تقارير

فتاة إريترية تلجأ للموسيقى خلال رحلة مروعة إلى أوروبا ! بقلم /ماركو روتونو في بوزالو، إيطاليا

5-Sep-2018

عدوليس نقلا عن صفحة المفوضية السامية للاجئين

بعد فرارها من بلادها، وجدت كوكب البالغة من العمر 16 عاماً العزاء في الموسيقى والأمان في أوروبا. تروي قصتها لموظف في المفوضية في مركز استقبالٍ للفتيات غير المصحوبات بذويهن في بوزالو، إيطاليا.تتذكّر الشابة البالغة من العمر 16 عاماً قائلةً: “في بعض الهنكارات في ليبيا، كانوا يسمحون لنا بالغناء بصوت منخفص بينما كان كل شيء ممنوعاً في هنكارات أخرى. بفضل الموسيقى، حافظت على معنوياتي طوال رحلتي المروعة”.

كانت كوكب في الثالثة عشرة من عمرها فقط عندما غادرت إريتريا وتركت عائلتها. ثم أمضت عامين في مخيم للاجئين في إثيوبيا، حيث اتخذت قرار السفر إلى أوروبا، وكانت رحلةً محفوفةً بالمخاطر.يظهر تقرير جديد للمفوضية أن أكثر من 1,600 شخص لقوا حتفهم أو فقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا حتى الآن في هذا العام.
ويبيّن التقرير أنه بينما انخفض العدد الإجمالي للأشخاص الذين يصلون إلى أوروبا، فإن معدّل الوفيات قد ارتفع بشكل حاد، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط ​​من ليبيا،غالباً بعد رحلة برية مروعة.
وكثيراً ما يفيد الوافدون الجدد إلى إيطاليا بأنه يتم بيعهم من مجموعة مسلحة إلى أخرى، وأنهم تعرضوا التعذيب كجزء من طلبات للحصول على فديةٍ، وأنهم أُجبروا على دفع عدة آلاف من الدولارات، أحياناً لأكثر من مرة للإفراج عنهم. ويتعرّض أطفال ككوكب لنفس المخاطر التي يتعرّض لها البالغون.
https://adoulis.net/admin.php?opt=ent&act=edit&id=5763تقول: “في وسط الصحراء بين السودان وليبيا، أخبرني المُتجِر بأنه يتعين علي دفع مبلغ 2,200 دولار أميركي إضافي. في وقتٍ لاحقٍ، أخذ المال وباعني إلى متجرين آخرين”. بعد ذلك طلبوا مبلغاً آخر بقيمة 2,500 دولار أميركي وكان يتم نقلي من هنكار إلى آخر، حيث تنقلت بين سبعة هنكارات في المجموع. وأخيراً، دفعت مبلغ 1,500 دولار أميركي لعبور البحر. قضيت أكثر من عامٍ في ليبيا”.
كانت كوكب محظوظة وتروي كيف أن جدّتها وأفراد العائلة الآخرين باعوا ممتلكاتهم من أجل تأمين المبلغ الذي كان يتعين عليها دفعه كفديةٍ للمتجرين وتأمين حريّتها.وتضيف قائلةً: “كانوا خائفين للغاية مما يحدث للناس في ليبيا ولم يريدوا أن أموت على أيدي المتجرين”.
قبل شروع كوكب برحلتها المحفوفة بالمخاطر، اشترت شيئاً واحداً، وهي بطاقة ذاكرة مليئة بالموسيقى لتساعدها خلال الأوقات الصعبة التي كانت تنتظرها. نسخت الأغاني على دفتر حتى تتمكن من الغناء، وأضافت أغانٍ أخرى من أشخاصٍ قابلتهم خلال الرحلة.
وتقول: “تعلّمت بعض الألحان من الآخرين. كنا نغني معاً كلما احتجنا لمواساة بعضنا البعض. في بعض الأحيان، كان الناس يطلبون مني أن أعيرهم كتاب الأغاني، حتى يتمكنوا من الغناء بأنفسهم”.
كانت الليلة التي عبرت فيها كوكب البحر المتوسط ​​هي المرة الأولى التي تشاهد فيها البحر. وقبل أن يصلوا إلى القارب الخشبي المتهالك، غلّفت كتاب أغانيها الغالي بالبلاستيك وخبأته خلف ظهرها، حتى لا يأخذه المُتجِرون منها، ثم صعدت على متن القارب مع 450 شخصاً آخر.
وتضيف قائلةً: “كانت الأمواج مرعبةً للغاية لدرجة أنني لم أعجز عن الغناء فحسب، بل عجزت حتى عن النظر إلى الماء. أبقيت عينيّ مغلقتين بسبب الخوف ولم أتمكن من فتحهما إلا بعد أن رأينا سفينة الإنقاذ. بدأ الناس بالغناء احتفالاً بذلك”.
بعد أسبوعٍ واحدٍ من وصول سفينة الإنقاذ إلى بوزالو، التقى فريق من المفوضية بكوكب، في مركز استقبال للفتيات غير المصحوبات بذويهن. ابتسمت وقالت بأنها تريد أن تدرس. وأخيراً، بدأت تتطلع إلى المستقبل.
ثم غنّت الأغنية التي خطرت في بالها في وسط البحر الأبيض المتوسط​​، بينما كان يتم إنقاذها، وقالت: “اسم الأغنية “القارب“، وهذه كلماتها: “أنت قاربي، لقد حميتني من الأمواج، وأخذتني إلى الشاطئ الآمن. الآن، أنا لا أخاف من الأمواج”.
ويناشد التقرير أيضاً الدول لتعزيز آليات حماية الأطفال الذين يسافرون بمفردهم ويلتمسون اللجوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى