مقالات

في ذكرى بدر الكبرى : هل من بدر كبرى في إرتريا؟! ( دعوة لانتفاضة شعبية عارمة ): علي محمد سعيد

1-Oct-2007

المركز

تمر علينا هذه الأيام ذكرى معركة بدر الكبرى تلك المعركة التاريخية الفاصلة في تاريخ حركة الدعوة والإصلاح ومقاومة الطغاة مهما كانت قوتهم وجبروتهم ، أما الفريقان الملتقيان فهما : المؤمنون بقيادة النبي القائد صلى الله عليه وسلم ، وقريش بقيادة أبو سفيان بن حرب ، وأبو جهل ، ومن معهم

من أهل الطبقة التي تحكمت في رقاب الناس في مكة واستعبدتهم وقهرتهم وأرهبتهم ، النبي دافعه تحرير العباد من هذا الظلم وتخليصهم منه وقريش دافعها البقاء في مركز الصدارة ومقاومة كل من يخرج على هذه السنن . فكيف أدار النبي صلى الله عليه وسلم المعركة مع قريش بدءأ من مرحلة العمل الدعوي السري وإلى أن وصل إلى مرحلة المواجهة المكشوفة بتعبيرنا المعاصر ؟! 1- الإعداد المدروس والمخطط لكل مراحل العمل التغييري وإعداد رجالات الدولة والدعوة والفقه ورجالات الحرب وتوجيه أصحابه كل فيما يحسن ويجيد وليس وفق قاعدة الخبط العشواء ومن ثم القول نحن متوكلون على الله ! ، هذا ضرب من العبث في قراءة السيرة والاعتبار بها حتى وهو في أرض المعركة في بدر فقد أدار الصراع بمنتهى الذكاء والتخطيط ، وأخذ برأي أصحاب الاختصاص من أصحابه ، فعندما نزل خلف الوادي سأله أحد أصحابه أهذا منزل أنزلكه الله ؟ أم هي الحرب والمكيدة ؟! فقال الرسول بل هي الحرب والمكيدة ، فقال ذلك الصحابي الذي رباه النبي القائد على الحرية وقول كلمة الحق إ ن هذا المكان غير مناسب لعسكرة الجيش بل ينبغي أن نجعل وادي بدر وماءه من خلفنا ، وعلل رأيه إذ قال فنشرب ولا يشربون فظروف الحرب لها خصوصيتها . 2- كانت كل معارك النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش ذات أهداف محددة تحديداً دقيقاً ، ومنها معركة بدر فهي وكما هو معروف كانت تستهدف عير قريش القادمة من الشام والمحملة بالبضائع ومعنى ذلك إن الأهداف الاقتصادية للعدو أهداف مشروعة ومعنى ذلك إن أمر تمكين الجماعة المؤمنة من تحقيق الرفاه الاقتصادي أو العيش الكريم أمر ليس محرماً في الدين إذ يمكن الجمع بين متطلبات العيش الكريم والشريف والعمل من أجل الآخرة فقط ينبغي أن لا تكون الدنيا أكبر الهم ، وتبحث وتطلب بكل وسيلة مشروعة وغير مشروعة .3-الأعداد والكم معتبر في المعارك ، ولذلك ركز عليه القرآن في هذه السورة وليس صحيحا أن لا نعتبر بالعدد والكم في المعارك التغييرية الفاصلة . 4- ضرورة الصدق وتقديم أفضل ما عند الذين يريدون أن يروا تحقيق أهدافهم على الأرض دون تردد طالما أنهم آمنوا بهذه الأهداف النبيلة ، وبدر خير دليل على ذلك ولذلك قال الرسول عندما تضرع إلى الله : ( اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض ).5- الربط بين المقدمات والنتائج ومراجعة المواقف والتخطيط وهل الوسائل التي اتبعت أوصلت إلى النتائج ؟ وهل الأهداف المرسومة كانت واقعية ؟ إن كل ذلك يمكن أن يستنتج من معركة بدر لمن ألقى السمع وهو شهيد ! . 6-اعتبار الرمزيات في العمل التغييري إذ الرمز والقيادات الكبرى والعليا في المجتمع ليسوا كعامة الناس مع التساوي في أصل الخلق وإنما يأتي التفاضل في مجال العطاء والكسوب والمبادرة والمواقف فليس النبي صلى الله عليه وسلم كغيره ولذلك اتخذ له عريشاً ووضعت له كل وسائل الاحتياطات والحماية وليس أبو بكر الصديق رضي الله عنه كغيره لذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( متعنا بنفسك يا أبابكر ) والنبي يقول هذا يدرك يقيناً بأن المرء لا يموت إلا إذا حان أجله ولكنها الدروس التربوية للذين يريدون أن يسلكوا طرق التغيير وفق هدي الأنبياء ! وصفوة ما أريد أن أخلص إليه مما تقدم إن النظام الجائر في إرتريا بقيادة أفورقي يمثل صف الطغاة والجبارين الشعب الإرتري الأبي في الداخل والخارج بمن فيهم الذين يظهرون الولاء للطاغوت خوفاً من بطشه أو لاعتبارات أخرى حتى داخل المؤسسة العسكرية أما أن الوقت لإحداث انتفاضة شعبية عارمة تطيح بهؤلاء الطغاة ؟! فيتحير أبواقهم الذين يسعون جاهدين لتجميل صورة الطائفي أفورقي الذي بدأ يلبس هذه الأيام مسوح الإسلام ويتقرب إلى الصوماليين وإلى المحاكم الإسلامية ونصيحتي إلى هؤلاء أن يبتعدوا عنه فإنه ماكر غدار لا يحترم أي عهود ومواثيق فمن الخير لكم أن تبحثوا حلول مشكلاتكم بعيداُ عن أفورقي . وإذا ما تساءل المرء على ضوء المقدمات والدروس المستقاة من ذكرى بدر هل قام المعنيون في إرتريا على اختلاف مواقعهم وتواجدهم لكل ما ينبغي أو لنقل بجل ما ينبغي ؟! إذا الإجابة بالنفي فلماذا ؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب فأين النتائج على الأرض ؟! ولكن كلي أمل أن هذا الشعب العظيم الذي هزم أعظم أمبراطورية معاصرة في أفريقيا السوداء بكل ما معها ومن معها لن يقف مكتوف الأيدي ولن يستسلم للجبار الظلوم أفورقي ومهما طال ليل الظلم فإن الفجر آت لا محالة وسنظل نردد ونقول : أنا لن أحيد أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقل الحديد وغداً نعود للقرية الغناء للكوخ الموشح بالكروم ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود وتزغرد الجارات والأطفال ترقص والصغار وسنابل القمح المنور في الحقول وفي الديار والنخل والصفصاف والسيّال زاهية الثمار لا … لن أحيد عن الكفاح !! Ali saed 30@hotmail.com18 رمضان 1428هـ30/ 9/ 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى