حوارات

عبدالفتاح ود الخليفة وحوار إستعادي مع عمر يوسف ألف !

23-Mar-2019

عدوليس ـ نقلا عن موقع

العمل السّرّى الوطنى فى المدينة له شجون وقصص وحكاوى تتطلّب البحث والإتصال بمن شاركو وصنعو الحدث.. وقصة (سنة ثانية سجن) وإعتقال الشّيخ محمّد مرانت فى عام 1973 وجدت فيها كثيرا مما لا أعرف وعرفت من خلالها شبابا حملو أرواحهم على أكفّهم وفى طبق من ذهب قربانا للوطن ليحيا ويعيش بيننا.. بالرّغم من أن الوطن أصبح سجنا لبعضهم وخصما من رصيدهم التّراثى والنّضالى ومنفى لبعضهم الآخر.. ولكن لا زال الكثير منهم من على البعد يقتل الألم ويترفّع على ما لديه من جراح ليقول لنا وللوطن .. ما عانيناه من أجل الوطن كان عابرا ومؤقّتا وما نحن فيه اليوم أيضا عابر وزائل وتلك حكمة الحياة ولذالك وجب التّروى و إبعاد النّظر وإعلاء الهمم…

القارئ العزيز لا زلنا نتابع قصّة الشيخ القاضى والقائد (مرانت) وأعمل قدر الإمكان الإيفاء بالوعد الّذى قطعته على نفسى. .. لمعرفة حيثيات الإعتقال الثّانى وتثبيت الحقائق على الأرض والإتّصال برفاق الشيخ فى العمل الوطنى والجبهجى فى مدينة كرن حتى عام 1973 فكانت الحلقة الخامسة مع المناضل.. إدريس دافئ موسى محمود.. واليوم من على البعد كنت قد أجريت هذا اللقاء مع المناضل يوسف عمر ألف… والّذى إعتقل فى كرن بعد إنكشاف أمر (حلايا الجبهة السّرية) فى المدينة) جزئيّا فإلى مضابط اللقاء….
سؤوال: المناضل يوسف يمكن أن تعرّف القارئ بنفسك…
يوسف ألف: الإسم يوسف عمر ألف ولدت فى كرن عام 1951 فى حىّ (عد عقب) (تانتاروا) سابقا ثمّ رحلت الأسرة إلى (قزا باندا) لاحقا… تلقيت تعليم القرآن.. عند الشّييخ (بلال ) فى حوش الميرغنى وعند الشّيخ (عثمان أندول) فى (حقات) لتواجدنا فيها لفترة ظروف عمل الوالد وفيها … أمّا دراستى الإبتدائية كانت ما بين (حقـات) وكرن والمتوسّط والثانوى فى كرن فى و فى عام 1973 قاطعت الدّراسة بسبب عملية الإعتقال التى تعرّضنا لها أنا والإخوة (مرانت وإدريس دافئ وإدريس آدم.. والبقية.. ومن ثمّ السّجن واللجوء إلى خارج إرتريا…
سؤال: أخ يوسف هل لك أن تذكر للقارئ عن نشطاتكم فى تلك الفترة من أيّـام النّضال ؟يوسف ألف: كنت مسؤولا عن النشاط الجبهجى فى أوساط الطلبة مع إنثين آخرين من رفاقى وهم 1- بخيت عبدالرّاوق (يعيش اليوم فى الولايات المتّحدة الأمريكية) (رئيسا ويمثّل أبناء (أغردات).. وشخصى كمسؤولا عن المالية وأمثل أبناء (كرن) والأخ (نورى محمّد عبدالله سكرتيرا ويمثّل أبناء (تسنى) (يعيش اليوم فى المملكة المتّحدة) كان قائدا فى وحدات جيش التّحرير الإرترى ثمّ عضوا تنفيذيّا فى التنظيم الموحّد…..
وإجتماعاتنا كانت تتمّ فى منازل بعض الأخوة الطّلبة من أبناء المديرية الغربية الذين يستأجرون عادة غرفا فى الميدينة حتّى يكملو دراستهم فى كرن..ومهمّتى فى وسط الطّلبة كانت تجنيد أكبر عدد ممكن منهم ليساهمو فى النّضال… ونوزّع المناشير والبلاغات العسكرية والكتب الثّورية التى ترسلها لنا الجبهة … وتطلب منّا أن نوزّع بعض المناشير لتفريقها فى وسط المدينة ليلا نفعل ذالك وبكلّ حذر.. ونقضى كلّ تلك الحوائج بالكتمان والسّرية التّامة.. إلى أن جاء اليوم المشؤوم يوم الإعتقال…
سؤال: هل كنتم تقابلون المسؤولين عن العمل الدّاخلى فى ضواحى المدينة أم كنتم تكتفون بتوجيهات قيادتكم فى داخل المدينة؟
يوسف ألف: القائد والموجّه كان الأخ القائد (محمّد مرات)… ولكن بعض الأحيان يتوجّب أيضا مقابلة المسؤولين خارج المدينة فنتوجّه إلى (عنسبا طبّاب) لمقابلتهم أذكر أنّنى قابلت الأخ المناضل الكبير (سليمان موسى حاج) مرّة… وأخرى قابلت فيها الأخ المناضل (عبدالله سعيد علاج)
سؤوال: متى إلتحقت بالعمل السرّى الجبهجى فى المدينة؟
إلتحقت بالعمل السرّى الجبهجى عام 1970 ولكن قبله كنت متأثرا بأخى الأكبر الّذى إلتحق بالمقاتلين فى الميدان وهو( درار عمر ألف) ولكن جنّدت رسميّا من قبل أخ إسمه يوسف كان من الطّلاب النّشطين حينها… ولقاءاتنا كانت تتمّ فى متجر أحد الوطنيين وهو(عثمان أسماعيل) .. ( ود شمبل إسماعيل)..
سؤال: متى أعتقلتم وكيف كشف أمركم؟
إعتقالنا كان فى 25-12-1973.. المدينة كانت قد شحنت بالجواسيس والمخبرين والمندسّين.. فكان هناك المهندس فى البلدية من أصل أمحراوى (تارّقى).. وصاحب البار نفسه (إستيفانوس).. جاءت الرّسالة المعروفة إيّاها… والّتى ذكر حيثياّتها المناضل (إدريس دافئ موسى) ومن ضمن من تلقّو الرّسالة كان المهندس الأمحراوى (تارّقى)… وتارّقى هذا كان يعرف أسمروم ربّما بحكم المهنة.. لأنّ أسمروم كان موظّف فى البلدية ومسؤول من المكتبة التّـابعة لها وأببى كان طالبا وهو شقيق (أرقاى) لاعب الكرة المشهور حينها وصاحب بار ومطعم (سنايت) اليوم… ولكن (أببى) كانت تربطه علاقة صداقة بأسمروم والإثنان كانا مجنّدين معنا فى خلايا الجبهة السّرّية..
المهندس الأمحراوى تارّقى إتصل بأسمروم هذا وأنا أظنّه خدعه.. وقال له أنّه تلقى رسالة من الجبهة.. وأنه يريد أن يتفاهم مع الجبهة ويريد أن يساعد أيضا بدفع المال و رسم خرط عن المدينة وعن المواقع العسكرية لتستفيد منها الجبهة.. ويظهر أن أسمروم صدّق الكذبة أو شيئ آخر لا أدرى إتصل بزميلنا فى العمل(أببى) شقيق ( أرقاى).. وجاء (أببى) إلىّ حاملا مشروع تارّقى وأسمروم… قلت لأبّبى بالحرف الواحد إننّا لا نعرف مصدر الرّسائل أبدا.. وليس لدينا أى صلة بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد.. سكّر على الموضوع.. ولا من شاف ولا من درى!!!
سؤال: ولكن المهندس(إدريس دافئ). يقول.(إنّ المهندس الأمحراوى إتصل بك… وأنت الّذى فاوضته فى الأمر)…
يوسف ألف: أولا وقبل كلّ شيئ أحيّى زميلى فى العمل الوطنى حينها (المناضل إدريس دافئ) ولكن عن لقائى بالمهندس الأمحراوى (تارّقى) شخصيّا هذا غير صحيح.. المهندس المذكور طرح أمره على أسمروم وأسمروم نقل الأمر إلى زميلنا(أبّبى)… وأبّبى بدوره نقله إلىّ….. واليوم التّالى إعتقلت المخابرات (أبّبى) وأسمروم).. وعندما حقّقو مع الإثنين إعترف علىّ (أبّبى) بأنّنى أنا الذى جنّدته فى عضوية الجبهة.. والمؤشّرات كلّها توحى بذالك.. حيث يوم إعتقالى.. وجدت الأخوين (أسمروم وأبّبى ) فى زنازين الكارشيلى.قبلى… وأيضا عرفت لاحقا أنّ المناضل (إدريس دافئ ) أيضا سبقنى فى المعتقل.. ولكن ربّما مع طول الفترة إختلطت الأمور على المناضل إدريس دافئ… وذالك أقرب الإحتمالات…
وإعتقالى كان فى مساء اليوم التّالى لإعتقال (أبّبى وأسمروم).. وأنا عائد من المدرسة الثّانوية (أطى داويت) حينها.. ومن إستوقفنى كان رجل المخابرات المعروف حينها الملقّب (هاى وى) ومعه عنصر آخر وهو (سرجينتى فتوّى) ( الشّـاويش فتوى).. إقتادونى إلى مكاتبهم وسجنهم الـ (كارشيلى).. ثمّ قيّدونى بالحديد و.أدخلونى فى زنزانة أمّا الزنزانة فأعفينى من وصفها.. لئلا نؤذى القارئ .. وأثناء الّدخول إلى الزنزانة لمحت.. الأخوين (أسمروم وأببى)… ولكن إعتقدت بأنّ الأمر لا يعدو أن يكون تخويفا وإرهابا… فقط.. ولكن إنتابنى الخوف ودخل الشّك قلبى… عندما حمل ألىّ (سرجينتى فتوى) رسالة الجبهة فى زنزانتى وهو يزمجر ويزأر كالأسد يقول: (من طحيفو إذى ورقت) ويعنى (من كتب هذه الرّسـالة)؟ قلت لا أدرى…
قال: كيف لا تدرى ألم تكن أنت من الشفتة. الخارجين عن القانون… وإنهال على هو وزميله (هاى وى) بالضّرب والرّكل فى كلّ مكان وإستمرّ الضّرب والسؤال المتكرّر لوقت طال حتّى أنهكت قواى… وأنا أنكر معرفتى بالرّسالة ومن كتبها.. وفى وقت متأخّر من الليل.. أخرجونى من الزّنزانة وإقتادونى إلى أحد مكاتبهم المشؤومة.. ووقفت أمام ثلاث من الأشرار الضبّاط.. . أحدهم (ملازم أمحراوى) تابع للشّرطة.. و الآخر(شامبل) نقيب تابع (للكماندوس) ورائد من الأمحرا وهو من الـ (طورسراويت) وهؤلاء هم فريق التّحقيق.. وأكثرهم فظاظة وقلظة وحقدا كان الملازم الأمحراوى.. وهو معروف كان حديث العهد فى المدينة لا أذكر إسمه الآن ولكنّا كنّا نناديه بـ (ود جابرا) لأنّه يشبه فى طوله ولونه الفاتح( الإسكافى الكرناوى ود جابرا) صاحب الطّرائف .. ولكنّ الأمحراوى الملازم هذا كان يكره كلّ ما هو إرترى وكرنى..ولم يستطع أن يفهم لماذ تكره المدينة وشعبها ملكه (جانهوى)… وكلّ طلاب الثّانوية والمتوسط يعرفونه فى حملة الإعتقالات المعروفة والتى حصلت فى المدينة بعد المظاهرات الطّلابية الصّاخبة والتى شهدتها المدينة عامى 1973 و 1974 …سألنى هذا الملازم وبطريقة فظّة.. هل تعرف معلم فى المعهد أعرج إسمه (مرانت) ؟
قلت لا أعرفه..
قال: إعتقلنا شخص إسمه(إدريس دافئ) وقال إنّك تعرفه.. وأنت الشّخص الوحيد الّذى يلتقيه .. وأنا عن نفسى لم أعرف حتّى ذالك الوقت أنّهم إعتقلو الأخ المناضل (إدريس دافئ) ولذالك لم أعرف ماذا قال لهم فى التّحقيق… ولكنّهم كمحقّقين يستعملو كلّ شيئ وكلّ الأساليب للإيقاع بيننا ونقل أحاديث كاذبة وملفّقة لتكون النّتيجة بالنّسبة لنا الإنهيار ثمّ الإعتراف وهذا شغلهم. وغاية مبتغاهم… وهذا وضع معروف عند المخابرات.. ولذالك لا ألوم أحد فى ذالك ولكنّى أقول فى مجمل الأمر كانت تلك ضريبة العمل الوطنى… ولا أظنّ أنّنا أمام محكمة الآن لنبرّر مواقفنا …
ود الخليفة: ولكن محكمة الـأريخ هى الّتى تستجوبكم الآن.. لتقول لكم ماالّذى حصل بالضبط لنسجلها بأحرف من نور…
يوسف ألف: وهو كذالك ومن هذا المنطلق أقول إن الحقيقة هى التى أرويها لك الآن وأسمح لى أواصل…
ود الخليفة : تفضّل….
قلت: لا أعرف الإثنين.. وحينها إنهال علىّ بالضرب والًصّفع والرّكل.. وهو يصرخ فى وجهى كيف لا تعرف يجب أن تعرف.. ثمّ كبّل ذاك الفلاح الحاقد الأمحراوى يدىّ بمعاصم من الأسلاك الكهربائية .. وفتح أزرار الكهرباء.. أحسست بالكهرباء تسرى فى جسدى للدقائق الأولى وبعدها.. فقدت الوعى كاملا وعندما أفقت من الصّدمة الكهربائية ووجدت نفسى فى نفس الزّنزانة التى كنت فيهــا… وفى الصّباح الباكر أوثق الملازم الأمحراوى هذا يدىّ إلى الخلف.. ومعه ثلاثة من الحرّاس الأشدّاء وأجلسونى على سيّارة (لاندروفر) وإنطلقو نحو الجبل (جبل عد حباب) ومنزل القائد (مرانت)… وعند وصولنا لمنزل القائد كنت وجها لوجه أمام مرانت..(قمزت عينى وهززْت رأسى) لأنّ ذالك كان كلّ أملك فى تلكم اللّحظات العصيبة…وإن سمح الظرف كنت أريد أن أقول له (حصل المقدّر والمكتوب كما ترى .. كن قويّا كما ألفتك وألهمنا الشّجاعة التى فاضت.لديك..)
سأل الأوغاد الشّيخ قائلين: هل تعرف هذا الرّجل؟
ردّ الشّيخ قائلا: لا لا أعرفه.. لم يمهلوه طويلا بل إنهالو عليه بالضرب أمام زوجته وطفله… وهم يردّون تعرفه لماذا تنكر معرفته؟ ويردّّ الشيخ إنّه لا يعرفنى وثبت على هذا الموقف!!!البعض منهم قلب المنزل عاليه سافله وهم يبحثون عن أشياء تورّط الشيخ القائد وتدينه ولكنّهم لم يعثرو على شيئ… وأخذونى بمعيّة الشّيخ القائد فى ذالك الصّباح الباكر وهبطو بنا من جبل (عد حباب) .. وأجلسونا تحت أرجلهم فى السيّارة يركلون ويصفعون حتّى أوصلونا إلى مكتب التحقيقات الـ (كارشيلى) .. وأصبح (القائد مرانت) نزيل زنزانة بجوارى…
ولكنّهم هرعو فى نفس الوقت إلى منزل (عمر خليفة محمد على ) الملقّب (بعمر بيرب) لاعب الكرة المشهور.. والّذى كان يسكن فى (كامبو بوليس).. وقالو له: أنّ يوسف ألف إعترف بأنّك معه..و فتّشو منزله ليجدو (مجلة النّضال التى كانت تصدرها جبهة تحرير إرتريا).. ومن ثمّ إقتادوه إلى السّجن ليكون نزيل إحدى الزّنزانات فى نفس السّجن.. وأذكر عمر هذا كان حديث العهد بالجبهة كنت قد جنّدته حديثا فى التنظيم…
سؤال: ماذا عن (المجلّة)
يوسف ألف: فى التّحقيق إعترفت أنا الّذى وهبت له الـ (مجلّة) أو المنشور لأنّ بعضا من عناصر الجبهة الّذين إلتقيت بهم فى مدينة (حقّأت) أثناء عملى فى مزرعة الأسرة هناك.. طلبو منّى أن أصطحب معى تلك المجلّة وتوزيعها وإن لم أوزّعها عقابى سوف يكون الإعدام.. وخوفا من الإعدام.. ومن يدهم الطّولى وزّعتها للشّباب وأحدهم كان عمر… أمّا (عمر) فلا يعرف عن مصدرها شيئ…لأنّى هنا قلت فى نفسى( إن وقعنا عن قرب أحسن لتحاشى عمق الجرح) أو كما يقال فى التّقرى..( من قروب ودقا من طلع دحنا).. وكلّ همّى كان أن تحصر المسألة فى أقلّ عدد ممكن من الأعضاء وإلاّ سوف يكون معظم رجال المدينة نزلاء السّجون..
سؤال: ثمّ ماذا؟
يوسف ألف: إستمرّ الوضع هكذا.. لمدة أسبوعين أو أكثر.. ففى صباح يوم من الأيّـام جمعونا فى زنزانة واحدة.. وهنا تفاجئت بأناس لا أعرفهم مثل (حامد جمجام) والّذى كنت أعرفه فقط كلاعب كرة فى فريق (عنسبا).. والشّيخ الأستاذ (إدريس آدم) الّذى لم أقابله يوما قط…. ولأن كلّ واحد منّا يعرق فردا واحدا.. لا أكثر وهذا وساعد كثيرا فى يوم الكارثة والإعتقال…
سؤال:لماذا جمعوكم هكذا وما خلفية الجمع هذه؟
يوسف ألف:لا أدرى ولكن أعتقد ربّما همّو بتقديمنا للمحاكمة نسبة لعدم وجود أدلّة إضافية قويّة وعدم توفّر الشّهود.. لأنّ كلّ ما وجدوه هو قرائن ليس أكثر ولا أقلّ.. وهنا كانت الفرصة عندما جمعنا فى زنزانة واحدة فى أن نتشاور فيما بيننا.. وقلنا حينها.. لأن الأخ (إدريس دافئ).. كان على وشك السّفر إلى الخارج فمن الأفضل أن ننفى صلته بنا.. وفعلا هذا هو الّذى حصل.. على حسب الإتفاق كان يجب أن نتحمّل أنا والشيخ (مرانت) العبئ الأكبر من العملية لأنّنى إعترفت (بإعطائى مجلّة النضال الجبهجية ) للأخ المناضل (عمر) والشيخ كانت له سابقة فى عام 1969 وتحصّل الأخ (إدريس دافئ ) على البراءة كإجراء مؤقّت… ولكنه أعيد إلينا فى السّجن بعد يوم من إخلاء سبيله.. وقضى معنا فى السجن على ما أعتقد شهورا قليلة….
سؤوال:ماذا عن المعتقلين الآخرين؟
يوسف ألف: خفّفت مدّة السّجن على (عمر الخليفة محمد على- بيرب) فكانت ثلاث أشهر فقط.. بالرّغم من وجود الدليل لأنّى حملت وزر مجلّة الجبهة عنه ..وبرّأ أيضا الأخ (أبّبى) شقيق أرقاى.. ولكن دعنى أقول شيئا عن (أبّبى).. بالرّغم من أنّه كان مقرّبا منّا وبالرّغم من أنّه إعترف بأنّه قابل (الجبهة ) فى (عنسبا طبّاب).. حكمت له المحكمة بالبراءة.. والإكتفاء بما قضاه فى الزّنزانة على زمّة التحقيق… وأظنّه السبب المباشر فى ذالك كان والدته وزوجها… لأن والدة (أبّبى) كانت قد تزوّجت (الكونونيل بشّو) الأمحراوى والّذى كان العضو الثّالث فى المحكمة العسكريّة التى عقدت فى (شيشيتا) لمحاكمتنا.. أمّا دليلهم فى كلّ العملية وعقدة البداية (أسمروم) حوكم بثلاثة أ شهر سجن.. وحكم على الأخ (حامد جمجام) ستّة أشهر سجن وعلى المناضل الشّيخ (إدريس آدم) سنة سجن.. وعلى العبد الفقير ثلاثة سنين سجن.. والّذى نال نصيب الأسد فى العقاب كان القائد الشّيخ (محمّد مرانت نصّور) فكان نصيبه خمسـة سنيـن سجن مع الأشـــغــال الشّــــاقة..لأنّه وقع متلبّسا مرّتين..
سؤال: ألا تعتقد أم الأمحرا كانو مهاودين معكم ولم يوقعو أحكاما بسنين أطول أو إعدامات أو شيئا من هذا القبيل؟
يوسف ألف: نعم نحن إعتبرنا تلك الأحكام رحمة من الله.. لأنّ كثير من الشّباب كانو يذبحون ليلا ويرمى بهم على الأودية وعلى قارعة الطّريق.. وفى أطراف المدينة… وإعتقد عن نفسى أن وجود (الكونونيل بشّو ) كان له أثر إيجابى فى الأحكام.. ولأن قضيّتنا سمع بها القاصى والدّانى أيضا فى المدينة وفى إرتريا كلّها فأخذو الحذر نوعا ما وإلا القتل بالنّسبة لهؤلاء من أبسط الأمور… ولا ترمش لهم عين وهم يقتلون…
سؤال:أبّبى إعترف عليك بأنّك جنّدته.. ومن إعترف على إدريس دافئ وإدريس آدم وحامد جمجام..
وعمر(بيرب) والقائد مرانت؟
يوسف ألف: أنا إعتقد أنّ الأخ (أسمروم) كان مدسوسا فى وسط العمل الجبهجى.. وبما أنّ الأخوين(أسمروم وأبّبى) أعتقلو كأول دفعة..ربّما نطقو ببعض الأسماء وبالذّات أسمروم.. ولذالك إعتقلو أدريس دافئ ثمّ إعتقلونى لإعتراف (أببى).. ولكن لإرتباط (أببى القوىّ بأسمروم كصداقة حميمة ربّما صرّح له ببعض الأسماء الّتى عرفها أو سمع بها.. وعند التحقيق نطق أسمروم بالأسماء التى عرفها ولكن لم أقابل أسمروم بعدها لأسأله وحتّى (أبّبى ) لم أقابله بعد الّسّجن لأنّه غادر المدينة وأنا فى السّجن… وأظنّه ربّما يكون متواجد فى أوروبا.. ولكنّى أريد أن أضيف.. إنّ من يتعرّض لذالك التعذيب ويصمد.. إعتبره أنا شخصيّـا ناضل وإنتصر..ومن لم يستطيع الصّمود فتكفيه نية النّضال وتلك فى نفسها وسام شرف.. ولذالك عذرت زميلى فى العمل (أبّبى).. ولكن أسمروم أشكّ فى أنّه وراء قصّة الإعتقال.. ولا أدرى كيف؟
سؤوال: أين أسمروم الآن؟
أسمروم غادر كرن ونحن فى السّجن ولكنه عاد إليها وهو الآن يعيش فيها..
أشكرك المناضل الأخ يوسف عمر ألف.. ولنا لقاء إنشاء الله فى سانحة أخرى .. وفى أمور أخرى تتعلّق بالسّجن ومجريات العمل النّضـالى فى المدينة بتعمّق وتفاصيل أكثر.. وحتى ألقاك لك التحية والشكر مجدّدا…
https://www.farajat.net/ar/2012/02/25/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى