مقالات

(40) عاما ولا زال الجرح ينزف يا أغوردات !! بقلم/ احمد الحاج ـ ملبورن ـ استراليا

10-Mar-2015

عدوليس ـ ملبورن ـ ( خاص)

يصادف الإثنين التاسع من آذار ـ مارس 2015 الذكري الأربعون لمذبحة مدينة أغوردات (سمبت طلام ) بدولة أريتريا والذي راح ضحيتها أكثر من أربعمائة شهيد من وجهاء وأعيان وتجار وأساتذة وطلاب المدارس ومن عامة الناس، وقد بدأت فصول المجزرة في عصر ذلك اليوم من عام 1975م بعد أن قتلت احدي اللجان الشعبية التابعة لجبهة التحرير الاريترية في الصباح أحد جواسيس وعملاء الاستعمار الإثيوبي، في وقت وصل فيه قائد الفرقة الثانية من الجيش الإثيوبي الي المدينة بعد أن تكبدت قواته هزيمة نكراء بالقرب من مدينة “بارنتو” وجن جنونه حين انتظرته مدينة أغوردات تغلي بخبر مقتل الجاسوس فأصدر من فوره تعليمات

صارمة بنشر القتل والحريق والدمارفطاف المئات من الجنود في المدينة طولاً وعرضاً وهم يطلقون في بادئ الأمر النار بكثافة في الهواء ثم مالبثوا أن حولوا الرصاص والقنابل والسونكي الي صدور الشيوخ والنساء والشباب والأطفال وحتي الحيوانات ـ أعزكم الله ـ لم تنج من القتل، فتحولت أغوردات في ظرف ساعتين الي أكوام بشرية ـ جثث ملقاة في قارعة الطريق ـ نساء ورجال بقرت بطونهم وهم يصارعون الموت ـ جنود يكسرون أبواب البيوت والمقاهي والدكاكين فيقتلون من بداخلها والمسجد الكبير تلطخ جدرانه بالدماء وتسيل دماءً أخري في المعهد الديني الإسلامي بالمدينة، عشرات المنازل المحترقة والمدمرة وبداخلها أشلاء فاحمة لأطفال ونساء وشيوخ، كان عملاً من اعمال ابادة الجنس البشري كشف بشاعة الاستعمار الاثيوبي وممارساته الوحشية حيث أنضمت مدينة أغوردات الي المذابح العديدة التي أقترفها النظام الاثيوبي من مثل مذابح عد ابرهيم وأم بيرمي وحرقيقو وبسكديرا وعونا وأم حجر وشعب وغيرها ـ مئات الشهداء أغتيلوا غيلةً وغدراً نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الشخصية الدينية المعروفة الشيخ/ محمد ودشيخ الأمين ود سيدنا مصطفي والشيخ/ سعيداي مساعد مؤذن المسجد الكبير وجابره عبد القادر المعلم بالمعهد الديني ومعه بعض طلابه ، وحامد شريفو وإبنه الطالب الجامعي وسليمان غازي وشقيقه صلاح غازي الطالب الجامعي ومحمد جانكرا والشيخ/ حامد هبتيس وابنه اسرائيل الذي كان عضواً باللجان الشعبية التابعة للجبهة وعلي أبر ومختار محمد ادريس وحسين جعفر وعلي بارياي ومحمد صالح هاقدي وأحمد أزوز ومحمد صالح حالي وهمد مصطفي وعلي فرج وحامد أدحنة وعشرات العشرات غيرهم حيث دفنوا في مقابر جماعية دون أن يلقوا عليهم ذويهم نظرة الوداع الأخيرة ـ رحمهم الله جميعاً وأدخلهم فسيح جناته انه تعالي سميع مجيب الدعاء..ملاحظة: اللوحة في مقبرة أغوردات مكتوب عليها شهداء المذبحة 370 لكن بعض المصادر تشير الي أنهم أكثر من أربعمائة قد يكون بعضهم دفن في أماكن أخري والبعض ربما أستشهد لاحقاً متأثرا بجراحه. كما هناك الكثير من الأخوة المسيحيين الذين دفنوا في مقبرة أخري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى