مقالات

كلمة إرتريا : إرتريا وإثيوبيا أفق الحرب من جديد

29-Sep-2007

المركز

تتصاعد الأزمة الحدودية بين ارتريا وإثيوبيا يوما اثر آخر لتقترب سحب الحرب المدمرة وتلوح في الأفق الدماء . فقد هدد سيوم مسفن وزير الخارجية الإثيوبي والرجل الثاني في أديس ابابا بسحب توقيع بلاده من اتفاقية الجزائر مما يترتب عليه العودة الى المربع الأول مربع الحرب

والعودة إلى السلاح تلك الحرب التي أدهشت الكثير من المراقبين العسكريين والمحللين السياسيين لجهة الدمار الذي أحدثته والعنف الكبير الذي مورس فيها وحصدت الآ لاف من شباب البلدين في وقت قياسي كما أدت لإرباك دول المنطقة المحيطة بالبلدين كما أربكت السياسات الدولية المخطط للمنطقة.تهديد رئيس الدبلوماسية الإثيوبية قطعا ليس للاستهلاك الإعلامي فقد توجه مباشرة ومن غير العادة إلى نظيره الارتري وأودع نسخا من خطاب التهديد في طاولة الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية وبرر مسفن تهديده بأن ارتريا خرقت اتفاق الجزائر باحتلال المنطقة المنزوعة السلاح والتضييق على قوات حفظ السلام الأممية وتنسيق نشاطات جهات إرهابية تريد زعزعت أوضاع المنطقة حسب رأيه كل ذلك وغيره سوف يدفع بأثيوبيا إلى الانسحاب من الاتفاقية . وبرأينا الدلائل كلها تشير صراحة إلى ان خيار الحرب لازال مطروحا في المنطقة وان انطلاقة الحرب واردة في كل حين فعدد الجنود المرابطين على ضفتي الحدود في تزيد مستمر واكبر من المعدل العادي كما ان كل المبادرات الإقليمية والدولية لم تجد حظا من القبول يضاف إلى ذلك ان حملات التجنيد الإجباري مستمرة في ارتريا وتحولت البلاد إلى معسكر كبير وتحول الاقتصاد إلى اقتصاد حرب والإعلام إلى إعلام تعبئة كما هو معادي لجيرانه فقد خصصت الفضائية الارترية برنامجا خاصا وببعض اللغات الإثيوبية للقوميات الكبيره ….. الخ ، وفي الطرف الثاني تحدث رئيس الوزراء الإثيوبي وفي حلقات خاصة عبر التلفزة الإثيوبية بالتفصيل عن علاقة بلادة وحزبه تاريخيا مع نظيره الارتري يضاف إلى ذلك ان إثيوبيا اليوم ليست إثيوبيا 1998 – 2000م فهي تجد المساندة من أمريكا للعب دورا مهما في المنطقة وكان ماجرى ويجري في الصومال وبمباركة دول عربية كبرى في المنطقة ، اما اسمرا فتتخبط في سياسات خارجية ذات دوائر مغلقة وفاشلة وتذهب بعيدا في تحدي الإرادة الدولية وبشكل مستفز ومعلن مما يزيد عزلتها وتضييق الانشوطة حول رقبتها فحتى الدور الذي حاولت ان تلعبه في سلام شرق السودان اصطدم بكثير من المشكلات مع حلفاء الأمس والذين اتهموها بتفتيت وحدتهم وتنفيذ أجندتها فقط . في الوقت تعيش المعارضة الارترية أوضاعا ليست بالسارة فكما النظام هي أيضا تعيش في عزلة شعبية ودولية وإقليمية بشكل عام الاان بعض الاشراقات تعطي الأمل إذا أحسنت التصرف وسباق مارثوني مع الزمن وذلك من خلال : 1/ إعادة النظر في تحالفاتها الداخلية واتفاقها على أسس جديدة بعيد عن التكتيكات القصيرة المدى والتي أنتجت فصائل طفيلية أضرت بالتحالفات الكبرى والإستراتيجية وذلك بعد تقييم المرحلة الماضية وهذا الأمر اخذ يأخذ طريقه عند بعض أطرافها . 2/ مراجعة الخطاب السياسي والميثاق بما يلبي طموح الشارع الارتري والتوجه الإقليمي والدولي بما يتناسب والمستجدات الحالية قوامه الوضوح والشفافية بدلا عن التعميم .3/ إن يغادر كل المتسببين فيما حدث في المؤتمر الأخير في أديس أبابا ويفسحوا المجال لقيادات جديدة .4/ وقبل ذلك كله مراجعة كل تنظيم لأوضاعه الداخلية وإجراء تحديث في خطابه السياسي وهيكله التنظيمي وسياساته التعبوية والانتقال إلى مرحلة جديدة .5/ زيادة فعاليات منظمات المجتمع المدني الارترية والجاليات وإشراكها في التحالف الجديد .6/دعم ومساندة الإعلام المستقل بدلا من التبرم منه وتشتيت دوره ودور الفصائل في معارك في غير معترك .نشرت في صفحة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز ضمن صفحات صحيفة الوطن 28/9/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى