أخبار

في حوار مع عدوليس ، بشير اسحاق : لسنا سعداء بالتعاون الرسمي الإرتري السوداني

10-Jul-2008

المركز

في هذا الحوار :
حاولنا أن نستفهم عن السياسة الخارجية للتحالف الديمقراطي الإرتري لكون الخطة التي تعتمد في أجهزة التحالف وتنفذ على الأرض سيكون لها مردود مباشر على مستقبل التحالف خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيها منطقة القرن الافريقي استقطابات وتطورات متلاحقة .

وحاولنا التركيز في ثلاثه قضايا ضمن الحوار .. العلاقة مع السودان الرسمي ، أوضاع القرن الإفريقي ، العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد أجاب الأستاذ بشير اسحاق عضو دائرة العلاقات الخارجية في التحالف على الأسئلة الهموم بصدر رحب وقد أجري الحوار .حاوره عبر البريد الالكتروني :جمال همدكعادتها لازالت منطقة القرن الافريقي حبلى بالاحداث والتطورات من المصالحة الصومالية الى الحرب الدائرة في الصومال والاشتباكات الأخير في الحدود الارترية الجيبوتي ودخول قوى دولية واقليمية ( فرنسا امريكا وبعض دول الخليج ) على الخطة الى اغلاق مقرات المعارضة الارترية في المدن السودانية بما فيها النشاط الاعلامي المستقل ومنظمات المجتمع المدني . ما هي قراءتكم لكل تلك التطورات. أوافقك القول إن هذه المنطقة لا زالت حبلى بالأحداث والتطورات ، ولعل من أبرز عوامل ذلك أنها كانت في طور التشكل الذاتي لمكوناتها الاجتماعية و الثقافية حينما داهمها المد الاستعماري الغربي قبل قرن ونصف القرن ، لتتشكل بوضعها الحالي دون خيار نهائي من مكوناتها، وأن الدولة العصرية ذات المؤسسات الراسخة في جسد المجتمع لم تتبلور فيها بعد . صحيح أن دولها قائمة على درجة من التوحد التاريخي لعوامل الجغرافيا، والإرث المشترك، وبالضرورة الخلفية القانونية للسيادة الوطنية، إلاّ إن عدم التشكل الكامل، وأزمات بعض أنظمتها السياسية تسهم بقدر وافر في استمرارية سمة الاضطراب على وضعها العام، هذا في البعد التاريخي للمنطقة . أما على المستوى الحالي فالقراءة المباشرة لما أشرت إليه توضح قاسما مشتركا في التطورات الجارية، وهو النظام في إرتريا وممارساته في المنطقة عموما وما يجرها إليه من مخاطر داخلية وخارجية، فهذا النظام قد استمرأ أمام أزماته الداخلية أن يفجر أوضاع المنطقة ، لصرف أنظار الشعب الإرتري عن قضاياه الأساسية، وحتى يوقف نزيف الهروب عن آلته الحربية،وكذلك رهن دوره في المنطقة لكل من له أجندته الخاصة وله القدرة على الدفع . في هذا السياق جاء تدخله في الشأن الصومالي أساسا، وكذلك تفجيره للوضع على الحدود الجيبوتية الإرترية، لكن هذا التطور له ما بعده، فليس كل نزاع إقليمي في المنطقة على قدر واحد من الأهمية لدى القوى الدولية وحتى الإقليمية، لهذا نقول أن هذا النظام يراهن على كل شيء، وغير مكترث لمصير البلاد أو العباد، مثلما يشكل خطرا دائما للمنطقة وسلامتها واستقرارها . أما دلالة توجه الإخوة في الصومال من حكومة انتقالية ومعارضة بقيادة الشيخ شريف شيخ أحمد نحو وضع الحلول لمشكلاتهم الداخلية، يعكس تطورا هاما يجري لدى القوى السياسية والشعبية في المنطقة ، وانصرافها لقضاياها الحقيقية في بلدانها ، وتبلور قناعاتها بعدم رهن دورها حيال شعبها لأجندة الآخرين ، كما أن ليس كل عدو لعدو هو صديق . أما بالنسبة للشق الأخير من السؤال فقد عبرنا عنه في التصريح الصحفي، وعلاقتنا بالسودان كمعارضة إرترية – بكل مكوناتها السياسية والإعلامية والمجتمعية – أكبر وأهم من أن تختصر في حدث بعينه، فالسودان – وبكل مكوناته أيضا – هو بمثابة حضن الشعب الإرتري في كافة مراحله النضالية، ونحن على ثقة وبحكم التجربة أن السودان الرسمي والشعبي لن يكون إلاّ في موقع الداعم للشعب الإرتري وخياراته . بصفة عامة إن قراءة التطورات تنبي أن ممارسات نظام أسمرا باتت تنتقل من درجة الخطورة الإقليمية المحلية إلى الدولية لأهمية المنطقة كممر تجاري دولي هام في سياق تطورات جنوب السويس عموما والاقتصاد العالمي حاليا، وأن المنطقة وبأغلب مكوناتها باتت تلفظ ممارسات هذا النظام،وتنهج البحث عن سلامها الداخلي واستقرارها ، مثلما أن سوء الأوضاع في إرتريا قد بلغ حدا يفرض على المجتمع الدولي والحريصين على سلام المنطقة واستقرارها دعم ومساندة الشعب الإرتري لإحداث التحول الديمقراطي في البلاد .مر حوالي الشهرين منذ انفضاض المؤتمر التوحيدي للتحالف الديمقراطي الارتري ، ما هي الأسس الجديد لعلاقاتكم الخارجية إقليمية ودولية وفقا للقراءة السابقة على ضوء المستجدات الجديدة ؟ صحيح إن مرور ما يقرب من شهرين هو وقت طويل بالقياس إلى التطورات الجارية على الصعيدين الإرتري والإقليمي، وكما تعلم إن هذه هي الدورة الأولى للمستويين القياديين للتحالف (التشريعي والتنفيذي) وعلى برامجها وخططها يتحدد العمل بصورة أساسية ، فكان لا بد من الإعداد الجيد لها، وعقب ذلك شرع المكتب التنفيذي في ممارسة مهامه بتوحيد وتنظيم أجهزة التحالف المختلفة . بالنسبة لأسس علاقاتنا الخارجية وفي كافة مستوياتها تقوم على مبادئ الميثاق السياسي للتحالف الديمقراطي الإرتري والتي نصت على الالتزام بالمواثيق الدولية في هذا الشأن والاحترام المتبادل مع الجوار الإرتري والإقليمي وصيانة الروابط المختلفة بين الشعب الإرتري ودول وشعوب الجوار والمصالح المشتركة معها بما يصون ويحفظ استقلالية القرار الإرتري .عموما إن برنامجنا للعمل الخارجي يستهدف بصورة منهجية فضح ممارسات النظام في البلاد وعكسها أمام العالم، برفع المذكرات والوصول إلى المنابر الإقليمية والدولية وقد شرعنا في ذلك،كذلك تشمل خطتنا للتحرك الخارجي برنامجا تنظيميا للدائرة يتم بموجبه الاستفادة من الكفاءات الإرترية المتواجدة في الخارج . وبخصوص القراءة والمستجدات فإن تركيزنا منصب في لفت الأنظار العالم لمعاناة شعبنا في الداخل، وأوضاع اللاجئين الإرتريين وبصورة خاصة عمليات الإبعاد إلى إرتريا والتي تتم من مصر وليبيا ورفعنا مذكرات بذلك،وناشدناهم بإستثناء الإرتريين بالنظر للأوضاع القائمة في إرتريا، كنا نجري الإتصالات بسفاراتهم حتى يتم التعاون بيننا في حل هذه المسألة ، كذلك نعكس الخطورة التي يمثلها هذا النظام على المنطقة، وندعو الفعاليات الدولية والإقليمية لدعم ومساندة الشعب الإرتري بصورة حاسمة حتى يسود السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة . كذلك يتضمن برنامج عملنا الخارجي تنظيم مشاركة الفعاليات الإرترية بالخارج للإسهام بدرجة أكبر في عمل التحالف الديمقراطي الإرتري في جميع المستويات ،وضمن ذلك يأتي بحث سبل تنظيم ندوات وورش عمل للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الإرترية المستقلة والمثقفين والشخصيات الوطنية لإعداد الدراسات اللازمة لقضايا ومواضيع وزمان ومكان انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الجامع وفق موجهات الدورة الأولى للقيادة المركزية وقرارات المكتب التنفيذي بهذا الخصوص . العلاقات الارترية الأمريكية بشقيها الرسمي الحكومي والمعارض تشهد حراكا مهما من أدانة امريكية للنظام تجاه سياسته الخاصة بحقوق الانسان والحريات العامة واجتماعات بين المعارضة الارترية و السفير الأمريكي في أديس أبابا ما هي الرؤية الأمريكية تجاه المنطقة عموما والشأن الإرتري على وجه الخصوص ؟من خلال تجارب السبعة عشرة عاما فإنه يصعب الحديث عن منهجية سياسية رسمية للنظام القائم في أسمرا، ويبدو أنه وفي كل فترة ينخفض فيها وتيرة دوره نتيجة لتوجه دول المنطقة وقواها السياسية نحو وضع الحلول لمشكلاتها الداخلية ، يسعى هذا النظام للبحث عن عدو وهمي جديد ، حتى لا يحدث فراغا في البلاد يدفع الناس للبحث عن مشكلاتهم الحقيقية ، لذلك نجد أبواق النظام الدعائية تتحدث عن عدائية الحكومة الأمريكية لاستقلالية إرتريا وسيادتها ..! وحقيقة الأمر أن النظام يدرك أن الحديث الإعلامي الموجه نحو الداخل لا يشكل سببا ضروريا لتغيير سياسات واستراتيجيات الدول الكبرى بين ليلة وضحاها، لكن تصرفات النظام وتدخله في الوضع الصومالي ورعايته منها لبعض القوى المصنفة ضمن قائمة الإرهاب والأزمة مع دولة جيبوتي ، كان لذلك دوره في الحراك الجاري – كما وصفت – في علاقة الإدارة الأمريكية بهذا النظام ، كذلك إن تضمن الإدانات للتقارير الصادرة من الخارجية جاء نتاجا لتصاعد درجة القمع الداخلي الذي يمارسه هذا النظام ضد حرية الاعتقاد والتدخل في شئون المؤسسات الدينية في البلاد، وغياب الإرادة لوجود مؤسسات دولة وسيادة القانون والدستور ، وهي قضايا ذات تأثير في علاقة الإدارة بالمؤسسات الدستورية في أمريكا . أما بالنسبة لعلاقة المعارضة الإرترية بالإدارة الأمريكية عموما وسفير الولايات المتحدة بالعاصمة الإثيوبية جاءت عبر جهد دائم بذله التحالف الديمقراطي الإرتري لأعوام مضت ، تمثل في رفع المذكرات واللقاء بموظفين حكوميين في الولايات المتحدة ، وشهد العام الماضي حدثين هامين من الإدارة وهو تأكيدها بعدم وجود شبهات لديها تجاه المعارضة الإرترية،ولقاء مسئولة الشئون الإفريقية بقادة إرتريين. جميع ذلك يمهد أرضية جيدة للتحالف الديمقراطي الإرتري لرفع درجة التطور الاتصالي الجاري إلى تفهم الإدارة الأمريكية للأوضاع المعقدة القائمة في إرتريا جراء ممارسات النظام الذي كان لها دورا مباشرا في تسهيل سبل إحكام قبضته على البلاد، وضرورة مساندة الشعب الإرتري لإحداث التحول الديمقراطي تفاديا للانهيار التام والذي قد يحدث في أي وقت ، وتكون له تداعيات على المنطقة ، ولتفادي الكوارث الإنسانية التي بالضرورة ستصاحبه ، وتشمل خطة عملنا الخارجي زيارة للولايات المتحدة حتى نشرح للمعنيين أهدافنا المرحلية والمستقبلية كتحالف .تحدثت صحف الخرطوم في الاسبوع الماضي عن صفقة سياسية وأمنية بين ارتريا والسودان كانت ضحيتها المعارضة الارترية وبالتوازي تنشط حركة غير رسمية لتنشيط العلاقة بين البلدين من ندوة مجلس الصداقة الشعبية في 11يونيو الى زيارةالوفد الشبابي والطلابي الارتري للسودان … الخ كيف تقيمون كل ذلك وما هو هذه العلاقة بين البلدين ؟ أولا أحب عبر هذا الحديث التوجه للصحافة السودانية بالتحية لاهتمامها بالشأن الإرتري عامة ، وبصورة خاصة المعارضة الإرترية ، وكذلك المثقفين السودانيين لدفاعهم عن كل ما يتصل بالمعارضة الإرترية، والحقيقة إن الصحف قدمت كثيرا من التقارير والخلفيات حول هذا الموضوع . نحن من جهتنا نتحدث من وجهة التصريح الصحفي الصادر من المكتب التنفيذي في هذا الصدد، والذي أكد على احترامنا للحقوق السيادية للسلطات السودانية على أراضيها وكذلك إدارة مصالحها القائمة ، والحقيقة أن التواصل والتعاون الرسمي بين النظامين بدأ قبل قرار السودان بالحد من نشاط المعارضة الإرترية فيه، وكنا وما زلنا غير سعداء بذلك، لكن السودان هو عمق إستراتيجي ثابت للشعب الإرتري في كافة الحالات والصور، ولن يكون أي وضع استثنائي ملهاة لنا عن قضيتنا الأساسية ، وهي بلورة عملنا المعارض وتطويره والعمل على كسب الداعمين له، ونأمل من السلطات السودانية أن تعالج الآثار التي يمكن للنظام أن يستثمرها في هذا القرار، واستمرارية حمايتها للإرتريين المقيمين في السودان سواء كان ذلك بالمدن أو معسكرات اللاجئين ، ونحن نتفهم طبيعة التحديات التي تواجه السودان في هذه المرحلة والتي تحدد سلم أولوياته . ومن جهة أخرى وإدراكا منا لطبيعة النظام وثبات نهجه السافر في التدخل بشئون الآخرين لن تعمر معه علاقة مهما توافر لها من عوامل داعمة ،والسودان خير من يدرك ذلك، كذلك نأمل من الفعاليات المدنية السودانية أن تواصل دورها في حماية الإرتريين بالسودان وكذلك رعايتها لمنظمات المجتمع المدني الإرتري بالسودان والتي نشأت في كنفها ،لتواصل دورها في بناء المجتمع الإرتري المعاصر . لايزال رأي المراقب لاوضاع المعارضة الارترية لم يغادر وصف السابق بالقول انها دون مستوى الاحداث في المنطقة وهي منكفأة في مشكلاتها وصراعاتها المميتة ويتوقع ان تستمر حلتها كما كانت خلال الثلاثة اعوام الماضية ؟؟ بماذا تعلق ؟ إن كثافة المعاناة التي يعيشها المجتمع الإرتري بصفة عامة تبرز بقدر كبير في الطابع العام لهذا الرأي، وهو أمر مشروع، فالرغبة لأحداث التغيير وبأسرع وقت ممكن تعترينا جميعا، نتيجة للوضع المأساوي القائم بالبلاد ، وحتى نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وصحيح أن الأوضاع في المنطقة تتلاحق وتتطور بسرعة كبيرة. لكن غير الصحيح هو الإستنتاجات السريعة والخاطئة والأحكام الجاهزة لكل وقت ، فقد خرجنا للتو من مؤتمر توحيدي لمعالجة أوضاع سادت قبله بإرساء مفاهيم جديدة في التعامل مع القضايا الخلافية، وأسس منهجية في وضع البرامج والخطط العملية ، وأساليب حديثة في إدارة العمل ، ألا يحتاج هذا إلى وقت لتحويله من رؤى وقرارات إلى برامج وخطط وإمكانات تحوله إلى واقع ملموس ..! ثم كيف يتثنى لنا البحث عن النتائج بين ليلة وضحاها..! أقولها صراحة أننا في هذه الفترة في حاجة ماسة للفعل الإيجابي، كل في مجاله، كل بإسهامه ،وفق قدراته القائمة، فقد أقعدتنا تلك الاستنتاجات والأحكام كثيرا. @ كلمة أخيرة عبر “عدو ليس”أتوجه لكافة جماهير شعبنا في الخارج بصفة عامة والمثقفين بصفة خاصة أن يقرنوا الكلمة بالفعل الإيجابي على الأرض ، فالمرحلة تتطلب جهد الجميع وفي كافة المجالات ، وختاما أحي المركز الإرتري للخدمات الإعلامية ، وواجهته الفاعلة ” عدو ليس ” في قدرته على التكيف مع الواقع ومواصلة دوره النضالي وتغطيته للقضايا الساخنة التي تمس حياة الإنسان الإرتري في كل مكان ، والتحية كذلك لكل من يؤدي دوره مهما كانت الظروف التي يكابد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى