنه بإعجاب شديد، تطرقوا إليه كمقاتل تميز بالشجاعة النادرة في ميادين القتال، كما وكتبوا عنه كمدافع عن رأيه وموقعه بشجاعة دون أن يخشى في قول الحق لومة لائم. * من أجل ماذا كان يقاتل البطل علي نورين؟ 1. المعروف عن عشيرة (سبدرات) و(ألقدين) وغيرهما من قبائل إرتريا بإقليم القاش- بركة بأنها تنتمي إلى الطريقة الختمية. بل وإن السيد محمد عثمان الميرغني الختم (مؤسس الطريقة الختمية) وعند دخوله إرتريا للمرة الثانية عبر بوابة كسلا، فإنهم قاموا باستقباله وإكرامه وأخذوا الطريقة على يده مباشرة. وعند حدوث الصراع بين المهديين والخديوية المصرية، فقد كان زعماء الطريقة الحتمية في كسلا يقفون إلى جانب الخديوية المصرية، منطلقين من معارضتهم لدعوة المهدية من المنطلق الديني. وهنا فإن بطل هذه الحلقات علي نورين وعشيرته وجدوا أنفسهم يقفون إلى جانب الختمية والخديوية المصرية ويقاتلون في صفوفها. 2. قوات المهدية عندما تمكنت من الاستيلاء على كسلا، اندفعت باتجاه الأراضي الإرترية وبالذات في إقليم القاش- بركة، واعتدت على المواطنين بهذا الإقليم ومن ضمنهم عشيرة السبدرات والبني عامر عموماً، وهنا فإن البطل علي نورين وجد نفسه يدافع عن أهله وعن المواطنين بالمنطقة عموماً. وبهذا فإن بطلنا علي نورين كانت له قضية يقاتل من أجلها، وهي قضية عادلة بكل المعايير وأهمها: الدفاع عن النفس, وهو حق مشروع في كل الشرائع الأرضية والسماوية. * خلفية عن إرتريا والمنطقة عموماً في الظروف التي ظهر فيها البطل علي نورين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر- وهي الفترة التي ظهر فيها البطل علي نورين- كانت منطقة القرن الإفريقي عموماً، وإثيوبيا و إرتريا والسودان على وجه الخصوص كانت تمر بأحداث كبيرة وتطورات عسكرية وسياسية هامة، كان لها ما بعدها وعلى مدى عقود طويلة، وربما حتى اليوم. ونوجز هذه الأحداث في النقاط التالية:- 1. الحملة العسكرية البريطانية بقيادة اللورد (نايبر) ضد الإمبراطور (تيدروس) إمبراطور إثيوبيا. وقد جرت تلك الحملة بتاريخ إبريل 1868م. وأسباب الحملة العسكرية هي أن الإمبراطور تيدروس قام باعتقال القنصل البريطاني (كاميرون) مع قناصل أوربيين آخرين. كما قام باعتقال عدد من المبشرين من رجال الدين الأوربيين. وكان ذلك التصرف بمثابة انتقام من الملكة فكتوريا ملكة بريطانيا، لأنها تجاهلت الرد على رسالة كان قد بعث بها إليها. واعتبر الإمبراطور تيدروس أن ذلك التصرف كان إهانة وتحقيراً له. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال مناديب للإمبراطور يحملون هدايا ورسائل اعتذاراً له، إلا أنه قام أيضاً باعتقال هؤلاء المناديب. عند ذاك قررت بريطانيا إرسال حملة عسكرية ضد الإمبراطور تيدروس. وحشدت قوات كبيرة أحضرتها من الهند، ومن مستعمراتها في عدن، وحركت تلك القوات المدججة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وبالبغال والحصين والأفيال وآلاف الجنود عبر البحر الأحمر, ونزلت في الشاطئ الإرتري بمنطقة زولا, وذلك بالاتفاق مع تركيا التي كانت تحكم آنذاك أجزاء واسعة من إرتريا، بالذات الشاطئ الإرتري بكامله. هذه الحملة وأثناء تحركها من الشاطئ الإرتري توغلت حتى وصلت أراضي تجراي وهي في طريقها إلى قاعدة الإمبراطور تيدروس. وعند وصولها إلى تجراي فإن (يوهنس) حاكم مقاطعة تجراي آنذاك عرض خدماته لها, وتقديم كافة الخدمات التي تحتاجها, ومساعدتهم كدليل للطرق التي تؤدي بها إلى هدفها. وبذا كان خير سند للحملة البريطانية الغازية للأراضي الإثيوبية. وكانت تلك الخدمات مقابل أن تدعمه بريطانيا أولاً: بإهدائه جزء من أسلحة حملتها العسكرية,ثانياً: أن تساعده وتقدم له الدعم لاعتلاء عرش إثيوبيا بعد القضاء على الإمبراطور تيدروس. وبالفعل تمكنت الحملة العسكرية البريطانية من محاصرة الإمبراطور تيدروس في مركزه الرئيسي بقلعة (مجدلا)، وقضت عليه هناك حيث قتل أو انتحر كما قيل في المعركة. وقامت قوات الحملة البريطانية بقيادة اللورد نايبر بعد أن تمكنت من إطلاق سراح الأسرى البريطانيين والأوربيين. وهي في طريق العودة من حيث أتت, قامت بإهداء كمية هائلة من أسلحتها إلى حاكم تجراي يوهنس نظير خدماته التي قدمها لهم، والذي تمكن بواسطة هذه الأسلحة أن يعلن نفسه (الإمبراطور يوهنس الرابع إمبراطور إثيوبيا). وبالتالي خضعت له كل إثيوبيا. في نفس الوقت تم الاعتراف به من قبل الحكومة البريطانية كإمبراطور ثمناً لتعاونه معها في حملتها ضد الإمبراطور تيدروس. تم ذلك في إبريل 1868م. 2. تركيا التي حكمت أجزاء واسعة من إرتريا منذ عام 1557م أي ما يقارب الأربعة قرون.. تركيا تخلت عن إرتريا للخديوية المصرية مقابل مبلغ مالي يدفع لها سنوياً. وبموجب ذلك الاتفاق الموقع بين تركيا والخديوية المصرية فقد ارتفع العلم المصري في مصوع مكان العلم التركي, وكان ذلك في عام 1872

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى