في الذكرى الـ 62 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان : فلتتصاعد الجهود من أجل إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً في إريتريا

في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالذكرى الثانية والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لابد أن نذكر أوضاع حقوق الإنسان في إريتريا والتي تشكل، في اعتقادنا، التحدى الأكثر مأساوية للقيم السامية التي تضمنتها تلك الوثيقة التاريخية. ففي إريتريا آلاف المعتقلين تعسفياً، بعضهم اعتقل بعد التحرير مباشرة، ولم تسمح الحكومة الإريترية قط لأي من كان، بمن في ذلك أسر هؤلاء المعتقلين، بمقابلة أي منهم، ورفضت الإفصاح عن أماكن احتجازهم. وقد كان آخر طلب واجهته الحكومة الإريترية بالرفض هو توصية مجلس حقوق الإنسان الصادرة عن دورة الاستعراض الدوري الشامل الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان في إريتريا العام الماضي والتي طالبها فيها، ضمن توصيات أخرى، بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين. وتمارس هذه الحكومة أشكالاً أخرى خطيرة من الانتهاكات مثل التضييق على الحريات الدينية والسياسية والصحافية. فهي لا تسمح بإنشاء أحزاب أو نقابات أو صحافة مستقلة كما لم تجر في البلاد، منذ نيلها استقلالها في عام 1993، أية انتخابات عامة. وترتكب الحكومة الإريترية انتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان في إطار تطبيقها برنامج الخدمة العسكرية تتضمن ممارسة التعذيب وإجبار المكلفين بالخدمة تمضية سنوات طويلة تجاوزت الثلاثة عشر عاماً بالنسبة لأغلبهم بخلاف ما ينص عليه القانون الذي حدد فترة التكليف بثمانية عشر شهراً.إن مركز سويرا لحقوق الإنسان في ذكرى هذا اليوم يجدد التزامه بالنضال من أجل إيقاف الانتهاكات التي يتركبها النظام الديكتاتوري في إريتريا ويناشد منظمات المجتمع المدني الإريتري والإرتريين كافة أن يعملوا بكل السبل لفضح تلك الانتهاكات، فالجهد المبذول من قبلنا لايتناسب مع حجم المأساة التي يعيشها شعبنا، المطلوب نشاط متواصل حتى نجبر هذه الدكتاتورية على الكف عن ممارستها الوحشية. ويناشد المركز المنظمات الدولية العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان تصعيد جهودها للتضامن مع الشعب الإريتري؛ خصوصاً في مجال المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً في إريتريا.ويعلن المركز إنه في طريقه لتجاوز الظروف القاهرة التي أدت لتوقف نشاطه، ويأمل أن يتمكن بالتنسيق مع الشركاء الإرتريين والدوليين من تنظيم حملة عالمية واسعة خلال العام القادم من أجل إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً.ويعبر المركز في ذكرى هذا اليوم عنه تضامنه اللامحدود مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في كل العالم ويتطلع ليكون العام القادم عام بلا انتهاكات تسوده القيم والمبادىء العظيمة التي عبر عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.مركز سويرا لحقوق الإنسان