مقالات

كلمة إرتريا :أيها المؤرخون الجدد الصمت أو بعض الحقيقة !!

25-May-2007

المركز

كعادة كل الأنظمة الدكتاتورية حشدت الجبهة الشعبية في احتفالات الاستقلال لهذا العام عدد كبير من الفنانين والممثلين في مهرجانات استعراضية تحاول من خلالها إبراز الإنجازات التي تعتقد أنها قد حققتها لصالح الوطن ،

ومن خلال متابعة الفضائية الإرترية التي تجتهد لنقل الاحتفالات والمهرجانات ، والتي بدأت باكراً جداً هذا العام ، يبدو أن ما أنفق على الإعداد والإخراج هو مبالغ طائلة ، ومع التأكيد أن ذكرى الاستقلال تستحق أكثر من ذلك لكن المفارقة هي أن الوضع الاقتصادي في الداخل بدرجة من السوء لا تحتمل وتستعصي على التوصيف ، إذ لا يزال الخبز يوزع عبر بطاقات التموين ولجان الأحياء وندرة السكر والوقود مستمرة والغلاء طال كل شيء حتى المنتجات المحلية ، هذا في ظل بطالة متفشية ومرتبات لا تفي بمتطلبات الحد الأدنى ، وفي وقت عجزت فيه حتى وزارة الدفاع عن تلبية مصروفات معسكراتها ومرتبات جنودها ، أن الصورة التي تنقلها الفضائية الإرترية لشعب يحتفل بهذه الذكرى وكل أم خرجت في هذا المهرجان قلبها مع أبنها الموجود في السودان أو ليبيا أو إيطاليا ، هذا غير الذي في الجبهات الأمامية في قوات الدفاع .إن الفرحة باستقلال إرتريا في ظل هذه الأوضاع تترك غصة عميقة في حلق كل إرتري غيور يدرك أن وطنه إذا استمر على هذا النهج فهو إلى زوال لا محالة ، ويدرك أن كل هذا الغثاء ماهو إلا تغطية على عمليات تضييع معاني وقيم الاستقلال التي ضحى من أجلها هذا الشعب ونال شهادة واحترام الجميع العدو منهم قبل الصديق .إن كثير من الأغنيات التي تبثها الفضائية هذه الأيام ومشاهد النضال تعود بالمشاهدين إلى أيام خلت حيث كانت كل الأمنيات أن يتحقق الحلم وهو الاستقلال وحينها سيهون كل شيء حتى إذا ما انتهت الأغنية أو المشهد أفاق المشاهد على الواقع المرير فزاده ذلك ألم وحسرة .كثيرة هي المشاهد الكاذبة التي نشاهدها في الفضائية الإرترية بمناسبة أعياد الاستقلال وتحز في نفوسنا لكن أكثر ما يؤلمنا هو هذا الحشد من المؤرخين المصنوعين الذين يطلون طوال ساعات النهار عبر لغات إرتريا المختلفة ليحدثونا عن التاريخ المزيف الذي يعلمون هم قبل غيرهم زيفه ولا يرضي حتى من يسعون لإرضائه لأنه نفاق مكشوف ، نحن على استعداد لنتحمل كل تهريج المهرجانات الفارغة ولكن نهمس في أذن هؤلاء المؤرخين الجدد وخاصة وهم في سن متقدمة إن الحقيقة اكبر من أن نغطيها بركام الرغبات والتمنيات ولا شيء تخافون عليه وأنتم في هذا العمر فقط نريد منكم الصمت أو بعض الحقيقة !!نشر في صفحة رسالة إرتريا التي يحررها المركز في صحيفة الوطن السودانية – 25 مايو 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى