أخبار

كلمة إرتريا : جالياتنا في أوروبا .. سفارات موازية *

6-Oct-2007

الوطن

انتظمت المظاهرات والمسيرات السلمية الإرترية خلال الشهر الماضي عدد من المدن الأوروبية وذلك بمناسبة الذكرى السادسة للثامن عشر من سبتمبر الذي شهد موجة اعتقالات واسعة وسط السياسيين والوزراء ،

وأعضاء البرلمان بالإضافة لإغلاق الصحافة المستقلة واعتقال العشرات من القيادات الصحفية . وشملت التظاهرات كل من استوكهولم وروما وفرانكفورت وانتقلت حمى التظاهر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث نشرت على الشبكة الدولية نداءات للجالية الإرترية بواشنطن للمشاركة في المسيرة الكبرى المزمع تسييرها إلى مقر السفارة الإرترية بواشنطن .ومن المعلوم فإن هذا الشكل النضالي يعد من أكثر وسائل النضال فاعلية في الدول الأوربية إذا وجد التغطية الإعلامية المناسبة والحشد الكبير ، وذلك لأنه يتيح لمواطن الدولة المعنية التعرف على قضية هذا الشعب من خلال الهتافات والشعارات المكتوبة والخطابات والبيانات التي يتم توزيعها على المارة فتؤدي إلى لفت أنظار دافعي الضرائب في الدولة المعنية إلى أن هنالك دولة تسمى إرتريا تشهد انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان موثقة من خلال إدانات متكررة من قبل المنظمات الدولية ، مما يمكن أن يؤدي إلى توسيع دائرة التعاطف الشعبي مع قضية الشعب الإرتري وتتحول إلى قضية رأي عام في الدولة المعنية ويتم بذلك الضغط على حكومتها لإيقاف كافة أشكال العلاقات مع النظام الإرتري.وبالرغم من محدودية المظاهرات التي أقيمت في أنحاء متفرقة من القارة الأوربية والتي نظمت من قبل فصائل المعارضة الإرترية مجتمعة بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني إلا أنها آتت أكلها وأسهمت في إرباك النظام ولم يجد طريقة يعبر بها عن صدمته تجاه تلك المسيرات غير محاولات إعاقتها كما حدث في فرانكفورت ، وكذلك قامت الفضائية الإرترية ببث مهرجان النظام في استكهولم لأكثر من مرة ، كما اهتمت صحيفة إرتريا الحديثة بالجاليات الإرترية وأبرزت تفاعلها مع ما عرف بحملات الأعمار الوطني التي لا تعدو أن تكون حملات (سخرة ) للتغطية على موقف الجاليات المناهض للنظام .وتعتبر الإشادات التي وجدتها تلك المسيرات من السلطات الشرطية مؤشراً موجباً في تجاه السلوك الحضاري الذي ننشده حيث لم يتجاوب المتظاهرون مع كل استفزازات منسوبي النظام وحافظوا على النظام وقطعوا الطريق أمام كل المجهودات التي بذلوها لإنحراف التظاهرات عن المسار المرسوم لها مما يدل على النظام والإعداد الجيدين.عموماً فإن المطلوب من الجاليات الإرترية في أوروبا هو تفعيل هذا السلاح الهام والإهتمام بالحشد والتعبئة للتظاهرات حتى تخرج في صورة تعبر عن حجم المظالم التي يتعرض إليها الشعب الإرتري في الداخل وبذلك تلعب الجاليات دور السفارات الشعبية الموازية التي تسحب البساط من تحت أقدام سفارات النظام وتفتح آفاق التواصل بين المعارضة الإرترية ومراكز اتخاذ القرار في الدول المذكورة حتى يتسنى للشعب الإرتري نيل حقوق المشروعة في الحياة والحرية .* نشرت كافتتاحية لصفحة إرتريا في صحيفة الوطن السودانية يوم الجمعة 5/10/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى