تقارير

تكريم المتفوقون والمتميزون من أبناء الجالية الأرترية بملبورن بقلم / احمد الحاج

30-Sep-2014

عدوليس ـ ملبورن ـ

كتب : أحمد الحاج الأحد 28 سبتمبر 2014تشجيعاً للطلاب المتفوقين وتحفيزاً لقرنائهم وتقديراً لأولياء الأمور الذين سهروا علي نجاحهم وإعترافاً بدور المتطوعين في خدمة المجتمع نظمت مدرسة (عواتي) بملبورن إحتفالاً بهيجاً وأمسية رائعة منحت فيها الدروع والشهادات للمتميزين الأكاديميين والمشهود لهم بالمساهمات العامة، ويأتي الاحتفال للعام الرابع علي التوالي في تقليد حميد لجأت اليه إدارة المدرسة وأرادت من خلاله تسليط الأضواء علي جانب مفصلي، وتميز إحتفال هذا العام الذي جري يوم أمس السبت27 سبتمبر الحالي بحضور رجال ونساء من سلك السياسة والتعليم الأسترالي تتقدمهم السيدة/ جينفر كينز من حزب العمال وممثلة دائرة ملبورن في برلمان ولاية فكتوريا والسيدة/ كولين هارتلاند من حزب الخضر وعضوة مجلس الشيوخ ببرلمان الولاية عن المنطقة الغربية والسيد/ فريد أكرمان من حزب الأحرار مرشح في إنتخابات الولاية في نوفمبر من هذا العام عن منطقة إيسندن ومثله الآنسة/ إيلين ساندل مرشحة حزب الخضر لنفس الإنتخابات عن دائرة ملبورن.

وفي كلمته تحدث الأستاذ/ الأمين عبدالله إدريس أحد مؤسسي المدرسة ومديرها الحالي عن الأهمية الأكاديمية والإجتماعية التي تقوم بها المدرسة معطيا فكرة عن مراحل التأسيس ونوعية المواد المستخدمة والطلاب الذين أستفادوا من فصولها وشكر الحضور الذين لبوا الدعوة كما تطرق الي فكرة التكريم وأهدافها وتوسيعها مستقبلاً لتشمل مجالات أخري وحيي المدرسين والمتطوعين الذين أسسوها. وتوقف حول إختيارهم لإسم “عواتي” مؤسس الكفاح من أجل الحرية في أرتريا متحدثاً عن المغزي من الإختيار هو ربط الجيل الجديد بالوطن الأم دون أن ينسي وطنه الجديد واضاف ان الهدف من الاحتفال والتكريم هو تحفيز الجيل للمواصلة وإكتشاف المواهب والقدرات التي يزخر بها المجتمع الأرتري ووضع قاعدة بيانات للمتوفقين الذين تحدوا الصعاب ونجحوا في مجتمع جديد وتشجيع أقرانهم ليتخذوا منهم قدوة وليسلكوا طريقهم في سلالم العلي والرقي في مختلف المجالات.وتوالت بعد ذلك كلمات الضيوف والمدعوين الأستراليين التي دارت معظمها في أهمية التعليم والفرص المتاحة في أستراليا وتحدث بعضهم عن تجاربه الشخصية وعن الصعاب التي وجدها أثناء التعليم وتجاوزها بالإصرار والعزيمة الفردية، وتطرقت كل من إيلين وكولين عن إيمان حزبيهما “حزب الخضر” بضرورة تسهيل العملية التعليمية وتوفيرها بايسر الوسائل للطلاب معارضتان الحكومة الحالية التي سنت قوانين من شأنها زيادة الأعباء علي الطلاب وهي سياسة تواجه إحتجاجات مستمرة من طلاب الجامعات بأستراليا . وأشاد المتحدثون بمدرسة عواتي التي تعد واحدة من مدراس الجاليات والإثنيات المنتشرة في أستراليا. وعبر السيد فريد إيكرمان من حزب الأحرار عن سروره بالمشاركة في الحفل قائلا أنه يحضر مناسبة أرترية ثانية في غضون أسابيع قليلة وفي ذات المكان مشيرا بذلك لمعرض الكتاب الأرتري ومحاضرة الدكتور جوزيف فونيسا معجبا بالحيوية والنشاط الأرتري في هذه المدينة.ثم تحدثت آلاء أحمد كرار المتحصلة علي “جائزة عواتي” للتميز الأكاديمي ما فوق البكلاريوس ” ماجستير في الإقتصاد” نيابة عن الحاصلين للشهادات الجامعية وما فوق شاكرة المدرسة علي هذه المبادرة الكريمة ومشجعة أقرانها من الفتيان والفتيات علي المواصلة في التعليم وعدم الاستسلام للصعوبات وتقدمت بتشكيلة من النصائح كمحفزات للنجاح مثل الثقة بالنفس وعدم الخوف من الفشل وضرورة خوض التجربة مرة أخري وأمنت علي ضرورة الإيمان بالله والدعاء المستمر ودور الأسرة مثنية علي والديها اللذان وفرا لها أجواء التفوق.أما الآنسة/ مها صالح التي تم تكريمها سابقا قدمت كلمة الخريجين الذين عملوا في إختصاصاتهم معربة عن إمتنانها وشكرها العميقين لجميع اصحاب المبادرة المميزة وقالت أنها تأمل أن تكون محفزة للآخرين للإرتقاء في سلم التعليم وتأمين مستقبل واعد متطرقة علي طبيعة عملها كمستشارة في المدارس وما تقدمه من نصائح نفسية وإجتماعية للطلاب قائلة أن استراليا بها فرص عظيمة وكثيرة وعلي الخريجين أن لا ييأسوا من البحث عن العمل متحدثة عن تجربتها في هذا المجال.وسلم بعد ذلك كل من جينفر كينز وكولين هارتلاند وفريد أكرمان الدروع وشهادات التقدير للمحتفي بهم والذي تم تقسيمهم الي ستة فئات : المتفوقون أكاديمياً المتحصلون علي شهادات جامعية ما فوق البكلاريوس والمتحصلون علي البكلاريوس مع مرتبة الشرف والحاصلون علي البكلاريوس الدولية وخريجي الدبلوما والذين أكملوا بإمتياز مرحلة الثانوية العامة ال VCE والمقدمون خدمات متنوعة للمجتمع الأرتري باستراليا. وقد بلغ عددهم الإجمالي أربعة وعشرين فرداً من الإناث والذكور كان من بينهم آلاء أحمد كرار لتميزها الأكاديمي ماجستير في الإقتصاد وحصولها علي عروض للعمل في اكثر من جهة داخل وخارج استراليا، وماهرسليمان إسماعيل مرتبة شرف في العلوم الطبية، ومن فئة المميزين في خدمة المجتمع والذي تم توسيعها هذا العام لتضم أشخاص من الولايات الأخري نذكر منهم أنور ضرار من منظمة إيها الناشطة في تقديم الخدمات لمدارس اللاجئين بشرق السودان وعثمان محجب متطوع في أعمال إجتماعية بملبورن وعبده كنتيباي أحد محرري موقع “فرجت” وعبدالوهاب حامد يدير إذاعة أرترية أسبوعية في مدينة أدلايد وفتيات صغيرات من منظمة السلام جمعن العام الماضي عدة آلآف من الدولارات ثم أشرفن بأنفسهن علي بناء فصول في مدرسة السلام بمعسكر الشجراب لللاجئين الأٍتريين بشرق السودان.علي صعيد آخر شاهد الحضور مادة مرئية تم تسجيلها مؤخرا في معسكر الشجراب بدعم من هيئة الأعمال الخيرية بأستراليا وتنفيذ الأخت خيرية منصور من ملبورن تعكس جوانب مختلفة من محن اللاجئين الأرتريين وقامت الأخت خيرية – التي تم تكريمها ضمن فئة المميزين في خدمة المجتمع – بشرح رحلتها الي المعسكر باللغتين الإنكليزية والعربية مناشدة الحضور للإهتمام بأوضاع أخوتهم في المعسكر وتصعيد قضيتهم الي أعلي الجهات باستراليا واستطاع الحفل أن يجمع عدة مئات من الدولارات تجاوبا مع نداء الدعم الذي أطلقه مدير مدرسة عواتي. يذكر أن مدرسة (عواتي) التي سميت بهذا الإسم تيمناً بإسم الشهيد الكبير حامد إدريس عواتي مفجر الكفاح الأرتري المسلح عام 1961 تأسست بملبورن عام 1993 وهي واحدة من بين أربعة مدارس وسط الجالية يتلقي فيها التلاميذ دروس أسبوعية في اللغة العربية والتربية الإسلامية ومواد تأريخية وجغرافية عن أرتريا ورغم أن المدرسة أسست لتلاميذ الجالية إلا أن مديرها الأستاذ الأمين عبدالله إدريس صرح في لقاء سابق مع راديو SBS الأسترالي أن ابوابها مفتوحة للكل وهي تضم ضمن صفوفها تلاميذ من جاليات سودانية وصومالية وغيره، وتدار من قبل متطوعين يشعرون بمسئولية ذاتية تجاه جاليتهم ويعطون مما منحهم الله للآخرين في عملية تضحية يستحقون فيها الثناء مقارنة بآخرين يملكون الكثير لكن لاتجدهم لا في العمل الوطني ولا الإجتماعي يعيشون لذاتهم ولأسرتهم علي الأكثر لا يهمهم ما يجري حولهم ولا يهتمون بحاجات الآخرين. وتساهم هذه المدارس ـ رغم قلة ساعاتها ـ في الحفاظ علي اللغة العربية وسط مجتمع بدأ يشهد الآن تكون جيله الثاني مما يفرض عليه تحديات كثيرة في الحفاظ علي لغات الأم وعادات وتقاليد البلد الأصلي وسط مجتمع لا يطلب منك الإنصهار وإنما التعايش والتلاقح بمفهومه الإيجابي.تحية تقدير لمدرسة (عواتي) التي أحدثت تقليد يفتخر به افراد الجالية وعليهم أن يتمسكوا به ويضمنوا إستمراره ويعملوا مستقبلا في تطويره وفي رفع قيمته المادية والمعنوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى