حوارات

حسن سلمان : إثيوبيا قادرة على تجاوز الأزمة، وهذه هي أسباب تأجيل مؤتمر المعارضة

22-Oct-2016

عدوليس ـ ملبورن

الدكتور حسن سلمان واحد من الأصوات الإريترية المعارضة التي إستطاعت المزاوجة بين العمل التنفيذي اليومي والتنظيري الفكري.بين النظري والعملي والتوفيق بينهما بالرغم من صعوبة ذلك! ( عدوليس ) تواصلت مع الدكتور حسن سلمان القيادي البارز بالمعارضة الإريترية وحاورته حول عدد من القضايا التي تهم القاريء الإريتري ومتابع أوضاع القرن الإفريقي .في هذا الجزء تحدث سلمان عن المشكلات التي تكتنف طريق عقد المؤتمر الثاني للمجلس الوطني والأسباب التي أدت لعجز القوى السياسية من الخروج من كبوتها.

كما تحدث عن الأوضاع في إثيوبيا وتأثيراته على مجمل دول القرن الإفريقي داعيا لإعادة النظر وتقييم ما تم الإتفاق عليه قبل ربع قرن.
تواصل معه : جمال همــــد
1/ المؤتمر الثاني للمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي ضرب الأرقام القاسية في التأجيلات وإزدياد الصراعات بين أجنحته كيف ترسم لنا الصورة ؟
إنعقاد المؤتمر الثاني قد تجاوز من حيث التوقيت المحدد له كل التوقعات، واستعصى عقده على كافة المعالجات الإضافية. وكما تعلم ان المؤتمر الاول لم يخرج فيه الناس بتوافق حقيقي يضمن إستمرار القوى السياسية والمدنية بشكل جيد ، وكذلك أعترت نتائج المؤتمر بعض النواقص فيما يتعلق بوضع أساليب المعالجات التي ربما يتم من خلالها العلاج في حال وقوع المشكلات .
فقد خرجنا ونحن نحمل بذور العديد من المشكلات التي تفاقمت مع الوقت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن!، مما صعب على القوى السياسية الوصول للمحطة الثانية ، وهي المؤتمر الثاني ، وكنا بحاجة لإنجازات ونحن نذهب للمؤتمر بدلا من المشكلات التي نحملها الآن إلى المؤتمر. بغض النظر عن تفاصيل الأزمة ومن المتسبب فيها ، في تقديري هناك عجز واضح في المعالجة ومن الطرفين . الاول هو الطرف المعني مباشرة وهو القوى السياسية التي لم تستطع تجاوز مشكلاتها وقد إنقسمت إلى محورين ، كل محور له مبرراته . طرف يمثل الأكثرية ويمثل قاعدة أوسع ومتمسك بعقد المؤتمر ويظن ان أكثريته تؤهله لعقد المؤتمر .
والطرف الثاني هو مجموعة ( 5+1) متشبث بالرفض ويريد ان يتموضع ضمن وضع معين يضمن من خلاله ان يكون له وجود داخل المؤتمر والمجلس ، ويحس ان الحالة داخل المؤتمر لا تتيح له ذلك ، لذا يتشبث ببعض المبررات والاسباب ويرفض عقد المؤتمر. ووصلنا إلى حالة من الشلل الحركي ، ومؤسسات المجلس لم تستطع الوصول بالناس للمؤتمر .
قوى الأكثرية وصلت لقناعة تقول انه لابد من عقد المؤتمر مهما كانت التكاليف ولكن للأسف ان التكاليف كبيرة وربما لأ تستطيع هذه القوى تحملها مالم يكن هنالك دعم من الدولة المضيفة أو دعم قوى شعبية أو سياسية ، وهنالك سمنار لمناقشة ذلك وأمامه عدة خيارات وبدائل وننتظر لنرى ما سيخرج به السمنار.
العامل الثاني هي الدولة المضيفة فعادة ما تلعب الدولة المضيفة تلعب دورا أساسيا في التمويل والترتيب ودعم المناشط …الخ.
الدولة المستضيفة ـ إثيوبياـ الآن رافعه شعار انها “لا تتبنى إي مؤتمر إلا إذا كان موحدا” ، هذا الشعار من حيث هو صحيح أو موقف صحيح، لكن السؤال هل لعبت الدولة المستضيفة دورا مباشر وكبير بين المحورين حتى تستطيع ان تسهم في المعالجة؟ للأسف الإجابة بلا ، مما فُهم منه إنها تنحاز لمجموعة الـ ( 5+ 1) وهذا ليس جيدا لمستقبل العلاقة ، لذا نتمنى ان تتم التفاهمات والحوار مع الحكومة الإثيوبية للوصول لتفاهمات لصالح الجميع ، تفاهمات ترضى الجميع ونحن نعتقد ان الحكومة الإثيوبية قادرة على ممارسة الضغط على مجموعة (5+1).
2/ ماذا يجري في إثيوبيا .. وكيف تقيم الصراع هناك وتأثيراته على الوضع إقليميا ؟
كلنا يعرف حجم التحديات الكبرى التي تواجه الحكومات في القرن الإفريقي ، وحجم التبايات الدينية والعرقية والإثنية والثقافية … الخ وتلك هي نفس التباينات التي تواجه الحكومة الإثيوبية، وهي تباينات قديمة وتاريخية وشهدت بسبب هذا التباينات الحروب والصراعات المعروفة ليس في إثيوبيا وحدها بل كل القرن الإفريقي.
وإبتداء أقول ان الحكومة الإثيوبية الحالية قادرة على مواجهة ذلك وإرثها المعروف في الحوار والوصول لتفاهمات خاصة بعد وصول العهد الجديد للسلطة، قبل ربع قرن.
الإيجابي للأقليم التي كانت تدور فيها الحرب كاقليم تقراي ،ومحاولات الراحل ملس زيناوي للنهوض بإثيوبيا وإستطاع مع رفاقه إيجاد نوع من الحكم يتركزعلى فلسفة القوميات التي تتحالف وتشكل نوع من التعددية وتتقاسم السلطة والثروة وإدارة الدولة المركزية وهذا كان مرضى للجميع ، وتقسيم السلطات والثروات بشكل عادل نسبيا ، والراحل زيناوي عمل على لإظهار الوجه المسلم في هرم السلطة وإشراكه في السلطة خروجا عن المألوف المرعي لسنوات طويلة وأعني مسيحية الدولة واللغة الأمهرية ، و بالعموم يمكن القول ان عملية تقسيم السلطات لم تكن كافية بالشكل المطلوب وبالتالي لم تكن مرضية بالشكل الكافي لقوميتي الأورمو والأمهرا حسب رأيهما مع ان إقليميهما سجل تطور ملحوظ في التنمية والتقدم ، كما وسجلت إثيوبيا خطوات ملحوظة في التنمية يلمسه الجميع.
و يظل تقييم الأقاليم لهذه السلطات وفهمه لتجاوزات السلطة المركزية كما هو الحال بالنسبة لإقليم الأرومو الذي إنتزعت بعض اراضيه لتمنح للمسثتمرين الأجانب أو محليين وتجاوزات أخرى. على الدولة الآن ان تقف مع نفسها لتقييم الوضع الراهن بعد مرور ربع قرن على الإتفاقات التي تمت غداة وصول التحالف الحاكم لسدة السلطة ، خاصة في ظل تطورات كبيرة وتفاعلات جمة حصلت خلال ربع قرن ، والمعالجات الأمنية تنجح وقد تقمع المعارضة إلى حين، لكن لا تقتل المطالب الحقيقية للشعوب والمطالبات العادلة .
ونحن كإريترين نتمنى لإثيوبيا التطور والإزدهار لأن إستقرارها سيكون من صالح كل الإقليم، ولأن التصعيد وغياب المعالجات الصحيحة ربما تؤدي للكثير من المشكلات لاتقف على الوضع في إثيوبيا وحدها.
في الجزء الثاني سوف يتحدث الدكتور حسن سلمان عن علاقات إريتريا الخارجية وأسباب مرونة حركتها في القرن الإفريقي ، كما سيتحدث عن ظواهر الإعترافات لبعض ما يقدمون أنفسهم كضابط سابقين في جهاز أمن الجبهة الشعبية سابقا والحكومة الإريترية لا حقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى