مقالات

مفاتيح : الذكرى الــ 40 لشهداء الحركة الطلابية الإريترية :جمال همد*

31-Jul-2011

المركز

( نبدأمن لغلغة اللغة المغلولةمن غرغرة الدم بنحر شهيدنحمله حمل الحبفيصرخ فينا :هذا وطن يبدأ فيوأبدأ في بيدره من شهق العرس الشاخصحيث تشق عروس ثوب الزف الزائفمن عرق يتموج كالمجد الجبلي الجانحفي عمال بلادي المرضوضة بالضيم أبدأ.) ـــ قاسم حداد ـــ *

ستظل الذاكرة الإريترية طرية بهم ولهم ، تكنس كل محاولات النسيان والتزوير وكتابة التاريخ وفق أهواء ايدولوجية الحزب الواحد والطائفة الواحدة . القصائد الجميلة التي زرعها رواد الحركة الطلابية ، في أرواحنا ستظل تٌورق أنجما وشموسا وأجيال من الأبطال .. لم تنكسر الدنيا بعد … لم نطأطئ بعد رؤوسنا وإن أنسحب البعض منا .. هرموا أو رحلوا وفي القلب حسرة وفي الحلق غصة . شهداء الحركة الطلابية الإريترية أرواح نورانية ستظل ترفرف حولنا نكاية بهم تستشرف الغد الواعد ودائما القادم أجمل ، وتٌكتب صفحات التاريخ النظيف. تبدل الزمان وخفضت نبرة الثوري إلى حين .. تهكم البعض واجتهد البعض لإثبات صحة رؤياه ورؤاه ، وهي محاولة أخرى لنفي الآخر ، لكن الصورة ظلت كما هي بإطارها الذهبي الذي يرفض ان ينزع عنها تمهيدا لكبًها .. صور لفظوم قبر سلاسي والدكتور يحي جابروأرقاي هبتو وعثمان همـد وعبد القادر إدريس كرار وحاج مدني وعبد القادر كاربينتر وحسن إدريش شيخ وعلي عثمان ( بطري) وغيرهم وغيرهم …. تعجز المساحة ان تضمهم . جربوا محونا ولكنهم عجزوا .. حاولوا كنس ذاكرتنا تلك التي تحفظ الأناشيد وترتيل الثورات من لدن جيفارا إلى غسان كنفاني والقرشي ولوركا وأغوستينو نيتو وسامورا مشيل نعرفهم جيدا ويعرفوننا . وسنقرأ الاشعار الجميلة .. نعرف نيرواد كما نعرف أنجيلا ديفيد .. نعرف قاسم أمين كما نعرف سعيد صالح وألم مسفن ووإدريس رمضان .. نعرف حديش ولدقرقيس كما نعرف خطوط راحتنا . ذهبت كل محاولاتهم أدراج الرياح … سنظل .. ونظل ويموتون دون ذكرى سوى تلك البغيضة .. ونكتب ونغنى ونتذكر ونُذكر نكتب للشهداء الأحياء في السجون والمعتقلات : يا دامع العينين والكفين إن الليل زائل / لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات ولم تزل روما بعينيها تقاتل / وحبوب سنبلة تجف ستملأ الدنيا سنابل . * لم تضيع الاسئلة ولم نفقد البوصلة وما زالت أغنينا أغانيكم تبحث عنا وعنكم .. فالحياة لنا وليست للطغاة .. سنعيش فوقها .. لا يأس مع الوطن وإن تبدلت الدنيا .. ما بين الصخور ومنحدرات الجبال وكثبات الرمال ولٌجج البحر و الأنهار سيأتون كما أتوا منذ أكثر من نصف قرن وأحالوا يباب حياتنا إلى إخضرار . هي رحلة أُخرى فلا تذهبوا بعيدا . سيزول البؤس ونقاوم الردة في كل محاولاتها .. سيظل الرفض قائما لكل محاولات تفخيخ الذاكرة أو تسطيحها لتخدم اغراض البؤساء والمتبطلين أمام خيباتهم … سلاح التاريخ المجيد سيكون عونا للجميع صونا للحياة . 31يوليو 1971 م سقط الشهيد الطبيب الإنسان يحي جابرعمر ليؤرخ لمرحلة جديدة أمتزاج فيها دم الفلاح بالعامل بالطالب والمثقف الثوري والمقاتل الباسل . ذكرى شهداء الحركة الطلابية لم تكن ذكرى لرفع الشعار فقط وشق الجيوب وندب الحظوظ .. هي مناسبة ضد الأقصاء وكتابة التاريخ الحزبي .. لتكن ذكرى لتضميد الجراح . قاسم حداد شاعر بحريني . * محمود درويش . * * نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -29يوليو2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى