مقالات

مفاتيح : أن تشاهد الفرح….جمال همد

12-Apr-2011

المركز

الفرق كبير وشاسع في المساحة التي تتحرك فيها منظمات المجتمع المدني والحزب السياسي ، كما تختلف الإهتمامات والكثير من الأهداف ، وأيضا المحركات الأخلاقية ، وهذه الإختلافات هي في الغالب مناطق الصدامات بين السياسي والمثقف المديني . والمثقف ديدنه أوما يحركه هو ( ما يجب ان عليه المجتمع ) أما السياسي فيعمل تحت شعار ( فن الممكن ) لذا غالبا لا يلتقيات بل ويتصادمان في أغلب الأحيان .

وحسب التعريف الجامع او المتفق عليه فإن ( المجتمع المدني هو مجموعة التنظيمات التوعية المستقلة ذاتيا ، التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة ، وهي غير ربحية ، تسعى إلى تحقيق منافع أو مصالح للمجتمع ككل ، أو بعض فئاته المهمشة ، أو لتحقيق مصالح أفرادها ، ملتزمة بقيم ومعايير الإحترام والتراضي ، والإدارة السلمية للإختلافات والتسامح وقبول الآخر ) . ونضيف ان واجب منظمات المجتمع المدني وقوى المجتمع الحية هو أيضا مراقبة التشريعات وإحتراحها بما يتناسب وتطورات الكون والدفاع عن القوى المهمشة والضعيفة أمام تغول السياسي ودوران ماكينة الدورة ودواليبها . تأسيسا على هذا التعريف وبمبادرة من منظمة (إقرأ) للتعاون الإنساني، وبالتعاون وتمويل من مجموعة دله البركة السعودية لصاحبها السيد صالح كامل وشخص رئيسها التنفيذي السيد ياسر محمد عبده يماني والسيد احمد العمودي وبالتنسيق مع منتديات بوابة كسلا على الشبكة العنكبوتية قدمت عملية عون إنساني لشريحة مهمة من مجتمع كسلا .ففي قاعة (كنتيباي) بالمنتجع السياحي الأنيق ( سراي تمنتاي) وعلى مدى أكثر من 120 دقيقة في يوم الثلاثاء الماضي استمتعنا ونحن نرى شريحة مهمة يعاد لها الثقة با لمجتمع وتستعيد الثقة بنفسها .فقد تم توزيع 43سماعة لفاقدي السمع وعبر جمعيتهم الجمعية السودانية للصم والبكم .43 سماعة بواقع السماعة 3000جنية سوداني ( ثلاثة ملايين جنية بالقديم ) لاسبيل للوصول اليها إلا عبر هكذا مبادرات خاصة وان الشريحة المستهدفة هم ذوي الدخل المحدود أو تحت خط الفقر.ان استهداف الشرائح المنسية في اهتمامات وحركة المجتمع المدني وتقديم العون لها بعيدا عن الضجيج السياسي خاصة وان هذه الشرائح تكاد تنسحب من الحياة العامة لتنغلق على نفسها لهو عمل يكتسب بعدا أخلاقيا وإنسانيا مهما ، خاصة وان الكثير من هذه الشريحة تنتمي للطبقة الأوسطى من المجتمع والتي ادخلتها الأوضاع الاقتصادية في العالم إلى ما دون خط الفقر وقد عرفت هذه الطبقة بمساهماتها في خدمة المجتمع طوال العقود الماضية ، كما تتميز بعفتها وسماحة خلقها .المبادرة التي يمكن تسميتها بإعادة الحياة وإدماج هؤلاء في مجتمعهم مرة أخرى أشترك فيها عدد كبير من المتطوعين الشباب المحبين للحياة والتواقين لتقديم العون ، كما ساهم فيها وبفعالية أطباء متخصصون من مستشفى كسلا التعليمي والذين أعلنوا عن دعم كل مبادرة إنسانية مستقبلا .المدير التنفيذي لمكتب السيد ياسر عبده يماني مايسترو المبادرة فائز الطاهر وعد بتقديم دفعات أكثر من السماعات وكذلك أستهداف مماثل للشرئح الضعيفة من المجتمع مثمنا الدور الكبير لكل الذين تعانوا معه لإنفاذ هذه المبادرة وترجمتها على الأرض .الدكتور محمد سعيد تركاي وزير الصحة بولاية كسلا أبدى كامل وستعداده شخصيا ووزراته لتقديم كل عون وتسهيل الإجراءات الروتينية في سبيل ان تجد مثل هذه المبادرات طريقها نجو مجتمع ولايته وأبدى تأثرة البالغ بالمبادرة . وقد تحدث هاتفيا مع السيد اليماني شاكرا ومقدرا دعمه الإنساني . كما نوه للدور المنوط والمنتظر من منظمات المجتمع المدني والدور الشبابي مشيرا لدور منتديات بوابة كسلا . هذه المنتديات التي بادرة لتقديم العون لمدارس الريف ونفذت مشاريع ( لبسة العيد ) وغيرها من المبادرات الخلاقة بالتعاون مع عدد كبير من عضويتها في دول الخليج والمملكة العربية السعودية تستحق التقدير في شخض مديرها الشاب الخلوق حسين أرى والاستاذ الكبير محمد الحاج موسى وكل طواقهم .الحفل الأنيق وبحضوره الكبير من الأطفال وآباءالمعاقين وبعض التنفيذين وأطباء مستشفى كسلا وعدد كبير من الشباب المتطوعين شاهدوا عرضا مسرحيا صامتا ولطيفا من فرقة جمعية الصم والبكم .الأمل معقود على مثل هكذا مبادرات … ومن لايشرك الناس لايشكر الله .. الشكر لفائز الطاهر ورفيقه أسامة ياسين .. الشكر لكل الذين وقفوا خلف هذه المبادرة العملاقة .في عصر ثورات الشباب المتصاعدة نحتاج لمثل هذا هذه المبادرات الإنسانية الخلاقة البعيدة عن كل رائحة سياسية ذات غرض .نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -8 ابريل 2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى