تقارير

زيارة أسياس أفورقي لإثيوبيا.. عندما تنتصر إرادة السلام ! بقلم / لؤي عبد الرحمن

17-Jul-2018

عدوليس نقلا عن صحيفة “آخر لحظة “.

بوتيرة متسارعة وصلت العلاقات الإثيوبية الأريترية إلى مرحلة متقدمة كان آخر محطاتها زيارة الرئيس الأريتري أسياس أفورقي إلى أديس أبابا تلك الزيارة التي

جعلت الشارع الإثيوبي ومن قبله الأريتري يستبدل اللافتات عند الاحتشاد من عبارات العداء والشجب إبان القطيعة إلى كلمات وجمل ترحيبية وارتدء أزياء تحمل صور الرئيسين، ليبعثا برسالة إلى دول الجوار والإقليم بالإضافة إلى العالم مفادها أن الكلمة والمبادرة الطيبة قد تنجز ما فشلت في إنجازه البندقية طيلة (20) عاماً.
استكمال الاتفاق:
الصحفي الأريتري المقيم بهولندا عبدالله محمود قال لـ (آخر لحظة) إن أهمية زيارة الرئيس الإريتري بعد عقدين من القطيعة بين البلدين تكمن في أنها ستستكمل ما تم الاتفاق عليه يوم الثلاثاء الماضي في الإعلان المشترك للسلام والصداقة الذي تم التوقيع عليه من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الأريتري والذي ينص على إنهاء حالة الحرب بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية إلى جانب استئناف العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاتصالات والمواصلات فضلاً عن تطبيق قرار ترسيم الحدود والعمل معاً من أجل السلام والتطور والتعاون في الإقليم، واسترسل: أفورقي اصطحب مدير الأمن وقائد القوات البحرية بما يشير إلى طبيعة الملفات.
المستفيد الأكبر:
محمود قال إن الخطوط الإثيوبية ستبدأ رحلاتها إلى أسمرا يوم ١٧يوليو الجاري، مع الحصول على التأشيرات في المطار وبالإضافة إلى بدء خطوات التعاون الاقتصادي بين البلدين باستضافة أديس أبابا عبر من الموانئ الأريترية بما يؤدي لإنعاش الوضع الاقتصادي، لافتاً إلى أن أثيوبيا المستفيد الأكبر من عملية السلام بين البلدين لأنها دعت المعارضة المسلحة التي تتخذ من أرتريا مقراً لها للحوار والمشاركة في السياسة وتم التجاوب معها من قبل المعارضين بإعلان وقف إطلاق النار وإرسال الوفود إلى الداخل الإثيوبي، وفي المقابل فإن أرتريا لم تعلن عن أي خطوات إيجابية لتحقيق السلام بإطلاق سراح المعتقلين الذين يتجاوز عددهم ١٠آلاف في معتقلات سرية ولا يعلم ذووهم عن أوضاعهم شيئاً.
فرحة الشعب الإثيوبي:
عبدالله تابع أن المستفيد الأول من حركة الطيران والحركة البرية بين البلدين هو الشعب الإثيوبي إذ لا يسمح للأرتريين بمغادرة البلاد إلا في حدود ضيقة، حتى الحركة الداخلية بين المدن يشترط فيها تصريح مرور، والتجار الإرتريون لن يستفيدوا بقدر معقول من انتعاش النشاط الاقتصادي لسيطرة الحكومة التامة على النشاط عبر أذرعها الاقتصادية المتمثّلة في شركة البحر الأحمر وغيرها من المؤسسات، وزاد خلاصة القول بأن خطوات السلام بين البلدين لن تنعكس إيجابا ما لم يتم تحقيق السلام والاستقرار الداخلي في أرتريا عبر مشروع متكامل للمصالحة والتعافي يقضي بإطلاق سراح المعتقلين، وتحديد فترة الخدمة الإلزامية وكفالة الحريات العامة والحوار مع المعارضة الإرترية التي تتخذ من إثيوبيا مقراً لها، منبها إلى أن الإثيوبيين في الخارج نظموا حشوداً لتأييد السلام مقابل عدم اكتراث الأرتريين في الخارج لهذه الخطوات، واختتم مشاركة قيادة الجبهة الشعبية لتحرير تقراي وحكومة الإقليم في استقبال أفورقي يدل على أن أبي أحمد استطاع إقناع المجموعات المتحفظة على المشاركة في المشروع.
تجاوز الماضي:
مدير القسم العربي بتلفزيون إثيوبيا أنور إبراهيم يرى أن إعادة العلاقة بين البلدين بعد حوالى(20) عاماً من القطيعة إعادة لأواصر التواصل وخاصة أن هناك العديد من الأسر التي تفرقت بسبب الحرب واعتبرها مرحلة جديدة للشعبين تساعد على التواصل والتكامل وقال إنها فرصة أكبر لأريتريا لإخراجها من العزلة التي فرضت عليها، وهذا مكسب كبير للنظام الإريتري، واستقبال اليوم لأسياس في أديس أبابا يوضح حسن نية الإثيوبيين وحبهم للسلام، وأوضح أن هذه المرحلة قد تكون لها مابعدها ويمكن أن تفيد إذا تخطى الطرفان السابق، أما إذا لم يتجاوزا الماضي فلن تتقدم هذه العملية، وأعتقد أن الخطوات القادمة هي التي تحتاج لحراك قوي من أجل مصلحة الشعبين.
تحولات مطلوبة:
جمال همّد المحرر بموقع عدوليس الإخباري تطابقت وجهة نظره مع الصحفي عبدالله حيث قال في إفادته للصحيفة إن أهمية الزيارة تكمن في أنها تأتي من رئيس نظام كان بينه عداء مع الدولة الأخرى خلّفه الدماء وكل ما صنع الحداد، لذا فيمكن القول إنها النصف الثاني من الطريق، مضيفاً أن السلام الخارجي يحتاج لسلام داخلي وأوضاع داخلية مواتية، وهذا ما لا يتوفر في أريتريا، وأورد أن خارطة الطريق المطلوبة لكي يكون السلام شاملاً هي إجراء تحولات حقيقية لصالح السلام الأعلى والانفراج نحو الداخل بتفعيل الدستور المعلق وإطلاق سراح المعتقلين والمغيبين وبسط الحريات والتفاوض مع المعارضة.
صحيفة ” آخر لحظة السودانية 16 يويلو 2018م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى