مقالات

شركاء مع وقف التنفيذ !؟ (1-3):عمر جابرعمر

9-Dec-2010

المركز

الحلقة الأولى: الخاسرون والرابحونالشراكة نوعان – شراكة اختيارية ومؤقتة – سببها تلاقى مصالح آنية وطموحات مشتركة أو لمواجهة خطر داهم – تلك شراكة تنتهى بانتهاء أسباب قيامها. وهناك شراكة أخرى مفروضة لا فكاك منها ولا تبديل لها – انها شراكة الوطن.

المرة الأولى التى دخل فيها الشعب الأرترى فى هذه الشراكة كانت عند الأعلان عن قيام مستعمرة ارتريا تحت السيادة الأيطالية. ادارة مركزية واحدة وقانون يطبق على جميع مكونات الشعب الأرترى .ثم كانت مرحلة تقرير المصير والفدرالية والثورة— قام بها من هم أكثر حرمانا وأكثر تضررا. ثم لحق بهم الآخرون بعد أن أصبحت الوعود الأثيوبية سرابا فكانت الشراكة الجديدة شراكة دماء وتضحية والنضال من أجل بناء مستقبل مشترك. قامت الدولة وانقلب الشريك القوى على شريكه الضعيف وتنكر له وجعله أمام خيار: حادى هزبى حادى لبى أو الهجرة مرة أخرى الى دول الجوار !نحن شركاء بالتاريخ – بالقانون – بشرائع الأمم المتحدة – بكل القيم والمثل الدينية والأخلاقية – ولكن مع وقف التنفيذ؟ أصبحت الدولة مفصلة على طموحات وأحلام قومية واحدة – هى الرابحة والبقية خاسرون. اختلفنا حول قراءة تاريخنا الماضى – تصارعنا فى مرحلة الثورة – زادت الشكوك فيما بيننا فى مرحلة الدولة واتسعت الفجوة فهل نلتقى حول رؤية موحدة للمستقبل؟ هناك اتهامات يوجهها( الخاسرون) ويضمون جميع القوميات الأرترية – المسلمون والمسيحيون وأصحاب الديانات الخاصة – الى من يعتقدون أنهم ( الرابحون)وهم قومية واحدة هى قومية التقرنية وجميعهم مسيحيون بالميلاد. لنسمع ما يقوله كل طرف وقبل ذلك يجب التأكيد على ما يلى: أننا نتحدث فى اطار معسكر المعارضة ولا يعنينا ما يقوله النظام الدكتاتورى – ثم أننا لا نتفق وعقلية التعميم والشمولية فى وصف وتوصيف حالة ما أو الحديث عن قومية ما.الخاسرون : لائحة الآتهامات1-انهم – أى – الشركاء لا يؤمنون بالشراكة فى الوطن – بل ما كانوا يؤمنون بالوطن أصلا لقد ساروا وراء ( أمهم ) اثيوبيا وتسببوا فى شق الصف الوطنى ورفضوا فكرة الأستقلال.2- حتى بعد الموافقة على القرار الفدرالى رفضوا الأعتراف باللغة العربية رغم اعتراف المكونات الأخرى بلغة التقرنية وحدث ما حدث فى البرلمان الأرترى ولولا تدخل الدول الكبرى لما وافقوا على اقرار اللغة العربية كلغة رسمية.3-بعد قيام الثورة كانت قرى المسلمين تحرق وممتلكاتهم تنهب ونساؤهم يغتصبن ومن بقى منهم حيا لجأ الى السودان تاركا خلفه أرضه ووطنه. والشركاء بالمقابل كانوا يساعدون سلطات الأحتلال ضد أخوانهم فى الوطن وكان الكوماندوس يشاركون الجيش الأثيوبى فى قتل وتعذيب المواطنين الأرتريين.4-بعد التحاقهم بالثورة تآمروا على من شق لهم الطريق وتحالفوا مع الأجانب لضرب أخوانهم فى جبهة التحرير الأرترية. ثم انفردوا بالساحة وأعتقلوا وقتلوا وفرضوا سلطانهم وشريعتهم وشكلوا دولة على مواصفاتهم وأحلامهم متنكرين للشركاء ومن عارض أو احتج كان مصيره السجن أو الموت.5-لم يحدث فى عهد الأحتلال الأثيوبى أن تم اعتقال وتصفية مائة وخمسين مواطنا فى ليلة واحدة ذلك جرى فى عهد الجبهة الشعبية وهو موثق ومن صحفى من أبناء نفس القومية!لا نريد ذكر مئات آخرين لا يعرف لهم مكان ولا عنوان.6-وظائف الدولة العليا – العسكرية والمدنية كلها خصصت لأبناء القومية المختارة – كذلك قطاع الأعمال والسياحة والتجارة وحنى الفنون والمسرح!7-التغيير الديمغرافى وترحيل البشر من مكان الى مكان لتحقيق تواجد بشرى لقومية التقرنية فى كل بقعة من ارتريا وبذلك يتم الأستيلاء على الثروات .8-الأستيلاء على الأرض واعتبارها ملكية عامة ثم توزيعها على المؤيدين وأنصار النظام.9- رفضت الدولة اعادة اللاجئين الى ديارهم ولم تقم ببناء المناطق المتضررة من الحرب لكى تلحق بالمناطق الأخرى المتقدمة – والأخيرة هى مناطقهم والأولى هى مناطق المسلمين!10- بعد قيام الدولة هتفوا ورقصوا للنظام الجديد وأيدوه بكل ما يملكون وأغتبروه حلمهم الذى تحقق.الرابحون : الدفاع والأتهام المضاد.فى البدء نحن لا ندافع عن أخطاء وخطايا النظام الحالى – فهو لا يمثلنا ونحن لم نعطه تفويضا ليتحدث باسمنا ولا رأى لنا فى كل ما يفعله. انه نظام غير شرعى – اغتصب السلطة وفرض دكتاتورية لا ترحم أحدا ولا تستثنى طائفة أو قومية.1- فكرة الوطن فى مرحلة تقرير المصير برزت فى اطار صراع دولى واقليمى على مستقبل ارتريا. كان الأنجليز لهم مطامعهم وكذلك الأيطاليين وأيضا الأثيوبيون. بعض المسلمين كانوا يؤيدون التقسيم وبعضهم التحق بحزب الوحدة والبعض الآخر كان يطالب بوصاية ايطالية.ومن الطبيعى أن يبحث أبناء المرتفعات الأرترية عن جهة يعتقدون انها تعطيهم الأمن والأمان.2-بالنسبة الى اللغة العربية ما كان آباؤنا يعتقدون بأن العربية هى لغة ارترية – أى لغة أم—أما وأن جميع المسلمين قد اتفقوا عليها لتكن كذلك وهذا ما تم تثبيته فى ميثاق التحالف الديمقراطى الأرترى.3- المذابح التى تعرض لها المسلمون لا يمكن انكارها وذلك يحسب فى سجل تضحياتهم – وكان المسلمون من عام 1961وحتى 1975 يدفعون ضريبة الدم وتضحياتهم مقدرة . ولكننا فى المرتفعات أيضا دفعنا تلك الضريبة منذ 1974 وحتى عام 1990. أما الكوماندوس فقد كان جهازا قمعيا تم تكوينه من قبل السلطات الأثيوبية لمحاربة الثورة الأرترية والتى كان الأثيوبيون يصفونها بأنها ثورة اسلامية. ورغم ذلك فقد كان هناك بعض المسلمين أيضا ضمن قوات الكوماندوس – كذلك فان عددا من هؤلاء التحق فبما بعد بالثورة واستشهدوا دفاعا عن ارتريا. ثم لنكن منصفين—من كان يحارب الثوار من عام 1961 وحتى عام 1964 ؟ انهم البوليس ومعظم أفراد تلك القوة فى المنخفضات كانوا من المسلمين!4- ما حدث من صراع ومواجهات عسكرية فى مرحلة الثورة يجب فهمه فى اطار الصراع السياسى بين قوى الثورة وفصائلها. لم يكن صراعا طائفيا بدليل انه بدأ بين مسلمين ( جبهة وحركة) ثم ( جبهة وقوات) . المسلمون الذين قامت جبهة التحرير بتصفيتهم أكثر من المسلمين الذين قامت الحبهة الشعبية بتصفيتهم – وبالمقابل فان المسيحيين الذين قامت الجبهة الشعبية بتصفيتهم أكثر من المسيحيين الذين قامت جبهة التحرير بتصفيتهم! كان صراع سلطة وتعارض مصالح لعبت فيه عوامل محلية واقليمية ودولية دورا حاسما فى تحديد نهاياته.5-بعد خروج جبهة التحرير عن ساحة العمل السياسى والعسكرى أصبحت الجبهة الشعبية هى التنظيم الوحيد فى الساحة .وبحكم تركيبتها فا ن معظم الذين استشهدوا فى ساحة القتال منذ عام 1981 وحتى 1990 كانوا من قومية التقرنية— كل المواجهات العسكرية فى الساحل ومصوع ودقى أمحرى ..الخ كان معظم وقودها من أبناء قومية التقرنية – لماذا تعدون علينا (النعم) ولا تحسبون الخسائر!؟6- قيام الدولة وتكوينها كان ممن يتواجدون على الأرض – لا يمكن اشراك من كان غا ئبا.معظم الجيش الشعبى والأدارات والقيادات كانوا من قومية التقرنية – لهذا جاء تشكيل الدولة مطابقا للقوى المتوفرة ونسبة تواجدها. أما الأعتقال والقمع والمطاردة فذلك عام لم ينجو منه أحد بدليل آلاف الشباب الذين هربوا الى السودان واثيوبيا بعد الأستقلال ومعظمهم من قومية التقرنية.7-برامج التوطين والأستيطان التى ينفذها النظام بصورة قسرية لا تخدم حتى قومية التقرنية والأرض وملكيتها يجب أن تكون وفق قانون يشرعه برلمان منتخب – ذلك كله غائب وهو ما نناضل من أجله فى اطار المعارضة الأرترية. احترام حقوق الملكية الفردية أمر مقدس تقره القوانين الدولية والشرائع السماوية – وحرية الحركة داخل الوطن كذلك أمر مشروع من غير أن يتسبب فى الحاق ضرر بمواطن آخر.وأخيرا ليس كل من هاجر من المرتفعات الى المنخفضات من قومية التقرنية!8-ان الخطاب الذى يوجهه بعض المعارضين للنظام لا يساعد على خلق جبهة معارضة قوية بل بعطى النظام مبررا لمواصلة ممارساته ويعزل فى الوقت ذاته قوى كان يمكن ان تكون فى صفوف المعارضة. تلك خطيئة التعميم – توصيف النظام بأنه طائفى يعمل لمصلحة المسيحيين لا يشجع مسيحى على الأنضمام الى المعارضة. الكنيسة الكاثوليكية تضررت وتم مصادرة ممتلكاتها وأتباع جهوفا تم اعتقالهم ومطاردتهم وبابا الكنيسة الأرثوذكسية معتقل فى حين أن مفتى المسلمين يتمتع بامتيازات خاصة.!كذلك فان توصيف النظام على أنه يحقق مصالح قومية التقرنية فيه تعميم لا يسنده الواقع – أبناء ( أكلىقزاى) مثلا أصابهم ضرر كبير من هذا النظام – صودرت ممتلكا تهمتم اعتقال قياداتهم وتم تهميش مشاركتهم فى السلطة. كذلك هناك أصحاب الضمير من أبناء حماسين وسراى أصابهم ما أصاب بقية الشعب الأرترى.9- التضحيات كانت مشتركة والظلم واقع على الجميع – الحل هو أن تتوحد قوانا وتلتقى رؤيتنا لتغيير النظام وبناء دولة العدالة والمساواة.10-هل تقولون اننا أيدنا النظام فى البداية؟ ومن ذا الذى لم يؤيده؟ لقد رقص الشعب الأرترى وغنى فى شوارع أسمرا احتفالا بالأستقلال والجميع كان يعرف أن الجبهة الشعبية هى التى توجد فى سدة الحكم. كان الشعب ينتظر ميلاد فجر جديد وقيام دولة العدالة والمساواة – ولكن تم اختطاف النصر من قبل العصابة الحاكمة – ومن الذى بدأ المقاومة؟ أبناء القومية المتهمة بأنها هى الرابحة–مئات من القيادات والكوادر من داخل التنظيم طالبوا وتمردوا ثم دفعوا ثمنا غاليا – حياتهم.تلك كانت لائحة الأتهامات ومرافعة الدفاع – وقبل أن نناقش كيف السبيل الى الخلاص – لنتفحص ونختبر صحة الحجج التى أوردها كل طرف مستخدمين فى ذلك ( الحقائق والأرقام) المتوفرة ومدى تطابقها مع الأتهامات.ذلك موضوع الحاقة الثانية : الحقائق والأرقام !؟كان الله فى عون الشعب الأرترى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى