مقالات

وبعد عام.. قراءة ليست مكتملة لما حدث .. ! بقلم / جمال همـــد

23-Jan-2014

عدوليس خاص

كل الأنظمة الباطشة على مر التاريخ الإنساني تصف الحركات العسكرية والمدنية المقاومة والتي تقف في وجه جبروتها بإنها حركة معزولة ، لاسند شعبي لها أو إنها مدفوعة من الخارج !.هبة جماهيرية عارمة تُنقل تفاصيل حركتها آلات التصوير ، تُوصف بإنها حركة معزولة ،تحركها أصابع خفية بدعم خارجي ..

شهداء يسقطون ايضا هي حركة لحفنة من العملاء والمرتزقة استخدموا الرعاع لتعكير صفُو السلم الإجتماعي في البلاد … الخ من الأكليشهات المموجة والتى لاتصدأ ابدا ولا تُرمى في قواميس الديكتاتوريات ولا يشغلون أنفسهم عناء البحث عن توصيف آخر ، لذا وبعد (20 ) يوما خرج الديكتاتور الناعم والوسيم ، مرتبكا .. متعبا ، وردد نفس كلام نميري وبيونشية، وبن علي وحسني مبارك :
،،أنهم من الفئة الضالة والمعزولة ،، .
قبلها يقول يماني قبر مسقل الرجل الغامض من الدائرة الضيقة التي تحيط بالرئيس ك”كل شىء هادئ كما كان الأمر أمس الاثنين” !!.
اسمرا التي تم عزلها عن ما يجري في تلة ،،فورتو،، ، وأجتهدوا لتطبيع الحياة فيها ، بحسها الأمني المتوارث أكتشفت ما يدور في أعلى التلة ، وتوارى سكانها خلف ابوابهم ، وجلسوا يحدقون في الفضائيات ، ويردون بإقتضاب على إتصالات ذويهم في الخارج ! .
لساعات طويلة الكل من أزلام النظام لا يعرف مع منو هو ، ومن ضد من !! إلى ان استجمع الرجل القوي الخطوط مرة أخرى وليبادر بالهجوم المعاكس .
كانوا هم الذي عاشوا العزلة والإرباك ، لذا لجأوا للحسم العسكري ، واستدعاء القوات الخاصة أو حرس الرئيس ، ولحكمة بادر الشهيد العقيد سعيد علي حجاي وخرج من المبنى وإلا لكانت المذبحة .
لا تستمر القبضة الحديدية لما لا نهاية .. ولا تدوم اساليب الحكم البوليسية ومن سنن الحياة ان تتفكك ، تتأخر نعم .. تتقدم ربما ولكنها تتفكك .
حركة ،، فورتو ،، العسكرية لم تكن نبتا شيطانيا نمى بغتة ولا رجزا من عمل ابليس ، بل هي نتاج تراكم يومي كمي ربما لن ينضج بالشكل المطلوب ولكنه البروفة النهائية للقادم .
من تمرد قوات الأسلحة الثقيلة في كرن وحركة 20مايو 1993م إلى مظاهرة جرحى حرب التحرير ومجموعة الحرية الآن ، مرورا بمجموعة 13 والمجموعة الإصلاحية الأكثر نضجا واكثر فصاحة ورؤية …. الخ من النضالات .
قطعا تداعيات ما جرى سوف لاتقف عند حد زيولها العسكرية ، فهي ليست مغامرة عسكرية داخل المؤسسة العسكرية الإريترية كما هو حال الإنقلابات في إفريقيا واسيا وامريكا اللاتنية ، بل هي حلقة ضمن سلسلة طويلة من النضالات .. الإخفاقات والنجاحات النسبية ، وهي حركة مهمة وتاريخية ، قد تكون بالمعايير العسكرية وتقيمات الربح والخسارة حركة فاشلة ،ولكن بالمعيار الشعبي والوجداني والتاريخي هي حركة إنتزعت لنفسها مكانة في صدارة التاريخ الإريتري في ظل الدولة الوطنية ، وهذا ما أكدته القلوب التي حفت بها في الداخل والخارج . ونجمل ونقول إستخلاصا لبعض النتائج الاولية للحركة داخل الحزب الحاكم أو في ساحة المعارضة:
1/ إزياد دور ونفوذ الجنرلات وتلاشى بشكل ملحوظ دور الحزب الذي فقد شرعيته التنظيمة حيث ان العدد المتبقى من المكتـب التنفيذي لا يتعدى اصابع اليد الواحدة خاصة بعد إعتقال الرجل الثالث للحزب وعدد من أعضاء المجلس التشريعي ، ليفقد هو الآخر نصابه القانوني أو يكاد .
2/ سقوط الهالة التي اصبغها النظام على نفسه وإنكسار حاجز الخوف في الداخل ، وتراخي القبضة الأمنية وإمكان أختراقها .
3/ الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا قبلا وحزب الجبهة (الشعبية للعدالة والدمقراطية ) ليس كلا واحدا أوحجرا أصم ، بل هي كيان متحرك ومتفاعل ، وأدات نضال حققت النصر في شوطه النهائي لذا لا يمكن ان تكون بهذه النهاية المؤلمة .
4/ سقوط المعارضة الإريترية في إختبار التعامل مع اي متغير محتمل في الداخل .
ولضيق المساحة أكتفي بهذه النتائج السريعة ، وهي كما قلنا قراءة سريعة ، فقط أحب ان اشير ان وقائع ما جري لم تُكشف تفاصيلها ، فالكثير منها في صدور الرجال والقليل ذهب به الشهيد حجاي ، وعلينا فقط إستخلاص النتائج .
المجد للشهداء … الحرية لكل المعتقلين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى