تقارير

“جنون العظمة”.. هكذا تحولت إريتريا لدولة السجن والقمع

22-Sep-2016

عدوليس ـ صحف ومواقع عربية نقلا عن القارديان البريطانية

“إريتريا.. الدولة السجن” تحت هذا العنوان كتبت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الأوضاع المأساوية في هذه الدولة الواقعة شرق القارة الإفريقية.وأضاف كاتب هذا المقال، الصحفي الإريتري، إبراهام تي زيري، أنه قبل 15 عاما بالضبط تمكنت إريتريا من الحصول على الاستقلال بعد مجهود كبير، لتسقط بعدها في يد نخبة من السياسيين

المصابين بجنون العظمة والذين سيطروا على الحكم منذ الوقت وحتى يومنا هذا.
بداية القمعفي هذا المقال استذكر الصحفي ريزي أنه في عام 2001، أصدر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، حكم بسجن 11 من كبار المسؤولين في الحكومة، وأوقف إصدار 7 صحف يومية مستقلة، ومنذ هذا التاريخ بدأت حقبة من الاستيلاء على الدولة، لتصبح بعد ذلك عسكرية، ما دفع العديد من السكان للنزوح من بلادهم إلى أوروبا.
بعد ذلك بدأت الممارسات الأمنية من أجل تكميم الأفواه، حيث اجتهد رجال الأمن في جمع وسجن 12 صحفيا، ولم يخضع منهم حتى الآن لمحاكمة قانونية، حيث ألقي بهم في زنازين فردية داخل سجون سرية، حتى أن عائلاتهم لا تعلم إذا ما كانوا على قيد الحياة أم لا.
تحول عسكريواستولى العديد من القادة العسكريين على الوظائف المدنية، كما تمركز الجيش في جميع المدن والبلدات الرئيسية، وصدرت تعليمات بضرورة رجوع كل من يعمل في القطاع العام لتقديم التقارير إليهم.
ومع تغلغل القواعد العسكرية، اندحرت سيادة القانون ليصبح الفساد والمحسوبية هو الطابع الجديد للبلاد، وتحولت الدولة إلى سجن كبير بعد الاعتقالات التعسفية والإختفاء القسري.
وأضافت منظمة حقوق الإنسان أن هناك ما يقارب من 360 مرفقا يضم أكثر من 10 آلاف من سجناء الرأي داخل البلاد.
معلومات مركزيةبعد حظر صدور الصحف الخاصة، أصبحت المعلومات داخل البلاد مركزية، حيث استمر الصحفيون الحكوميون بالعمل في ظل الخوف الشديد، ومنعوا المراسلين الأجانب والمنظمات غير الحكومية المؤثرة من دخول البلاد، وتمكن القليل من الدخول حتى تتم مرافقتهم من الموظفين الحكوميين تماما مثلما يحدث في كوريا الشمالية.
وبحسب المقال فإن محطة الإذاعة الحكومة “راديو بانا” والتي تشرف عليها وزارة التعليم، تم إيقافها أيضا، حيث اقتحمت قوى الأمن هذه المحطة واعتقلت العاملين عليها، ولم يتم الإفراج عن معظمهم إلا بعد 4 إلى 6 سنوات من الاعتقال دون توجيه التهمة لهم.
خدمة عسكريةفي 2012، فرضت الخدمة العسكرية الإلزامية على كافة الشباب من الرجال والنساء بما فيهم المدافعين عن الحريات السابقين، واعتبر ريزي أن كل تلك الإجراءات الأمنية القمعية سببا في هجرة الإريتريين إلى الخارج، حيث كان يغادر 5000 إريتري البلاد شهريا، ليختتم مقالته بأنه أحد الفارين.
وأوضح أنه يعمل حاليا مع مجموعة من أبناء بلده في المنفى للكشف عن أوضاع البلاد الذي لا يمكنه الوصول إليها والحث على قيام حملة لتحرير أقرانه المعتقلين في السجن.
إريتريا وإثيوبيايحدث الكثير من المناوشات بين إريتريا وإثيوبيا بعد استقلال الأولى عن الثانية عام 1991 في حرب استمرت مدة 30 عاما، وخاض البلدين حربا دموية بين عامي 1998 و2000، كما استمر العداء منذ هذه الفترة بين البلدين، حيث تتبادل قواتهما الرصد على طول الحدود التي تتكرر فيها مواجهات محدودة.
ويتبادل البلدان باستمرار الاتهامات بشن الهجمات ودعم المتمردين في كل منهما، وفي فبراير الماضي اتهمت إثيوبيا إريتريا بالوقوف وراء احتجاجات ضد الحكومة في منطقة أوروميا العام الماضي، وأدت إلى قمع عنيف من قبل حكومة أديس أبابا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى