أخبار

الخرطـوم-أسمرا…حقائـق غامضة

8-Jan-2010

المركز

محمدعثمان بابكر إدريس- صحيفة الصحافه
بعد نوع من الاستقرار والانفتاح الذي شهدته العلاقات السودانية الاريترية نتيجة التفاهم الكامل حول مجمل القضايا التي كانت تشكل محور الخلاف بين البلدين، والمتمثلة في استضافة كل بلد لمعارضة الآخر، وطي ملف المعارضين عادت الابتسامات التي تلتقطها كاميرات المصورين بين مسؤولي البلدين في زياراتهم المتبادلة،

لا ان حالة الاستقرار تلك يبدو انها تمر بمنعطف آخر ناحية القطيعة بين البلدين بعد مواقف السودان الدولية ضد اريتريا ، والتي اسفرت عن ادانة أسمرا في مجلس الأمن الدولي بسبب تدخلها في دعم شباب الإسلاميين الصوماليين الذين يقاتلون الحكومة الصومالية هناك.وكانت العلاقات بين الخرطوم وأسمرا قد شهدت خلال السنوات الاربع الماضية تحسناً ملحوظاً في مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، إبتدرته أسمرا بلعب دور محوري في توصل الحكومة ومتمردي جبهة الشرق الذين كانت تستضيفهم اريتريا لتوقيع اتفاق أسمرا في اكتوبر من عام 2006م بين الخرطوم وجبهة الشرق، وقد لعبت الحكومة الاريترية دوراً فاعلاً في ايقاف نزيف الحرب بعد توقيع الاتفاقية التي ادت نتائجها لفتح الحدود بين البلدين إبان زيارة مساعد رئيس الجمهورية ورئيس جبهة الشرق موسى محمد أحمد إلى منطقة قرورة الحدودية بين السودان واريتريا.ولكن حالة شهر العسل في علاقة البلدين يبدو أنه لم يكتب لها ان تدوم طويلاً كما حدث سابقاً، فقد نشر موقع عدوليس الاريتري على الانترنت خبراً مفاده ان الحكومة الاريترية تنوي تأسيس تنظيم دارفوري مسلح بغرض تعقيد أزمة دارفور. ولكن السفير الاريتري بالخرطوم عيسي أحمد عيسي نفي لـ«الصحافة» صحة تلك المعلومات الصحافية، واتهم جهات خفية قال انها تسعى لتخريب العلاقات وزعزعة الثقة بين البلدين، واضاف عيسى لدينا جهود مقدرة من اجل حل أزمة دارفور وقطعنا شوطا كبير في هذا الاطار ومازالت الاتصالات جارية مع الحركات المسلحة الدارفورية بغرض التوصل مع الحكومة الي حل شامل للأزمة، مشيراً الي ان العلاقات السودانية الاريترية تشهد تطورا ملحوظا.وعلي غير ما ذهب اليه السفير الاريتري بالخرطوم، قال مدير المركز الاريتري للخدمات الاعلامية جمال عثمان همد لـ «الصحافة»، ان الحكومة الاريترية ظلت تستفيد من التناقضات في الاقليم ودائماً ما تستبقى كروت ضغط في يدها تستخدمها وفقاً لأغراضها في الوقت المناسب مع دول الجوار، وذلك برعايتها للمعارضين من جيبوتي واثيوبيا بالاضافة لمعارضين من دولة اليمن الجنوبي سابقاً سواء كانوا في جماعة الحراك الوطني او الحزب الاشتراكي اليمني، واضاف «أصبح هذا ديدن اريتريا مع كافة دول الجوار دون تمييز» ، وقال بالرغم من بداية تحسن العلاقات السودانية الاريترية منذ عام 2004م ومشاركة دولة اريتريا في توقيع اتفاقية أسمرا ما بين الحكومة وجبهة الشرق، إلا أنه للأسف الشديد مازالت اريتريا تحتضن المعارضة السودانية في داخل أراضيها وتفتح لهم معسكرات التدريب وتقدم لهم الدعم اللوجستي والعسكري، حيث تحتفظ بقائد عسكري ميداني من أبناء البجا يدعى عمر محمد طاهر بكامل قواته العسكرية. كما تحتفظ بقوات لحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وظلت معسكراتهم موجودة في غرب دولة اريتريا وتحديداً في منطقة ساوا، وقال جمال ان قيادات هذه الفصائل الدارفورية المعارضة يحملون جوازات سفر اريترية.واضاف جمال مما يؤكد تواجد اريتريا في دارفور هنالك قيادات أمنية ومخابراتية رفيعة ظلت موجودة في المدن الدارفورية وتحديداً في الجنينة ومنطقة أبشي الحدودية بقيادة الجنرال تخلى منجوس وآخرين، وقال تتعلل اريتريا بتواجد هذه الفصائل الدارفورية على أراضيها بحجة توحيدها بغرض المفاوضات ، إلا ان الواقع يعكس خلاف ذلك، واضاف جمال بعد تضاؤل دور اريتريا في مفاوضات الدوحة اضطرت إلى انشاء تنظيم مسلح جديد من القبائل العربية الدارفورية، وبدأت خطوات عملية في ذلك واتصلت بقيادات داخلية وخارجية من رموز القبائل العربية، وقال من الصعب ان تستمر علاقات اريتريا مع دول الجوار بصورة طيبة، فسرعان ما تنقلب رأساً على عقب، فمن الصعب ضمان استمرارية العلاقة ولا بد أن تراجع الدول علاقاتها مع اريتريا.وكان موقع عدوليس الاريتري اورد «في تطور خطير على صعيد العلاقات السودانية الاريترية، أفادت مصادر صحفية وثيقة الصلة بأسمرا ان السلطات الاريترية تعمل هذه الأيام علي تجميع واجهات قبلية وقيادات سياسية من قبائل دارفور ذات الاصول العربية رغبة منها في تأسيس تنظيم دارفوري قوامه تلك القبائل. وأكدت ذات المصادر ان القيادي السابق في التحالف السوداني المعارض عبد العزيز دفع الله مع عدد كبير من القيادات المناوئة بالخرطوم قد تم استدعاؤهم من معسكرات العدل والمساواة وفصيل عبد الواحد محمد نور المتواجدة في الأراضي الاريترية إلى العاصمة الاريترية أسمرا بغرض التشاور في الأمر بالتراضي مع استدعاء قيادات قبلية أخرى من الخرطوم وبعض العواصم الاوروبية لوضع الترتيبات النهائية لاخراج الفصيل الجديد إلى العلن». وأشار الخبر ان فكرة تأسيس فصيل من أبناء العرب هي فكرة قديمة تم تأجيلها ليتم اعلانها في الوقت المناسب، وقد أبدت اريتريا تبرمها من ابعادها من حلف دارفور في مفاوضات الدوحة، الا ان السلطات السودانية أرضتها بارسال مواد غذائية ووقود.وفي ذات السياق ذكر الرئيس الاريتري في لقاء مطول أجرته معه الفضائية الاريترية أمس ان رضوخ الحكومة السودانية للضغوط الدولية في قضية دارفور أدخلها في صعوبات جمة لن تتمكن من تجاوزها ، وقال «قد نصحناهم لعدم الاستجابة لها، ودعا الى حل شامل لمشكلات السودان بمعاونة أصدقائهم ، في اشارة الى دولة اريتريا، مجدداً تحفظاته على بنود اتفاقية نيفاشا وبالذات ملفي الترتيبات الأمنية والثروة». وتأتي خطوات أسمرا تلك بعد صدور قرار مجلس الأمن 1907 بفرض عقوبات على اريتريا لدعمها شباب المجاهدين في الصومال. نقلاً عن صحيفة الصحافة السودانية -7/1/2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى