مقالات

مفاتيح:تونس … ثورة شعب ضد الطغيان :جمال همد*

25-Jan-2011

المركز

( 1 ) في تونس الخضراء تحرك الشارع ، وهب عندما اشتعلت النيران في الجسد المتعب لبائع الخضار الفقير (بوعزيزي) ثم لحقت به المعارضة . الشارع الذي قالت عنه تقارير المخابرات الرئاسية انه مدجن وان لا حول ولا قوة له ، وان تونس بألف خير في ظل حكم سيادتكم !! هذه هي خلاصات التقارير التي كانت تحويها أضابير الحرس الرئاسي التي كانت ترفع للرئيس المخلوع بن علي ، المتفاخر بقوته وجبروته وحكمته التي تكرست من خلال عمله لسنوات طويلة في جهاز الأمن والمخابرات .

انتفض الشارع بعد أن بلغ السيل الزبى . لحقت بثورة الجياع والشغيلة والعمال الطبقة الأسطى والنقابات والإتحادات والمثقفين والصحفيين الملتصقين به ثم لحقت به المعارضة ، على عجل و هي تحاول لملمة أوراقها وخططها . الشارع ينهي مهمته بإسقاط الحكم ، وهو ينتظر الآن لمن لحقوا به ليحصد نتائج نضالهم المترجم على شكل برامج وخطط . الأحزاب لم تتوقع الانهيار الدراماتيكي السريع للنظام مما أربكها لفترة . وحمى الجيش والأمن الدولة من الانهيار بعد ان قال للرئيس ان يغادر . ككل الشعوب التي تحكم بواسطة أنظمة بوليسية استبشر الشارع الإريتري بانتفاضة الشعب التونسي وتمنى أن يراها في بلده . وفي تمني واضح ألتفت ليجد ( التحالف الديمقراطي ) يٌعد العٌدة لاجتماع طارئ ( لفصل أو تجميد عضوية ) حزب الشعب الديمقراطي !. وما (جايب خبر) لما يجري في السودان وما سيتبعه من تداعيات الانفصال أو الوحدة على مجمل أوضاع المنطقة . ولا هو متابع ما يجري من اعتمال في الداخل ولا هم يحزنون !! .حتى كتبته ينبرون بثقافة الردود البائسة ويملأون بالضجيج المواقع الإسفيرية دفاعا عن البؤس والتردي وهم لا يعلمون حتى عن ماذا يدفعون !! . ونكرر مقولة الراحل صديق الشعب الإريتري الأستاذ سيد احمد خليفة التي ختم بها حواره مع إذاعة الجالية العربية ( كان الله في عون الشعب الإريتري ) . ( 2 ) قراءة أولية لصورة غير واضحة المعالم ! صراع مكتومة وحادة تشهده أروقة ومقرات الحزب الحاكم في أسمرا بين عدة جهات ولعدة اسباب . هذه الصراعات تتمظهر بين أطراف مدنية حزبية وأخرى عسكرية أمنية تتجلى في بعض مظاهر الحياة السياسية وعلاقات الحكومة الخارجية ، وخاصة مع دول الجوار القرن إفريقي . وملف السودان له أهمية خاصة لأسباب متعددة بعضها له بٌعد اجتماعي إثني وديني وبعضها مالي تجاري ، وكذلك الجانب الأمني والجيوبولوتيكي ، وللعامل الديمغرافي أهمية خاصة عند كل جهة تحاول الإمساك بالملف ولكن كل خيوط اللعبة في يد الرئيس . فالإمساك بملف السودان يعني للبعض من هذه الأطراف مزيد من تراكم الثروة وكذلك مراقبة حركة السكان على ضفتي الحدود وهؤلاء هم غلاة المتعصبين من عصبة اهل الحكم ، بينما يرى الطرف الآخر ان الملف يعني أهله وأبناء جلدته لذا فهو المعنى بالدرجة الأولي بهذا الملف .. وهذا الملف لا يقف عند جغرافيا محددة فهو يمتد الى دول أخرى ، كما تتشابك عنده قضايا كبرى . نخلص بالقول ان جوهر الصراع يعكس الضيق الذي يشعر به البعض من شكل إدارة دولاب الدولة وإستئثار البعض بكل شيء . في حلقات قادمة نحاول رسم صورة أكثر وضوحا للصراعات داخل المؤسسة الحاكمة وتجليات ذلك على دول الإقليم . •نشرت في صفحة نافذة على القرن الإفريقي-صحيفة الوطن السودانية -21 يناير2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى