مقالات

كفى تغفيلا للجماهير : أبو صادق

14-Apr-2011

المركز

حديث شريف:- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يسطع فبقلبه وذلك أضعف ألايمان صدق رسول الله

كان أصعب ما واجهته في نفسي أن ارفع القلم لآكتب عن هذا الموضوع الذي بين يديكم وكنت أتمالك نفسي وادعوها للصبر ولكن للصبر حدود وبعد صراع مريرمع النفس الامارة تقلب عدم الصبر على الصبر على الرغم من محاولتي قدر الإمكان أن أتحاشى الكتابة النقدية عن الممارسات والمفاهيم الخاطئة لبعض العناصر في قيادة الجبهة لأني بالطبع لم اميل لمثل هذه الكتابة ولكن في بعض الاحيان يضطر الإنسان أويجبر لتجاوز طبعه عندما يشعر إن ما تفقده المصلحة العامة من خلال السكوت أهم من الطبع الشخصي ولذا إضطررت إضطراراً للكتابة في هذا الجانب من منطلق الاحساس بألمسؤولية الوطنية والتنظيمية وعندما وصلت إلى حد كما يقال في المثل ( قد بلغ السيل الزبى ) ، وشعرت من خلال سلوكيات عناصر القيادة ان هناك إنحراف عن الخط الديمقراطي الذي هو شعار جبهة التحرير ألإرترية وكذلك شعرت ايضاً أفقد الشيئ الذي كان يدفعي لتأييد القيادة ألا وهو وجود بعض العناصر الشابة التي كنت اعتزبها وبنزاهتها واخلاصها في العمل ولكن ماشاهدته وسمعته في الاونة الاخيرة قلب الموازين في تفكيري ودفعني لطرح القضايا على البساط وارفع شعار لاسكوت بعد اليوم من منطلق إحساسي ان عدّوى التشبث بالمواقع القيادية أصابت الكادر الذي كان مثلنا الأعلى ولكن كما يقول في المثل أيضاً من عا شر قوماً اربعين صباحا صار منهم . إذاً ليس غريباً أن يتشبث الحاكم بالموقع القيادي في الدولة لان السلطة ومغرياتها عامل من عوامل العظمة والابهة ، ولكن الغريب أن تكون هذه رغبت الثائر لانه إختار طريق الثورة للانقلاب علي الذات وعلى كل مايعيق طريق الثورة ولهذا نرفض أن يتسم الكادر الثوري بصفة عدم نكران الذات ويرغب فى البقاء على المواقع القيادية اطول فترة في حياته إذا مد الله في عمره وندعو له بألعمرالمديد، ولم اكن من الممانعين لتولي مسؤولية العمل القيادي لاطول فترة لوكان ذلك بألطرق الديمقراطية وللمصلحة العامة ، ولكن للاسف ! . قد توصلت إلى قناعة إن الرغبة في الاستمرار على المواقع القيادية لم تكن صفة خاصة بالحكام فقط بل حتى قيادات الثورات رغبت في ذلك ومن أجل تحقيق طموحاتها تتبع كل الوسائل اللاثورية واللا ديمقراطية ولهذا تنطبق عليها صفة الدكتاتورية وبطبيعة الحال يبدأ الشيئ صغيرا ثم يكبر ليتحول الى حالة مرضية تدفع الجماهير إلى ثورة شعبية شاملة كما حدث في بعض الأقطار العربية التي ثارت جماهيرها ضد حكامها فمنهم من طرد من كرسي القيادة ومنهم من ينتظر ، وإذا عدنا إلى الساحة الإرترية وتتبعنا مسيرة الثورة ألإرترية وألانشقاقات والتصدع الذي اصاب جسم الثورة كان سببها الانانية وعدم نكران الذات والتمسك (الكنكشة) بالمواقع القيادية وهذا كان سبب ضياع الوحدة الوطنية ، وأيضاً إذا رجعنا إلى واقعنا الحالى نلاحظ التصدع الذي يصيب التحالف الوطني في كل مؤتمراته إذ تسيرُ فيه الامور بصورة طبيعية في كل جلساته الي أن يصل الي فقرة تكوين القيادة وهنا مربط الفرس إذ تكون هذه الفقرة هي التي تقصم ظهر بعير التحالف وهذا إن دل انما يدل على روح التخليد في الموقع القيادي ، وإذا عدنا إلى تنظيم الجبهة نجد أن القيادة دائماً تتعصب لما تطرحه من افكار وتعتبره هو الصواب ولذلك تسفه آراء الأخرين حتى ولو كانوا على حق وتطلب من الاخرين الموافقة على ما تطرحه بعلاته بحجج واهية مثل تماسك التنظيم والحفاظ على وحدته ، نعم نؤمن بوحدة التنظيم واهمية تماسكه من منطلق شعورنا بالمسؤوليه بنفس القدر الذى يتحمله اخواننا فى المواقع المتقدمة في قيادة التنظيم، إذاً مسؤولية المحافظة على وحدة التنظيم وتماسكه هي مسؤولية جماعية من القيادة الى القاعدة ، لذا اقول كفى تغفيل الجماهير وتخويفها بتفكك التنظيم بهدف تسهيل سوقها إلى اوكارالدكتاتورية المبطنة بالديمقراطية وانني أُؤكد ان الجماهير وعت دورها ولا تقبل تطويع الممارسة الديمقراطية لصيغ الدكتاتورية ، ولم يبق تنظيم جبهة التحرير الإرترية الى هذا اليوم إلا من خلال وعي الجماهير بأهمية هذا البقاء واستمرت في نضالها من اجل بقاء الجبهة لأداء رسالتها الوطنية التي قامت من أجلها ، إذاً إذا كانت هناك رياح تهب لتصدع وحدة جبهة التحرير الإرترية فإن هذه الرياح تأتي من مركز النفوذ في قيادة التنظيم من خلال طرحها المعوج لمفهوم الديمقراطية وهذا يؤدي لتفكيك وحدة جبهة التحرير الارترية والدليل على ذلك تلك الاصوات التى كانت ترفض طرح مراكز القوى فى التنظيم لدرجة كاد هذا السلوك أن يؤدى إلى الانصراف الكيفي من القاعة وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر كانت هناك نقطة تنظيمية طرحت من قبل احد الحضور وتبناها المسؤول الاول فى التنظيم وهنا قامت القيامة من خلال مراكز القوى التي تعتبر من الكوادرالمتشدقة بالديمقراطية حيث ابدت الرفض التام لهذا التبني مما دفع الرجل إلى التراجع عن تبنيه للنقطة التنظيمية التي نقول فيها لو طبقت لكان الأمر يسير في الاتجاه الديمقراطي الصحيح حتى لو اُتبعت فيما بعد الطرق الالتوائية لتحقيق المكاسب الضيقة ، المهم سارت الامور بالطريقة التي يريدونها لوأد الممارسة الديمقراطية ، ولهذا نقولها بصراحة ووضوح لن نسكت عن أي ممارسة تفرغ الديمقراطية من مضامينها الصحيحه من منطلق قول الشاعر. . لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عارعليك إن فعلت عظيمونحن في تنظيم الجبهة لن نقبل أن نمارس ما نكرهه في الغير ، فاحد خلافاتنا مع النظام الحاكم في إرتريا ( الجبهة الشعبية ) رفضها للتعددية السياسية والممارسة الديمقراطية وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير بين الجبهة الشعبية وفصائل المعارضة ، إذاً لانريد أن تكون هذه القشة تقصم ظهر الجبهة ومن منطلق حرصنا على اهمية وحدة الجبهة وتماسكها طرحنا هذا النقد الذي نعتبره نقد بناء إذا احسنا الظن والنية ومارسنا النقد والنقد الذاتي ، وبالتأكيد لا يحلو هذا الكلام للكثيرين من المتنفذين فى المواقع المتقدمة في التنظيم لا اريد ان اقول المواقع القيادية لان ليس هناك قيادة بالمعنى الصحيح للجبهة تتحمل مسؤولية العمل فى المرحلة القادمة لان إنبثاقها غير شرعي وجاءت بالطرق الالتوائية ، هذا وليكن معلوماً إنني تناولت ما شعرت بأهميته في هذه المرحلة على الرغم من وجود أخطاء كثيرة تزكم الانوف ، وعندما اطرح هذا الكلام لا أدعي بأنني افهم من غيري في هذا الجانب ولكن أنا واثق جداً ان الاخوة الذين نتهمهم بالممارسة الدكتاتورية يعرفون معنى الديمقراطية ويعترفون بهذه الحقيقة لو رجعوا إلى انفسهم وتجردوا من الانانية وسال كل واحدٍ منهم نفسه هل هو على صواب بالتأكيد تكون إجابته سالبة وبهذا يكون قد اعترف بخطأه وخير الخطائين التوابين وبذلك يتجلى موقفه الديمقرطي ، وإن عملي فى النضال الوطني لاكثر من 85% من عمري ملكني ثروة نضالية تساعدني على اكتشاف مواقع الخلل في أي زاوية من زواياه ، واعرف أن الأنسان بطبعه ميال للاستحواز والانفراد بالغنيمة إذا كانت هناك اصلاً غنيمة وبهذه الطريقة يتعلم الانسان الممارسات الدكتاتورية إذا لم يحاصر في مهده من قبل القوى الحريصة على الديمقراطية والرافضة لتلك الممارسات المنحرفة . لذا حان الوقت لجماهير الجبهة أن تقول كلمتها فيما يتعلق بحقوقها الديمقراطية في كل المجالات ، وكان علي عهدُ الله على الالتزام باوامر رسولنا الكريم صلى الله عليه آله وسلم فى حديثه الشريف المذكور اعلاه ، والحمد لله انني لم اصل الى مرحلة اضعف الإيمان ولذا سأسعى لتغيير كل منكراً اراه بلسانى الى أن يمكننى الخالق عز وجل لتغيير كل منكراً بيدي انشاء الله. وأخيراً وليس أخراً كنت اتمنى ان اوفر حديثي هذا لمواجهة النظام الدكتاتوري الذي سلب أرضنا وحقنا ا لديمقراطي في العيش بسلام في بلادنا ، بدلاً من أن نأكل بعضنا البعض كألسمك في البحر والله يجازي من كان السبب . ابو صادق abusadek36@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى